| 23 أبريل 2024 م

كلام يهمنا

1000 عام من الدعم لنداءات الوطن وهتافات المواطنين وإرادة الثائرين

  • | الإثنين, 8 يوليه, 2019
1000 عام من الدعم لنداءات الوطن وهتافات المواطنين وإرادة الثائرين

الأزهر.. لبَّى دعوة الشعب فى 30 يونيو وتصدَّى لمحاولات سَفْك الدماء

الإمام الأكبر دعا إلى لتجاهل دعوات الإخوان وأكد أن وحدة الشعوب من تعاليم الإسلام

د. الطيب: ننحاز لشعب مصر الأصيل للحفاظ على وحدة المصريين وحرمة الدم

فى كلمته للشعب.. الإمام الطيب: يجب أن تحافظوا على طهارة أياديكم من التلوث أو الهدم أو التخريب وألا تنزلقوا إلى فتنة لا يعلم فيها المقتول لماذا تم قتله ولا القاتل لماذا قَتل

مراقبون ومحللون: وجود الإمام الأكبر بجوار رموز الوطن وقياداته أغلق الطريق أمام مزاعم الإخوان بأن ما يحدث فى مصر حرب على الإسلام

بيان الأزهر للرد على شيوخ الفتنة: لم يكن للإمام الأكبر أن يتخَّلف عن دعوة دُعِيت لها كل القوى الوطنية والرموز السياسية لحماية الوطن من الانحراف نحو الهاوية

البيان: التخلف عن المواقف الوطنية خيانة للواجب المفروض بحكم المسئولية وتقاعس عن الاستجابة لصوت الشعب

 

1049 عاما مضت على افتتاح الأزهر الشريف، قضاها فى خدمة الأوطان والشعوب، وانحاز إلى إرادة شعوب دول العالم، فضلا عن انحيازه التام لإرادة الشعب المصرى قبل 6 سنوات مضت على ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم، والمنوط به الدعوة الإسلامية فى البلاد بحكم الدستور والقانون، وذلك بالتأكيد على زيف مبررات الإخوان فى خروج الملايين من المصريين على حكمهم للبلاد، بعدما حاولوا أن يروجوا لفتاوى شاذة سعت الإخوان من خلالها إلى استهداف الوطن ومؤسساته.

حرص الأزهر الشريف على توضيح أن خروج الحشود من المتظاهرين ليس له علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، بل هو مظاهرات لمواطنين عانوا من سوء إدارة البلاد فى عهد الجماعة الإرهابية، خاصة أن مظاهرات الثلاثين من يونيو بهرت العالم بإلهام حضارى جديد، من خلال تعبير راقٍ عن مطالب يونيو.

وأكد مراقبون ومحللون سياسيون أن ظهور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بجوار رموز وقيادات الدولة، فى خطاب 3 يوليو الشهير، الذى ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، وفى حضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وممثلين عن القوى الوطنية، كان بمثابة غلق الطريق أمام مزاعم الإخوان الإرهابية التى روجت لها فى الداخل والخارج، عقب تصديرها للمشهد بأنه حرب على الإسلام.

بيان بيت العائلة

وأشاد المراقبون وقتها ببيان بيت العائلة المصرية الذى يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى صدر يوم 2 يوليو قبيل الخطاب الشهير الذى صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة فى 3 يوليو، والذى حث فيه جموع المصريين على لم الشمل، والحفاظ على وحدة نسيجها الوطنى، وإعلاء القيم العليا للإسلام والمسيحية، ومعها قيمة المواطنة المصرية، وعدم الزج بالدين فى الصراع السياسى، والتحلى بالسلمية فى كل المواقف وفى كل الظروف والأحوال، ووضع الوطن فى المكانة العليا فى القلوب والعقول، وإعلاء مصلحته فوق كل مصلحة، والبعد عن التشرذم والانقسام، وصيانة الدماء المصرية حتى تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان.

الاصطفاف وعدم الانقسام

وأكد المحللون أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لعب دوراً بارزاً فى دعوة المجتمع المصرى إلى بتجاهل دعوات الإخوان، والرجوع إلى الاصطفاف الوطنى وعدم الانقسام، وعدم المضى قدماً على طريق الإخوان، وذلك بالتأكيد على أن وحدة الشعوب من تعاليم الإسلام، وأن من حق الشعب أن يختار مستقبله، وذلك بالتأكيد على أن وحدة المصريين فوق كل اعتبار، وأنه لا بد من إنهاء حالة الانقسام الحاد التى تشهدها مصر فوراً، والتى قد تجر البلاد إلى كارثة محققة.

وطالب شيخ الأزهر، فى بيان له بتاريخ 2 يوليو 2013، الجميع بتحمل مسئولياته أمام الله والوطن والتاريخ، فى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة للخروج العاجل من هذه الأزمة، تقديراً لصوت الشعب الذى فاجأ العالم بإلهام حضارى جديد من خلال تعبيره الراقى عن مطالبه، وحقناً للدماء، وصوناً للأعراض والأموال، وحفاظاً على الأمن القومى من التعرض للمخاطر المحدقة به داخلياً وخارجياً.

وعقب خروج خطاب 3 يوليو، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن مصر أغلى من أن تسفك فيها دماء أبنائها تحت أى شعار، مؤكداً أن موقف الأزهر هو الانحياز لشعب مصر الأصيل، والحفاظ على وحدة المصريين وحرمة الدم المصرى هو منهج الأزهر وتاريخه دائماً، ومصر تستحق من الجميع موقفاً وطنياً صادقاً.

تحذير من الفتنة

وحذر الدكتور الطيب من فتنة تجر البلاد إلى هاوية خطيرة ومستنقع كريه يشوه وجه مصر العظيم قائلاً: «أحذركم من فتنة مهلكة، تذهب بوحدتكم، فتنة تصرف قواتنا المسلحة الباسلة عن مهمتها الوطنية الأصلية، وإن الدين والوطنية براء من أى دم يُسفك وبراء من كل من يشارك فى كل قطرة دم تُسفك».

وناشد الطيب فى كلمة وجهها للشعب المصرى جميع المصريين أن يحافظوا على طهارة أياديهم من التلوث أو الهدم أو التخريب، وألا ينزلقوا إلى فتنة لا يعلم فيها المقتول لماذا تم قتله ولا القاتل لماذا قَتل.

وكان الأزهر داعماً وبقوة لإرادة الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيو، فسطر بأحرف من نور موقفا قويا، بدعم مسيرة الوطن خلال فترة الثلاثين من يونيو، بتوضيح الموقف الشرعى فى كافة التحركات، والرد على مزاعم الجماعة، مشدداً على أن السيادة للشعب فى إطار الدستور والقانون، وأن جيشنا الوطنى يعرف مهمَّته ورسالته السامية فى حماية حدود الوطن، واصفاً الدولة التى يريدها الشعب المصرى وتؤيدها الشريعة الإسلامية بأنها الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة.

الأزهر يرد على شيوخ الفتنة

حرص الأزهر الشريف، إبان ثورة الثلاثين من يونيو، على الرد على جميع فتاوى مشايخ فتنة الإخوان، المحرضة ضد الدولة ومؤسساتها، والذين سبق أن اتهم بعضهم شيخ الأزهر بالانحياز لفئة ضد فئة، على التأكيد بأن موقف الإمام الأكبر إنما كان ولا يزال نابعاً من ثوابت الأزهر الوطنية، التى تعد من مقاصد الشريعة، ومعرفته العميقة الثاقبة للنصوص الشرعية بإنزالها على حُكم الواقع لا بعزلها عنه، مع ضمان المحافظة على الثوابت والقواعد.

وتابع الأزهر فى رده على شيوخ الإخوان قائلاً: «لم يكن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليتخلف عن دعوة دُعِى لها كل القوى الوطنية والرموز السياسية والدينية، وفى موقف وطنى يعَد فيه التخلُّف خيانة للواجب المفروض بحكم المسئولية، وذلك استجابةً لصوت الشعب الذى عبر عن نفسه بهذه الصورة السلمية الحضارية، والتى لم تفترق عن الخامس والعشرين من يناير فى شىء».

دعم خارطة الطريق

واستكمالاً لدعم الأزهر الشريف لثورة الثلاثين من يونيو، وقفت المؤسسة الدينية خلف الصف الوطنى حتى تم نجاح «خارطة الطريق»، فشارك الأزهر بممثلين له فى إعداد دستور البلاد عام 2014، كما دعت المؤسسة الدينية إلى ضرورة المشاركة وبقوة فى جميع الاستحقاقات الانتخابية لثورة الثلاثين من يونيو، وفى مقدمتهم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالتأكيد على حرية الاقتراع والمشاركة فى العمل الانتخابى، وعدم الامتثال للدعوات الهدامة لمشايخ الإخوان الإرهابية، التى مازالت تلاحق استحقاقات الدولة الانتخابية حتى وقتنا الراهن، بفتاوى تدعو المواطنين إلى عدم النزول والمشاركة، تلك الدعوات التى لا يلتفت لها قطاع عريض من المصريين.

انحياز للشعب والوطن

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف آنذاك، إن الأزهر الشريف منذ اللحظة الأولى لاندلاع ونشوب ثورة الثلاثين من يونيو، انحاز وبقوة لإرادة الشعب، مؤكداً أن الأزهر الشريف لم ينحز إلى أحد على حساب أحد، وإنما انحاز فقط للشعب والوطن.

وأوضح شومان أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتعاون مع الكنيسة المصرية، ومؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش والشرطة والقضاء، لعبوا دوراً وطنياً فى دعم إرادة الشعب المصرى، الذى خرج بالملايين فى الشوارع والميادين خلال ثورة الثلاثين من يونيو، مؤكداً أن المؤسسات الدينية اختارت حقن الدماء، والحفاظ على وحدة النسيج الوطنى والعبور بالأوطان والبلاد إلى بر الأمان، تنفيذاً للمقاصد الشرعية لكافة الأديان السماوية التى عززت من حق الإنسان فى الحياة وأوصت بحرمة الدماء، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

وتابع شومان: إن الأزهر لم يتصدَّ لمحاولات اختطاف الدولة ومؤسساتها بالخروج على الإرادة الشعبية إبان ثورة الثلاثين من يونيو فحسب، بل وقف وبقوة أمام محاولات الجماعة فى الهيمنة على الأزهر الشريف، من أجل السيطرة على أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم، خلال حكم الإخوان، وكذلك عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو بتنبى الكثير من المبادرات التى تحمى الإرادة الشعبية وتحفظ الدماء المصرية.

وأكد شومان أن الأزهر الشريف سيظل يعمل بقوة على حماية الوطن من براثن التطرف والأقوال الفاسدة، بالعمل على كافة المستويات فى الداخل والخارج، لنشر مفهوم الوسطية والتعايش والسلام وتعزيز لغة الحوار المشترك بين كافة أطياف الشعوب والمجتمعات، وذلك من خلال جهود أبناء ومؤسسات الأزهر الشريف.

تحقيق المقاصد الشرعية

من جهته، أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية السابق، أن الأزهر فضل الانحياز لإرادة ملايين المصريين، امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية، التى حرصت بدورها على حماية الأوطان ومؤسساتها، وحرية الرأى والتعبير، بتنبى الطرق السلمية، والوقوف بقوة فى وجه العنف والإرهاب.

وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى تصريحات سابقة أن الأزهر الشريف، وفقاً لتعليمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبكامل هيئاته، تابع لحظة بلحظة ما كان يحدث بالشارع المصرى خلال فترة الثورة، بالعمل وبقوة على الرد على كل الفتاوى الشاذة التى تبيح إهدار دماء أبناء الوطن، أو استهداف مؤسساته، ببيان الموقف الصحيح للشرع من تلك الأقوال الفاسدة، وحث الشعب بكلمات مباشرة ضرورة الاصطفاف وعدم الدخول فى أعمال العنف والتخريب، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية مؤسسات الوطن، والوقوف فى خندق واحد لمواجهة المخاطر التى تحيط بالوطن.

وشدد عفيفى على أن رسالة المؤسسات الدينية المعنية بحماية الدعوة فى البلاد، وفى مقدمتها الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية، هى حماية الأوطان من المخاطر التى تهدد عروشها، وما حدث إبان نزول الملايين من المصريين فى الشوارع فى الثلاثين من يونيو، يؤكد بشكل واضح للجميع أن الشعب المصرى يريد التغيير والخروج من الأزمات التى لحقت به جراء وصول الإخوان إلى سدة الحكم، الأمر الذى انتبه له الأزهر الشريف، وانحاز انحيازاً كاملاً للإرادة الشعبية والوطنية، من أجل حماية الشعوب والوطن، وأن ما حدث من دمار وخراب فى بعض البلدان العربية كان نتيجة لغياب المرجعية الدينية التى يلتف الناس حولها، وتوفير بيئة مناسبة لنمو الأفكار الهدامة بانتشار الفتاوى الشاذة، ولكن من فضل الله على مصر وجود الأزهر والكنيسة المصرية، والجيش المصرى ومؤسسات الدولة التى تحمى أبناء ونسيج المجتمع المصرى من المخاطر التى تحيط بنا فى الداخل والخارج.

على خُطى داعش

وفى بيان رسمى للأزهر الشريف صدر مؤخرا ولاقى إعجاب الكثير من مختلف طوائف وفئات المجتمع، أكد خلاله أن جماعة الإخوان الإرهابية تسير على خطى داعش، نازعا عن أعضائها، قتلة النائب العام السابق الشهيد هشام بركات، صفة «الشهادة»، وهى الصفة التى يحاول دائماً عناصرها ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام التابعة لها.

وقال الأزهر: «إن جماعة الإخوان الإرهابية تسير على خطى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، التى تسعى إلى نشر الفوضى وتحقيق أجندات خفية، وتحاول عبثاً أن تهدد أمننا وأماننا، والواجب على كل فرد يعيش على أرض مصر أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، وحب الوطن لا يتحقق بالعبارات الرنانة، والأقوال البراقة، والشعارات المزينة والمزيفة، والهتافات الجذابة، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأفعال الأفراد وتصرفاتهم».

وأضاف الأزهر، الذى يعد المؤسسة الدينية الأهم فى العالم الإسلامى، أنه «حرى بكل فرد فى المجتمع أن يظهر حبه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة على سلامة ممتلكاته والحرص عليها، وأن يؤدى مهامه ووظائفه بإخلاص وحب، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته ومقدراته ضد عبث العابثين ومكر الماكرين، فحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء».

نشر الفوضى

ورداً على بيان الجماعة الإرهابية، الذى أصدرته بشأن إعدام أعضائها المدانين باغتيال الشهيد هشام بركات تحت عنوان «عزاء مؤجل وقصاص مستحق»، قال «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»: صدَّرت الجماعة بيانها بقول الله تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ} (البقرة: 154)، وهو استشهاد فى غير موضعه وتحريف للكلم عن مواضعه، فالشهداء الحقيقيون هم من يدافعون عن أوطانهم ضد كل معتدٍ ويدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابه وسمائه وأهله، وكل من يعيشون على أرضه، وليس هؤلاء الذين يروعون أهله ويهددون أمنهم وأمانهم ويسعون إلى نشر الفساد والفوضى فى ربوعه.

وأكد الأزهر أن «الإخوان» دعت صراحة إلى العمل على نشر الفوضى فى ربوع البلاد، ليكشفوا بذلك عن وجههم القبيح، الذى طالما حاولوا إخفاءه لخداع الشباب ولتتضح أهدافهم الحقيقية بعيدة المنال، ويعترفوا صراحة بأنهم جماعة تمارس العنف، وهذا ديدنهم، وإن الهدف البائس واليائس الذى يسعون إلى تحقيقه هو هدم أركان الدولة وإيقاع الفتنة بين أبنائها والدخول فى معترك الفوضى وتيه الاحتراب، الذى عانت منه دول عديدة فى المنطقة.

وأشار مرصد الأزهر إلى أنه «مما يسترعى الانتباه عنوان بيان الجماعة الذى صدرته بعبارة (عزاء مؤجل)، وهو لا شك عنوان له دلالته فهو استدعاء واضح لثأر الجهال ودعوة واضحة للخروج على مؤسسات الدولة ونظامها العام».

وأوضح أن «هذه الرغبة الجامحة لدى الجماعة الإرهابية فى الثأر والانتقام لا علاقة لها بتعاليم الدين، الذى تحاول الجماعة عبثاً اختطافه وتوظيف تعاليمه لخدمة أغراضها الخبيثة، لا سيما وقد تضمن البيان اعترافها بأنها والنظام فى مفاصلة، وقد وصلت وإياه لمنتصف الطريق، ولا بد من مواصلة السير، وإلا لو تراجعت فلن تحيى ما مضى».

وتابع: «المُطالع لنتاج الإخوان من خلال ما سطرته أقلام كتابهم يدرك مدى تطرفهم وانحرافهم عن تعاليم الدين الحقيقية وأن ما يقومون به لا يخدم تعاليم هذا الدين الذى أرسل الله نبيه به رحمة للعالمين، وأن نظرتهم للمجتمع ثابتة لا تتغير، فالمجتمع فى نظرهم جاهلى، يتحاكم إلى طواغيت، ومن ثم ففكرة الخروج والتمرد على هذا المجتمع متأصلة عندهم، ولا أدل على ذلك مما كتبه سيد قطب عن الحاكمية والجاهلية وتكفير الحكومات والمجتمعات المسلمة بدعوى ترك الحكم بما أنزل الله، وقد استند البيان إلى بعض أشعار هذا المتطرف لإلهاب حماسة الشباب وحثهم على القتل والإرهاب».

وقال المرصد: «نرفض نصب العداء لدولة نعيش على أرضها ونستظل بسمائها ونأكل من خيراتها، فذلك من العبث الذى يتنزه عنه العقلاء، وغير خافٍ أن من واجبات المسلم أن يكون وفياً ومحباً لوطنه، وحامياً ومدافعاً عنه بكل ما يملك من قول أو فعل، وأن حب الأوطان من الإيمان، وإن ذلك مما تؤيده العقيدة الإسلامية، والسنة النبوية، بل ويتفق عليه أصحاب الفطرة السليمة، والعقول المستقيمة، وفى حين أن الجماعة تدعو إلى ثورة تنقذ الوطن، يذكر بيانها أن مكتبها العام يمد يديه، ويفتح أبواب مؤسساته مشرعة أمام كل غيور ضمن إعداد لم ولن يتوقف إلا بنصر تقر به أرواح الشهداء، ويُذهب به الله غيظ قلوب المؤمنين، وهذه الدعاوى من شأنها تمزيق الدولة، والزج بشبابها ورجالها فى دائرة مفرغة، تسفك فيها الدماء، وتتسع الهوة بين نسيج المجتمع المصرى، مما يعود ضرره إلى الجميع دون استثناء لأحد، فإن مركب الوطن إذا تعرض للغرق - لا قدر الله- فلن ينجو أحد».

وتساءل المرصد: من أين لهم بهذا المدد الذى يجعلهم يعلنون أن أبوابهم مشرعة لهؤلاء الذين سيقفون فى وجه وطنهم؟ أليس هذا إعلاناً صريحاً عن خيانة الجماعة الإرهابية واعترافاً بعمالتها؟

الآمال المنشودة

وأصدر الأزهر الشريف وإمامه الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيانا فى الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، تقدم خلاله بخالص التهانى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشعب المصرى، داعيا المصريين إلى بذل الكثير من الجهد والعمل لتحقيق الآمال المنشودة لرفعة الوطن، مبيناً أن العمل والعلم سبيل ارتقاء الأمم، سائلاً المولى -عز وجل- أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها ومؤسساتها من كل مكروه وسوء.

طباعة
الأبواب: كلام يهمنا
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg