| 24 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

الدكتورة عزيزة الصيفى تكتب فى رأى "هن ": الشعب ومواجهة الغلاء

  • | الأحد, 12 فبراير, 2017
الدكتورة عزيزة الصيفى تكتب فى رأى "هن ": الشعب ومواجهة الغلاء

تمر مصر فى هذه الآونة بأوقات عصيبة تؤثر على جميع أحوالها خاصة الحالة الاقتصادية، حيث تأثرت حركة البيع والشراء بعد قيام ثورتين نتج خلالهما توتر شديد فى الأسواق، أدى ذلك إلى تفشى ظاهرة ارتفاع الأسعار.

ولكى نواجه ظاهرة الغلاء ﻻبد أن يقوم كل مواطن بواجبه، والذى يتمثل في: يحد كل مواطن من اﻻستهلاك وﻻيشترى إﻻ احتياجاته الأساسية فقط. ويحارب الغلاء باﻻمتناع عن السلع المغالى فى ثمنها، وتشجيع رجال الأعمال لزيادة اﻻستثمار فى الزراعة والصناعة، والتبليغ عن كل تاجر جشع يخزن السلع، أو يبالغ فى الأسعار. وينبغى على وﻻة الأمر وضع إستراتيجية لتوفير السلع الأساسية، ومحاولة إصلاح ما فسد من ذمم وبث روح المواطنة فى النفوس، والعمل المستمر لرفع كفاءة العامل المصرى لزيادة اﻻنتاج.

زيادة الانتاج هى أهم الحلول العملية للقضاء على هذه الظاهرة، ومصر بإمكاناتها ومواردها الطبيعية والبشرية تستطيع بإذن الله إغراق الأسواق بالسلع الغذائية والأجهزة، وكل ما يحتاجه الفرد، وذلك لن يتحقق إﻻ بمزيد من العمل، وبذل الجهد، وتسخير كل الطاقات لبناء نهضة تنموية .

أما علاج ارتفاع الأسعار من منظور إسلامي، فإن الإسلام يدعونا لترشيد الاستهلاك وعدم الترف ، فإذا كان ارتفاع ثمن الدوﻻر سببا منطقيا للغلاء لكن الأسباب غير المنطقية هى الإسراف والترف فحب الترف آفة ﻻ يجب أن تكون من صفات المؤمن وقد حذر الإسلام منه لأنه سبب فساد المجتمع قال تعالى (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ بن جبل: إياك والتنعم فان عباد الله ليسوا بالمتنعمين.

إن الله يأمرنا بالتقوى ومراقبة النفس وكثرة الاستغفار والدعاء بزيادة الرزق وهذا كله يساهم فى اختفاء ظاهرة الغلاء من مجتمعنا خاصة حين يساهم كل مواطن قادر فى التكافل الاجتماعى بأداء الزكاة والتصدق فهما عون للفقير وتقريب المسافات بين الغنى والفقير وتذويب الفروق بين الطبقات كما يكون التكافل عاملا مهما لعدم إشاعة العداوة والبغضاء بين الناس بل تسود المحبة والود بينهم يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من ﻻ ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من ﻻ زاد له".

والإسلام يدعونا لتربية أبنائنا على الرضا والقناعة بما قسم الله فإن الله هو مقسم الأرزاق، كذلك من واجبنا أن نربى أوﻻدنا على الخلق وعلى الاعتدال ونبذ الترف والإسراف، قال تعالى: (وﻻ تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين).

ويدعونا الإسلام لمقاومة الاحتكار فى السلع وإخفائها فإن استغلال الناس وإذﻻل غير القادرين للشراء بسعر مغالى فيه ليس من الرحمة وحسن الخلق قال رسول الله (ﻻ يحتكر إﻻ خاطئ) أى ظالم. فان منع الاحتكار بكافة صوره وأشكاله مما دعا اليه اﻻسلام وعلى الفرد مقاطعة أى سلعة يغالى فى ثمنها قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جاء اليه الناس يشتكون جشع التجار بالغلاء فى سعر اللحم: (أرخصوه انتم) قالوا: وهل نملكه لكى نرخصه؟ قال: (اتركوه لهم).

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg