تتجدد فى هذه الأيام الذكرى الأليمة لمحاولة حريق المسجد الأقصى المبارك على يد متطرف صهيونى ليرتكب واحدة من أبشع حوادث الإرهاب وبث العنصرية والكراهية فى العصر الحديث، هذه الجريمة النكراء ستبقى فى التاريخ شاهداً على انحراف السلوك الصهيونى وإجرامه منذ اللحظة الأولى التى زرع فيها ليكون خنجراً فى قلب المنطقة العربية.

وتأتى هذه الذكرى فى ظل استمرار الكيان الغاصب فى محاولاته للمساس بقدسية أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتهويد القدس الشريف، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة التوسع الاستيطانى وابتلاع الأراضى ومصادرة الحقوق، ومخالفة قرارات الأمم المتحدة، ومن المؤلم والمحزن والمخزى أن يحدث كل ذلك فى صمت كامل من المجتمع الدولى، يصل إلى حد التواطؤ من بعض أطرافه.

وبمناسبة هذه الذكرى فإن الأزهر الشريف ليؤكد موقفه الثابت والراسخ من عروبة القدس الشريف، عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفضه أية محاولات لتغيير هوية المدينة المقدسة بتراثها الإسلامى والمسيحى، كما يجدد التزامه التاريخى والأدبى والإنسانى بدعم الشعب الفلسطينى فى نضاله ضد الاحتلال الغاصب حتى يتحقق الحل العادل الذى ينشده الشرفاء والمخلصون، والذى يتلخص فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

هدير عبده