| 25 أبريل 2024 م

كلام يهمنا

الأزهر: عروبة القدس وهويتها غير قابلة للتغيير والعبث

  • | الأربعاء, 31 يوليه, 2019
الأزهر: عروبة القدس وهويتها غير قابلة للتغيير والعبث

•العلماء: صفعة قوية لكل من يخططون لصفقة القرن.. ونناشد المنظمات العالمية الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس

 

أكد علماء أن بيان الأزهر الصادر بشأن قيام الاحتلال الصهيونى بهدم مبانٍ فلسطينية فى وادى الحمص بحى صور باهر جنوب مدينة القدس، عبر عن ما يستكين فى ضمير ووجدان كل مسلم، حيث شدد البيان على استنكاره لإجلاء السكان الموجودين فى بعض المبانى بالقوة من قبل مئات الجنود من جيش الاحتلال، واقتحام جرافات الاحتلال لهذه المبانى والمنطقة الفلسطينية.

وحذر من خطورة تلك الإجراءات الغاشمة، وأن ذلك يعد اغتصاباً للأراضى الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المظلوم فى العيش على أرضه بأمن وسلام، كما يجدد الأزهر تأكيده على أن عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولى تلزم الكيان الغاصب بعدم المساس بالأوضاع على الأرض ومنع أية إجراءات تخالف ذلك.

وشدد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، وهى ليست فقط مُجرَّد قضية أو أرض محتلة؛ بل هى حرم إسلامى مسيحى مقدس، وقضية عقدية إسلامية مسيحية. كما يدعو الأزهر كل الهيئات والمنظمات العالمية إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، وتخليصها من الاحتلال الصهيونى.

فى غضون ذلك، قال الدكتور محمود الهوارى، أمين عام لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، إن بيان الأزهر الشريف يجىء رافضا بشدة ما يقدم عليه الكيان الصهيونى من تهديم مبان فلسطينية ومستنكرا تهجير أهلها من قبل مئات من جنود الاحتلال، ويعدُّ هذا اغتصاباً للأراضى الفلسطينية وانتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطينى المظلوم، قائلاً «الحقيقة أن القضية الفلسطينية ليست مسألة استنكار وشجب وإدانة فقط، فهى قضية تتقاطع فيها الأبعاد الدينية والوطنية والأخلاقية والقانونية والإنسانية، وهذا يضع كل مؤسسة أمام مسئولياتها، لكن الأزهر يعمل على إعادة الوعى بهذه القضية، ويعول كثيرا على المؤسسات التربوية والثقافية فى النجاح فى معركة وعى الأجيالها».

مضيفاً يعدَّ الأزهر النجاح فى «معركة الوعى» بالقدس وتاريخها وهويتها خطوة أولى وأساسية على طريق استعادة المدينة المقدسة، فكثير من الشباب لا يلمون إلماما كافيا بتاريخ القدس الضارب بجذوره فى أعماق التاريخ، وهويتها العربية؛ وكان على رأس الأزهريين شيخهم فضيلة الإمام الأكبر الذى خصَّص معظم حلقات برنامجه الأسبوعى على «الفضائية المصرية» خلال عام 2018 للحديث عن القدس واستعراض تاريخها ومراحل تطورها والقوى التى سعت للسيطرة عليها، كما كانت فلسطين حاضرة دوما خلال معظم لقاءات فضيلته وجولاته وخطاباته خلال الفترة الماضية. ولما عقد الأزهر الشريف مؤتمره العالمى لنصرة القدس جاء «إعلان الأزهر العالمى لنُصرة القُدس» عقب ختام فعاليات المؤتمر فكان صوتاً موحداً قوياً من قادة الفكر والرأى والدين والسياسة، ومُحبى السلام من 86 دولة، يؤكد إجماع كل المشاركين على أحقية الشعب الفلسطينى فى حياة كريمة، وينتصر لهوية القدس الدينية والروحية والعربية ولحق الفلسطينيين فى حماية أرضهم من هذه الغطرسة الصهيونية التى تتحدَّى القَرارات الدوليَّة، وتستفزُ مشاعر أحرار العالَم وعقلائه.

وأوضح أن الإعلان الصريح أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتى يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى كافة المنظمات والهيئات الدولية، وأن عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهى ثابتة تاريخياً منذ آلاف السنين، وأن المحاولات الصهيونية لن تفلح فى تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ولذلك يجىء بيان الأزهر دعوة لكل نخب الأمَّة أن تتنبَّه إلى أنها أُمة مستهدفة فى دينها وهويتها ومناهجها التعليمية والتربوية ووحدة شعوبها وعيشها المشترك، ودعوة كذلك إلى كل الهيئات والمنظمات العالمية إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، وتخليصها من الاحتلال الصهيونى.

بينما أكد الشيخ فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر له دور ريادى فى التفاعل الإيجابى مع مستجدات الأحداث، فالبيان أكد دور الأزهر ونظرته لإسرائيل فى تعديها على المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطينى، والأزهر داعم أساسى للقضية الفلسطينية منذ أن وجدت على الساحة الدولية، دائم المعارضة لتصرفات إسرائيل غير المسئولة، مشيراً إلى أن عام 1929 تمثل أول نضال للأزهر فى هذه القضية، حين توجه المسلمون لزيارة حائط البراق بعد أدائهم لصلاة الجمعة فوجدوا اليهود محتشدين هناك، ووقع الصدام بينهم وبين المسلمين، حينها حذر الشيخ محمد المراغى الذى كان يشغل منصب شيخ الأزهر، السلطات البريطانية - حيث كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني- من الأعمال التى يقوم بها اليهود، وقد كان -رحمه الله- على وعى بالمخطط الصهيونى الذى تحالفت معه بريطانيا من أجل الاستيلاء على فلسطين.

وأضاف الزفزاف أن الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، دائماً كانت مواقفه واضحة فى دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على المقدسات الإسلامية، ففى نوفمبر 2011م أصدر وثيقة القدس بعد الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، أكد فيها على عروبة القدس، وافتراء الصهاينة فى ادعائهم أن الأرض المقدسة هى لهم، كما رحب بانضمام فلسطين إلى منظمة اليونيسكو، معتبراً ذلك القرار انتصاراً للحق وإعلاءً لقيمة السلام والتسامح، ودعا الدول المساندة لموقف الكيان الصهيونى وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل يتسم بالجدية والمسئولية والانصاف، باعتبارها أهم القضايا فى العالم، وبوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى، كما جدد فضيلته موقف الأزهر الداعم للقضية الفلسطينية ونصرة المسجد الأقصى، مطالباً الأمتين العربية والإسلامية بالوقوف صفَّا واحداً شعوباً وزعماء لنصرة القدس وحماية المسجد الأقصى من محاولات تهويده، موضحاً أنه فى 2012 عقد مجمع البحوث الإسلامية جلسة طارئة بمشيخة الأزهر برئاسة شيخ الأزهر من أجل قضية القدس، كما استنكر الأزهر الشريف بعام 2016 بشدة تواصل الانتهاكات الصهيونية ضد المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ مخطط جديد للحفريات تحت الحرم القدسى الشريف بهدف بناء الهيكل المزعوم، وتهويد القدس الشريف وطمس هويته الإسلامية، ومحاولات التقسيم الزمانى والمكانى للحرم القدسى، كما عقد المؤتمر العالمى لنصرة القدس فى 2018 شدد فيه على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، مؤكداً على الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية بشأن اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى، وإعلان فضيلته عام 2018عام القدس.

وناشد الزفزاف الدول الإسلامية متابعة القضية الفلسطينية ومؤازرة الفلسطينيين، والتكاتف بكل أنحاء العالم للدفاع عن مقدساتهم، قائلا «الأمر لا يقتصر فقط على الفلسطينيين وبعض الدول العربية بل المسلمين أجمعين».

من جهته، قال الدكتور محمد مأمون ليلة، مدرس الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أحسن الأزهر الشريف حين قام بإعلان رفضه الشديد واستنكاره القوى لما قام به الاحتلال الصهيونى من ممارسات وحشية مخالفة لكل قيم الحضارة والقانون والإنسانية. وهذا الاعتداء الغاشم الذى اعتاد عليه الاحتلال خاصة فى الآونة الأخيرة يهدد المنطقة العربية كلها؛ لأنه يعد اغتصاباً للأراضى الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المظلوم فى العيش على أرضه بأمن وسلام كما نص على ذلك بيان الأزهر الشريف، ولأنه تحريك للماء الساكن فى وقت صعب تمر به الأمة الإسلامية، وتغيير للأوضاع على الأرض بالقوة، واستيلاء على أراض لا تحق له، وتشريد لأصحاب الحقوق مما يخالف كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وتابع:  كما أجاد الأزهر الشريف بتأكيده على عروبة القدس وهويتها الفلسطينية، وأنها غير قابلة للتغيير أو العبث، وهو بهذا يقطع السبيل على كل محاولة للعبث فى الوطن العربى، وهدر حقوق شعوبه، واحتلال أرضه، ووفق البيان كذلك حين أكد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، كما ساهم فى قوة البيان حين لفت الأنظار إلى بيان حقيقة الصراع، وأن القضية ليست كأى قضية أو أرض محتلة، بل هى حرم إسلامى مسيحى مقدس، وقضية عقدية إسلامية مسيحية. فمحاولة اللعب فيها هو استهزاء بمشاعر المليارات من المسلمين والمسيحيين، وسخرية من العالم أجمع، واعتداء سافر على كل خلق قويم.

واقترح أن تقوم الدول العربية ممثلة فى جامعتها العربية وفى كياناتها الإسلامية العالمية بتقوية مجلس حكماء المسلمين ومساندته؛ ليكون له تأثير قوى كهيئة دينية عاقلة فى جمع  الطوائف الفلسطينية والحكم بينها، كما يقوم بتقريب المسافات وحل المشكلات، ونزع فتيل الخصام والعداوة بينها، وتبنى قضية المقدسات بشكل أكثر فاعلية، وتخضع تحته جميع المؤسسات الدينية والهيئات الإسلامية والخيرية فى العالم الإسلامى التى تهتم بهذه القضية، ويقوم بدور المفكر والمنسق والحاكم فى هذه القضايا، ويحمل لواء الكفاح ضد المحتل الصهيونى ويتبع ذلك مقرر تعليمى يتكلم عن المقدسات الإسلامية خاصة الفلسطينية يقوم به المجلس، وتتم دراسته فى جميع الدول العربية، ونحافظ به على القضية الفلسطينية بنشرها فى عقول الشباب العربى حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.

طباعة
الأبواب: كلام يهمنا
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg