| 24 أبريل 2024 م

كلام يهمنا

أنت تسأل.. ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يجيب

  • | الثلاثاء, 28 مايو, 2019
أنت تسأل.. ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يجيب

 

- حكم من استمنى وهو صائم؟

- هل يشترط فى الإفطار سماع التشهد من أذان المغرب؟

- هل عدم أداء صلاة التراويح يؤثر فى الصيام؟

- جدتى المتوفاة أفطرت أياماً لم يخرج عنها والدى فدية.. هل أخرج عنها؟

 

تواصل «صوت الأزهر» تقديم خدماتها لقرائها للرد على جميع تساؤلاتهم الخاصة بشهر رمضان المبارك، حيث رصدت جميع التساؤلات التى يستقبلها مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، حيث جاءت الأسئلة هذه المرة من مختلف الأعمار وتضمنت فتاوى عن القضاء والكفارة لمن وقع فى محظورات الصيام وأيضاً من كان مريضا ولم يستطع الصوم وغيرها من التساؤلات

مسن وجه سؤالا لمركز الأزهر العالمى للفتوى الألكترونية.. يقول فيه: أنا رجل مريض بمرض لا يرجى منه الشفاء، ولا طاقة لى معه على الصوم، وقد أخرجت فدية عن إفطارى شهر رمضان قبل دخول الشهر، فهل وقع هذا على الوجه الصحيح شرعاً؟

أجاب المركز قائلا: نسأل الله العظيم الذى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما، وبخصوص ما أخرجته من الفدية قبل دخول رمضان يعد صدقة تثاب عليها بإذن الله تعالى، ولا يقع موقع الفدية، فشأنك فى هذا أشبه بشأن من صلى قبل دخول الوقت؛ لأن صوم رمضان إنما يكون بدخول شهر رمضان، وكذلك الفدية فإنها بدل عنه.

وعلى هذا: فالواجب عليك أيها السائل الكريم أن تخرج الفدية مرة أخرى، ولك أن تخرجها أثناء شهر رمضان كل يوم بيومه فتُدفع عن اليوم الحاضر بعد طلوع الفجر، ويجوز أن تُقدَّم على طلوع الفجر وتُخرج ليلاً أخذاً بمذهب الشافعية، ولك أن تخرجها فى بداية شهر رمضان عن الشهر كاملا أخذاً بمذهب السادة الحنفية، ويجوز إخراجها بعد انتهاء شهر رمضان، إلا أن الأولى المبادرة بها وعدم تأخيرها إلى ما بعد رمضان إسراعا فى إبراء الذمة.

سألت سائلة قائلة: ما حكم قراءة الحائض القرآن الكريم والكتب الدينية؟

أجاب المركز قائلاً: «قراءة الحائض للقرآن الكريم مسألةٌ مختلفٌ فيها بين الفقها، فقد ذهب الجمهور إلى حُرمة قراءة الحائض القرآن الكريم حتى تطهر؛ قياساً على الجنب لحديث على بن أبى طالب - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يحجزه عن القرآن إلا الجنابة. أخرجه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح. واستثنوا ما كان على سبيل الذكر والدعاء من آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى: «ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». وذهب المالكية إلى أنه يجوز للحائض قراءة القرآن الكريم عن ظهر قلب، لكن يحرم عليها مس المصحف إلا بحائل وتُقلِّب أوراق المصحف بقلم مثلا. وجمعاً بين المذاهب، إذا كانت المرأة مضطرة إلى قراءة القرآن فى فترة الحيض كأن تكون مُعلمة أو متعلمة فإنه يجوز لها للضرورة ولكن الضرورة تقدر بقدرها.. أما إذا لم تكن الحائض مضطرة فيمكن الاستعاضة عن قراءة القرآن الكريم بالذكر وصالح الأعمال الأخرى. وأما بالنسبة لقراءة الحائض للكتب الدينية، فيجوز لها ذلك عند جميع الفقهاء حتى وإن كانت كتب تفسير؛ لأن كتب التفسير ليس لها حكم المصاحف بالنسبة للمس.

وورد سؤال من فتاة عشرينية تقول: «جدتى المتوفاة أفطرت أياماً لم يخرج عنها والدى فدية.. هل أخرج عنها؟

أجاب المركز: يمكن أن يصوم السائل هذه الأيام بنية القضاء عن الأيام التى أفطرتها جدته، والأفضل أن يتصدق على الفقراء بما يستطيع، ويهب ثواب الصدقة لجدته كفارةً عن هذا اليوم. وثواب الصدقة من الأمور التى أجمع الفقهاء على أنها تنفع الميت وتكفر من خطاياه. وقد اتفق الفقهاء على أن الصائمة إذا أفطرت لعذرٍ واستمر هذا العذر إلى وفاتها  فلا يصام عنها ولا فدية عليها؛ لعدم تقصيرها، ولا يلحقها إثم؛ لأنَّه فرض لم تتمكَّن من فعله إلى الموت فسقط حكمه، كالحجِّ.

أمَّا إذا زال العذر وتمكَّنت من القضاء ولكنها لم تقضِ حتَّى ماتت  فللفقهاء فيه قولان: الأول: الجمهور من الحنفية والمالكية والجديد من مذهب الشافعية وهو المذهب عند الحنابلة:   يرون أنه لا يُصام عنها بعد مماتها بل يُطعَم عنها عن كل يوم مدٌّ؛ لأن الصوم لا تدخله النيابة فى الحياة، فكذلك بعد الوفاة؛ كالصلاة.

والثانى:   ذهب الإمام الشَّافعى فى القديم وجماعة من السلف كالحسن البصرى والزهرى وقتادة وأبوثور، ، - وهو معتمد المذهب الشافعى والمختار عند الإمام النَّووى، وقول أبى الخطَّاب من الحنابلة-: إلى أنَّه يجوز لوليِّه أن يصوم عنه، زاد الشَّافعيَّة: ويجزئه ذلك عن الإطعام، وتبرأ به ذمَّة الميِّت، ولا يلزم الوليَّ الصَّومُ بل هو إلى اختياره وإن كان أَولَى من الإطعام.

واستدلوا بما رواه البخارى ومسلم من حديث عائشة رضى الله عنها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: ‘’مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ’’، صحيح البخارى فى كتاب الصوم ورَوَيَا أيضاً من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّى مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّك دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟

«قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى». صحيح مسلم فى كتاب الصيام.، باب قضاء الصيام عن الميت (1148) (155/3).

أما الإمام أحمد والليث وإسحاق وأبوعبيد فقالوا: لا يُصام عن الميت إلا النذر فقط؛ حملاً للعموم فى حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها على خصوص حديث ابن عباس رضى الله عنهما الذى بيَّنت رواياتُه أنه صوم نذر..

وخلاصة القول فى المسألة : أنك مُخيَّرٌ بين  الصيام عن جدتك وبين إطعام مسكينٍ عن كل يوم أفطرَتْهُ رحمها الله ولم تقضِه، ويجوز إخراج القيمة عن الإطعام.

سأل رجل أربعينى قائلا: هل عدم أداء صلاة التراويح يؤثر فى الصيام؟

أجاب المركز: صلاة التراويح سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يثاب من يؤديها ويؤجر عليها، روى مسلم فى صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». صحيح مسلم (1/ 523).

وروى البخارى فى صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِى المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِى صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِى مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّى خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِى رَمَضَانَ». صحيح البخارى (2/ 50). وعليه فصلاة التراويح سنة يثاب المسلم على أدائها، ولا يؤثر التقصير فيها فى صحة الصيام.

ووجه شاب متزوج حديثا قائلا: «ماذا يفعل من أذّن عليه الفجر وكان فى حال جماع مع زوجته؟

أجاب المركز قائلا: من كان فى حال جماع مع أهله وأذن الفجر فيجب عليه أن ينزع، ولا شىء عليهما، فإذا استمرا فى الجماع فإنه يحرم عليهما ذلك، ويجب عليهما القضاء، وتجب الكفارة على الرجل فقط وهو الذى عليه الفتوى. والكفارة أن يصوم شهرين متتابعين فإن عجز عن الصيام يطعم ستين مسكيناً، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: «وَمَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى رَمَضَانَ، قَالَ: «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِيناً» قَالَ: لاَ أَجِدُ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: «خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» فَقَالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَفْقَرُ مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: «خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ». صحيح البخارى (8/ 145). ففى الحديث أمر النبى صلى الله عليه وسلم الزوج وحده بالكفارة ولم يأمر الزوجة، ولو كانت الكفارة واجبة على الزوجة لبين النبى صلى الله عليه وسلم وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

وسأل مسن: هل يشترط فى الفطر سماع التشهد من أذان المغرب؟

أجاب المركز: إن المعول عليه فى الإفطار هو غروب الشمس قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} البقرة: 187.

والأذان علامة على دخول الوقت، فمتى أذن المؤذن فقد دخل الوقت، وبالتالى يجوز له الصلاة ويجوز له الإفطار .

ولا يشترط للإفطار سماع التشهد من الأذان؛ لأن هذا لا دليل عليه، ولأنه بمجرد قول المؤذن (الله أكبر) فقد دخل الوقت وحل للصائم الإفطار، فيجوز له أن يفطر من أول الأذان ولا شىء عليه فى ذلك ولا حرج . 

وعليه: فلا يشترط فى الفطر سماع التشهد من الأذان، ويجوز الفطر من أول سماع المؤذن، وبهذا يعلم الجواب إذا كان الحال كما ورد بالسؤال . 

يسأل شاب فيقول: ما حكم من استمنى وهو صائم؟

أجاب المركز: إن الاستمناء  - وهو ما يسمى بالعادة السرية -  حرام وذنب كبير؛ لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} المؤمنون: 5 - 7. وهو فى رمضان تزيد حرمته لحرمة الشهر، فكما أن الثواب مضاعف، فكذلك الذنب مضاعف، نسأل الله السلامة.

وهو غير الاحتلام الذى هو نزول المنى أثناء النوم فإنه لا يبطل الصوم لأنه أمر خارج عن قدرة الإنسان وطاقته.

أما خروج المنى فى اليقظة فهو من مفطرات الصائم  التى نص عليها الفقهاء، سواء كان بتفكر أو نظر أو استمناء أو جماع فإنه يفسد الصيام ويوجب عليه القضاء ويزيد فى الجماع الكفارة، وهو يخالف الاحتلام الذى يعنى نزول المنى فى النوم فإنه لا يبطل الصوم؛ لأنه أمر خارج عن قدرة الإنسان وطاقته. يقول الإمام ابن قدامة:

(ولو استمنى بيده فقد فعل محرما، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه) المغنى لابن قدامة (3/ 128 ) وعليه: فمن استمنى وخرج منه المنى فقد ارتكب حراما، وفسد صومه ويجب عليه قضاء هذا اليوم بعد رمضان، وعليه أن يستغفر الله تعالى والعزم على عدم الرجوع لهذا الذنب.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
2.5

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg