| 29 مارس 2024 م

أخبار

مزاعم الاحتلال تحت مجهر وعاظ الأزهر بمسابقة "البحوث الإسلامية"

  • | الإثنين, 2 سبتمبر, 2019
مزاعم الاحتلال تحت مجهر وعاظ الأزهر بمسابقة "البحوث الإسلامية"

الحاصل على المركز الأول: العرب الكنعانيون أول من سكن القدس قبل وجود بنى إسرائيل

الشيخ إسلام فوزى: الاكتشافات الأثرية الحديثة ترد على مزاعم «يهودية» حائط المبكى

نظم مجمع البحوث الإسلامية حفلا لتوزيع جوائز مسابقة «القدس بين حقائق التاريخ ومزاعم الغاصبين»، التى عقدها فى وقت سابق، وشارك فيها وعاظ الأزهر من مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، تنفيذا لتوصيات مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، واهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بدعم قضية القدس.

ومن خلال الأبحاث الفائزة فى المسابقة فند وعاظ الأزهر مزاعم اليهود لأجل شرعنة احتلالهم الغاشم، باختلاق أكاذيب وأساطير، بأنهم أصحاب الأرض، وأنها أرض آبائهم وأجدادهم، وغيرها من الدعاوى الباطلة التى تناولتها الأبحاث وردت عليها.. السطور التالية تلقى الضوء على بعض هذه الأبحاث.

أوضح الشيخ عبدالرحمن سرحان الحاصل على المركز الأول أن هناك فرقا بين بنى إسرائيل الذين استوطنوا القدس قديماً ويهود اليوم الذين يدّعون أنها أرض أجدادهم، وإذا دققنا فى البحث سنجد أنهم ليسوا من نسلهم ولا احفادهم إلا القليل جداً منهم، فإن كثيراً من اليهود المعروفين وجد أن أنسابهم دخلتها دماء مسيحية وأخرى وثنية، مشيراً إلى دراسة للأنثربولوجى البريطانى الشهير «جيمس فنتون» عن يهود إسرائيل توصلت إلى أن 95% من اليهود ليسوا من بنى إسرائيل التوراة، وإنما هم أجانب متحولون أو مختلطون، مما يثبت ذلك أيضاً أن اليهود بعد خروجهم الأخير وطردهم على يد الرومان خرجوا نحو 40 ألف يهودى، ثم ذكروا أنهم أصبحوا ما بين 4- 7 ملايين فى أقل من 500 سنة من طردهم، أى أنهم ضاعفوا عددهم ما بين 100-180 مرة، وهذا معدل فلكى لا يمكن أن يكون تم بتزايد طبيعى، بل كان سببه دخول قبائل وشعوب ليست من نسل يعقوب وذريته فى اليهودية، وتم ذلك إما عن طريق التبشير أو الزواج ممن ليسوا على دينهم فينسب بعد ذلك الولد لأبيه اليهودى إن كانت أمه غير يهودية أو ينسب لأمه اليهودية إن كان أبوه ليس بيهودى، وقد يتم ذلك أحيانا عن طريق إغواء الفقراء وأصحاب النفوس الضعيفة بالمال من أجل تغيير معتقداتهم، وقد ثبت حدوث أمثلة لهذا التحول تاريخياً، كيهود الخزر والفلاشا والسود من التاميل.. وغيرهم ممن ليس لهم أصول يهودية.

مشيراً إلى أن العرب الكنعانيين هم أول من سكن القدس وفلسطين قبل خلق بنى إسرائيل ووجودهم فى الدنيا، كما أن القبائل الكريتية التى ينسب لها الفلسطينيون الآن، قد وصلت إلى هناك قبل يهود بنى إسرائيل، فالحق التاريخى الأصيل يعود لليبوسيين الكنعانيين العرب، كما أن الكنعانيين أول من أسسوا وشيدوا حضارة القدس وفلسطين والحفريات خير شاهد على ذلك، وقد أنشأ الكنعانيون مدناً كثيرة منها أسدود وعكا وغزة، وقد بنوا مدينة القدس، واهتموا بها.

وعن زعم اليهود حرصهم على إعادة بناء «هيكل سليمان»، بحجة أن المسجد الأقصى أقيم عليه وأن المسلمين هم المعتدون على الهيكل ببنائهم الأقصى مكانه، يقول الشيخ خالد جمال عبدالراضى الحاصل على المركز الثانى بمسابقة مجمع البحوث الإسلامية إن الأقصى قد وجد قبل بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل بناء الأقصى الحالى بآلاف السنين بل وقبل أن يخلق الله بنى إسرائيل، وورد ذلك فى سنة النبى، فقد روى الإمام مسلم فى صحيحه: عن أبى ذر، قال: قلت يا رسول الله: أى مسجد وضع فى الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام» قلت: ثم أى؟ قال: «المسجد الأقصى» قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة»، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد».

وأضاف أن رسالة كل نبى هى الإسلام وقد حكم فلسطين كل من داود ومن بعده ابنه سليمان عليهما السلام حكماً إسلامياً وكانت حروبهما جهادية إسلامية لنشر الإسلام وليست حروباً يهودية عنصرية كما يفعل الجنس اليهودى اليوم. لقد بنى سليمان عليه السلام هيكله مسجداً لعبادة الله وحده ولا حق ليهود هذا الزمان فى سليمان، ولا فى فترة حكمه ولا فى هيكله، بل إن المسلمين هم وحدهم الوارثون لسليمان ولسائر أنبياء الله.

وأوضح الشيخ شارف مختار الحاصل على المركز الثالث بمسابقة «القدس بين حقائق التاريخ ومزاعم الغاصبين» أن زعم اليهود بأن لهم حقا دينيا فى فلسطين، لأن الله وعد إبراهيم عليه السلام بأن يعطى نسله أرض فلسطين، وجعلها أرض الميعاد زعم باطل، قائلاً: «يذهب كثير من العلماء المختصين بتاريخ الشعوب إلى الاعتقاد بأن يهود اليوم ليسوا أصلا من أحفاد بنى إسرائيل الذين بُعث إليهم موسى عليه السلام، وليسوا من سلالة إبراهيم عليه السلام كالعالم اليهودى فريدريك هيرتس فى كتابه الجنس والحضارة، فضلا على أن العهد القديم بين أن وعد الله لبنى إسرائيل مشروط بتنفيذ التعاليم وحفظ العهد.

وعن مستقبل المقدسات الإسلامية، يؤكد أنها فى خطر، فالاستيطان يستهدف أساسا مدينتى القدس والخليل للسيطرة على المقدسات الإسلامية، فقد تمت السيطرة على 62% من أراضى مدينة الخليل، ويحاول الاحتلال زيادة نسبة اليهود إلى 76% فى مدينة القدس، ونسبة كبيرة من المستوطنين فى القدس والخليل أكثر تطرفا، وأشد حماساً لفكرة «إسرائيل».

وأما بالنسبة لحائط المبكى وزعمهم أنه جزء من الهيكل، فقال الشيخ إسلام فوزى الحاصل على المركز الخامس بالمسابقة، إن الادعاء قد تبين فساده من خلال الاكتشافات الأثرية الحديثة (فلقد اعتقد اليهود أن الجدار الداعم للحرم الشريف من جهة المسجد الأقصى هو من احجار الهيكل وحتى بداية القرن العشرين، وعندما عرض الخلاف على عصبة الأمم المتحدة شكلت فى عام 1930م لجنة علمية دولية لدراسة هوية الجدار، وأطلق على هذه اللجنة اسم لجنة البراق، وأثبتت أن تلك الأحجار التى تشكل الجدار تعود إلى الأوقاف الإسلامية، وهى جزء من الحرم الشريف، ولا علاقة لها بالهيكل، ولكن اليهود استمروا على زعمهم وجعلوا من هذا الجدار جداراً للبكاء على ماضى الهيكل).

وحول ادعاء اليهود بأن مكانة القدس فى الإسلام كانت موضع خلاف بين المسلمين الأوائل، وأن القدس فى الإسلام تأتى فى مرتبة ثالثة من حيث الأهمية بعد مكة والمدينة، يشير الشيخ محمد عبدالرحمن زيادة الحاصل على المركز السادس، إلى اتخاذ هذه المدينة قبلة للمسلمين ستة عشر أو سبعة عشر شهراً فى أبكر عهود الإسلام، كذلك فإن رحلة الإسراء برسول الله من مكة إلى القدس، ثم معراجه من القدس إلى السماء وتسجيل ذلك فى أول سورة الإسراء، خير دليل لا ينقض على مكانة هذه المدينة لدى المسلمين منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، مضيفاً: «إذا كان الحديث النبوى يجعل القدس ثالث الحرمين فإنه يجعلها أولى القبلتين فى الترتيب التاريخى كقبلة للمسلمين. والسنة النبوية جعلتها على قدم المساواة مع مكة والمدينة فى الاختصاص بشد الرحال».

كما زعموا بأن القدس كانت أهميتها لدى المسلمين سياسية، وأنه فى وقت عبدالملك بن مروان اختلقوا روايات فى مزايا القدس ومديحه بسبب حكمهم الشام فى مقابلة حكم عبدالله بن الزبير مكة، فهذا مردود بما تقرر من أن أهمية القدس لدى المسلمين منذ بداية الإسلام، وأن قدسيتها ذكرت فى القرآن. وإضافة إلى ذلك فإن عمر بن الخطاب عامل القدس كما عامل الرسول مكة، فلم يدخلها حربا وإنما صلحا، ولم يترك قائد جيشه حينها يتسلم مفتاح القدس وإنما ذهب بنفسه ليتسلمه، وهذا لأكبر دليل على مكانة القدس لديه ولدى المسلمين وقتها وكل ذلك قبل فترة حكم بنى أمية.

أما زعمهم بأن آيات سورة المائدة - التى حوت الأمر بدخول الأرض المقدسة- هى اعتراف من القرآن بأحقية اليهود فى أرض فلسطين وتفنيده، فيوضح محمد السيد غانم الباحث بمجمع البحوث الإسلامية والحاصل على المركز السابع، أنه لم يقل أحد من المفسرين بأن قوله تعالى: «التى كتب الله لكم»، هو وعد من الله لليهود بأرض فلسطين على الإطلاق، لأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ممن اتبع منهجه، والتزم وشريعته، وصدَّق برسله الكرام.

بل التفسير الصحيح لهذه الآية الكريمة أن قوله تعالى: (كتب) ليست بمعنى قدر، ولا وعد، ولا وهبها لكم، ولا كتب فى اللوح المحفوظ؛ لأن تلك الأقوال ليس لها سند، بل هى تأثرٌ بروايات أهل الكتاب. وإنما يكون المعنى: «الأمر والفرض» أى: فرض الله عليكم دخولها، وأمركم بذلك، وأذن لكم، فالأمر بالدخول ليس وعداً ولا هبة، بل هو أمر وتكليف بالجهاد، الأمر الذى يتحاشونه ويخافونه.

وأكد الشيخ أحمد السيد عبدالهادى الحاصل على المركز الثامن، أن تكرار الغاصبين مقولة أنهم شعب الله المختار ومن عداهم عبيد لهم وأحقيتهم بالبلاد المقدسة، تحولت إلى مزاعم عقيدية تستند على الاصطفاء والاختيار والاستعلاء والعداء وادعاء القداسة.

واستشهد بمقولة الكاتبة الأمريكية جريس هاسيل: (إن الأصوليين المسيحيين فى أمريكا مستعدون لتقبل نقد موجه لفرنسا أو إنجلترا، أو ألمانيا، أو إيطاليا، أو الولايات المتحدة، أو أى بلد آخر فى العالم، لأن ذلك شأن سياسى، أما نقد إسرائيل فهو يساوى عندهم نقد الرب ذاته)، مشيراً إلى أن بنى صهيون يجتهدون فى استقطاب تأييد اليهود لهم، من خلال إلباس المشروع الصهيونى ثوباً دينياً فيوظفون الدين لخدمة سياستهم الاستعمارية.

وعن ادعاء اليهود أن حائط البراق الذى يسمونه «حائط المبكى» ملك لهم، أكد الشيخ محمد صقر عبدالعاطى الحاصل على المركز التاسع بمسابقة مجمع البحوث أن من سماحة الإسلام والمسلمين أن سمحوا لليهود بدخول مدينة القدس والسكنى بها، فأصبح اليهود يسكنون القدس يؤدون طقوسهم الدينية عند حائط البراق، لكن اليهود تعاملوا مع هذا التسامح بخبث واحتيال، حيث زعموا أن هذا الحائط ملك لهم فى أغسطس 1929، وهذا ما أدى إلى انتفاضة الشعب الفلسطينى فيما عرف بثورة (البراق) فقامت عصبة الأمم المتحدة بتكوين لجنة دولية لتقصى الحقائق التاريخية والواقعية حول حائط البراق والفصل فى هذا النزاع، ثم خلصت إلى أن المسلمين وحدهم تعود لهم ملكية حائط البراق لكونه جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف، وهى أملاك الوقف الإسلامى، بالإضافة إلى الأماكن المقدسة فى القدس ومنها إبقاء القديم على قدمه وعدم إحداث تغيير فيه.

أما ادعاء اليهود بأن بيت المقدس لهم دون غيرهم، فيقول الشيخ أحمد السيد صالح الحاصل على المركز العاشر إنها أرض كنعان أو فلسطين التى سكنها قوم من جزيرة العرب، فقد بناها اليبوسيون فى الألف الرابع قبل الميلاد، وأن الوجود العربى قد ظل متصلا عبر التاريخ، بينما الوجود اليهودى لم يتعد 415 عاما، وأنها الأرض التى حرمها الله عليهم لما رفضوا القتال مع موسى عليه السلام.. إنها أورشليم التى هدمها الرومان مرتين وأزالوا اسمها من الوجود، وقال لهم السيد المسيح «هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا»، فاندثرت أورشليم، ثم لما فتحها المسلمون لم يأخذوها منهم بل أخذوها من الرومان أعداء اليهود وحافظوا عليها.

وأضاف: «يزعمون أنها مدينتهم المقدسة، والتاريخ يحكم أن مدينتهم قد اندثرت كلية منذ ثمانية عشر قرنا من الزمان، وإذا نظرنا إلى البناء فالتاريخ يحكى أن المسلمين هم من بنوا وعمروا وشيدوا وجعلوا أوقافا خيرية هناك، وإذا نظرنا إلى الملكية والحكم، فقد حكمها المسلمون وامتلكوها مدة اثنى عشر قرنا من الزمان.. ويزعمون أنها لهم بوعد بلفور المشئوم، فقلنا إنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق».

هدير عبده

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg