| 16 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

دكتورة نهلة الصعيدى تكتب: فخامة الرئيس.. من سيبقى للوطن بعد تشويه المصلحين؟!

  • | الثلاثاء, 14 فبراير, 2017
دكتورة نهلة الصعيدى تكتب: فخامة الرئيس.. من سيبقى للوطن بعد تشويه المصلحين؟!

 ترددتُ كثيرًا فى ندائى ومناشدتى للسيد رئيس الجمهورية -حفظه الله- لما أعلمه من هموم وأعباء سيادته، أعانه الله عليها، وكتب لهذا الوطن العزيز رفعةً وحفظًا وأمنًا - لكن فاق الأمر التحمّل، وخرج عن حدود الطاقة، فكان لا بد من الكتابة إخلاصًا لمصرنا العزيزة التى شرفت بمولد الأزهر، وعزت برعايته، وأصبحت تفاخر به فى خدمة الإسلام والعروبة.

فمنذُ فترة ليست بالقليلة ومُسلسل الهجوم على كل محاولات الإصلاح والمصلحين داخل أجهزة الدولة المتعددة التى تعمل ليل نهار بلا كلل ولا ملل لتحقيق العدالة بين أبنائها الكادحين - مستمرٌّ ومن جهاتٍ عدَّة، ولأغراضٍ مختلفة، وبسببٍ ودون سبب.

وقد شملت هذه المحاولات التشكيك والطعن والنيل من الرموز الوطنيَّة التى يُجمع كلُّ المخلصين من أبناء هذا الوطن على مدى جهدها المضنى المبذول فى كل منحى من مناحى الحياة، وفى هذه الفترة الدقيقة من تاريخ هذا الوطن العزيز.

بل طالت هذه الحملات المشبوهة رمز المسلمين الأكبر وقبلتهم العلمية فى العالم كله، الأزهر الشريف، فطالت قمة القيادات الدينية الإسلامية فى مصر والعالم، وإمامهم الأكبر ورأس مرجعيتهم الكبرى شيخ الأزهر الشريف الإمام المجدد أحمد الطيب، الذى يضرب مثالاً نادرًا فى زهده الحقيقى وورعه وتقاه، وبصيرته وحسن تدبيره،ونشره للسلام، وتأكيده على وسطية الإسلام، وكذلك طالت المخلصين من مساعديه ورجاله، وهيئة كبار العلماء، فى محاولاتٍ غاية فى الانحطاط والإسفاف، فقد هاجمَ بعض المنتسبين للإعلام الأزهر؛ لأنه لم ينحرف ليُلبى رغباتهم، وأصبح النيلُ من مؤسسة الأزهر الشريف مصدرَ رزقٍ (مال وشهرة) لكثيرٍ من أصحاب الهوى والهوس، للأسف الشديد!

كلُّ هذا مُتوقَّع فى ظلِّ السقوط الثقافي، والفوضى الفكرية التى تَعبَثُ بعقول الناس وأفئدتهم، وفى ظلِّ حالة التردِّى الفكرى والمعرفى الذى يَغُطُّ فيه كثيرٌ من الناس غَطيطًا فى هذا الزمن العجيب!

وبعد الجولات الخارجية للإمام الأكبر شيخ الأزهر التى كانت ناجحة نجاحًا مبهرًا، وتوقف عندها رؤساء ومفكرو الدول العظمي، والتى دعت إلى التعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه، ومنذ فترة طالعنا الأزهر الشريف، فى سابقة هى الأولى فى تاريخه الطويل، يعلن عن إستراتيجيته التى شملت ما تم إنجازه خلال السنوات القليلة الماضية، وما يعتزم الأزهر إنجازه، فى خطوة غاية فى الأهمية تجاه عملية الإصلاح التى تتم فى هذه المؤسسة العريقة، والتى حظيت بإشادة كل المخلصين من أبناء هذا الوطن، كخطوة على طريق الإصلاح الذى يتم فى عهدكم فخامة الرئيس .

فإذا بنا نرى بعض الصحفيين، ممَّن لا ينقضى منهم العجب بسبب هجومهم غير المبرَّر على الأزهر طوال الوقت، يشنُّ حربًا شعواء ينال فيها من الأزهر وقياداته، راميًا لهم بالأخونة تارةً، وبالفساد المالى والإدارى تارةً أخرى، مع كيل الاتهامات للأجهزة الرقابية على غفلتها عن هذا الفساد المُفترَى كذبًا وزورًا، متغافلين عن حقيقة سيظل التاريخ يذكرها وهى أن الأزهر تاريخاً ورسالة وقومية وحضارة ومعقلا ومنارة أكبر من معطيات أقلامهم وأعمق من خواطر عقولهم وأفئدتهم،وأنه سيظل مفخرة لمصرنا الخالدة، وعنوانًا حياً على أصالتها فى إسلامها وعروبتها، ففى أروقته تعلم الملوك والسلاطين، ومن جامعته تخرج الرؤساء  والوزراء والسفراء من أصقاع الأرض، وأن علماءه أدوا رسالتهم جيلاً بعد جيل، وما حادوا عن الحق يومًا، وأن شيخه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب لا يألو جهدًا فى خدمة هذا الوطن العزيز، والوقوف مع رئيسه صفًا واحدًا فى النهوض والارتقاء بهذا الوطن، وما شهدنا إلا بما علمنا.

أحدثك يا سيادة الرئيس حديث مصرية من أبناء هذا الوطن الكريم، تضيق ذرعًا بهذا الغثاء، وتغار على وطنها ودينها وعلى رُموزه، ولا تقبل أبدًا بأى حال من أحوال أن تُهدَم رموز الوطن التى تربَّت على احترامها وتوقيرها وإكبارها - بهذه الصورة المشينة التى لا تقرها أخلاقنا الكريمة التى تربينا عليها فى مصرنا الحبيبة التى ارتوينا من نيلها وعشنا فى أرضها،وأظلتنا سماؤها.

سيادة الرئيس، إن استمرار هذا المسلسل فى تحطيم رموز الوطن والمخلصين من أبنائه بالافتراء والكذب والبهتان ورمى الناس بالباطل، مُؤذِنٌ بانزواء المصلحين واقتناعهم بأنه لا أمل فى أى محاولة من محاولات الإصلاح، وهذا يُؤدِّى -لا قدر الله- إلى خراب الوطن كله، وهذا -كما تعلمون سيادتكم - ليس من مصلحة أحدٍ إلا المتربصين بأمن وطننا واستقراره فى الداخل والخارج.

سيدى الرئيس.. ، أُناشدكم الوطنَ وأبناءَه، أناشدكم الدين ورموزَه وأهلَه، لا بُدَّ من تدخُّل فورى وحاسم لإيقاف هذه المهزلة التى تُطالعنا بها الصحف والجرائد بين الفينة والأخرى مستغلةً بعضا - مقتطعاً من سياقه - من أحاديثكم المثقلة بهموم الوطن  ...

فالهجوم على الدين زاد الأمة بلبلة وضيعة؛ لأنه هجوم يعمل فى دأب وعناد على تشتيت قوى الإيمان كلما تجمعت.

سيدى الرئيس.. أثق - بحسن ظنى الذى ما خاب يومًا فى سيادتكم وفى نبل مقصدكم - أن صوتى سيجد من سيادتكم آذانًا صاغية، وتصرفاً حكيمًا.

نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها وجيشها وأن يجنبها الفتن .

عاش الأزهر شامخا بعلمائه وبعطائه وبقيادته، وعاشت مصر مزهوة بأزهرها الشريف .

والله بالفعل هذا أمر محير يجعل اللبيب حيرانا فى زمن يغبط فيه العدل ويتفشى فيه العقوق وتغيب كلمة الحق عن الألسنة بدون وجه حق .

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg