| 23 أبريل 2024 م

سلام عليه يوم ولد

الكنيسة "جارة" الأزهر.. ساندته ضد الاحتلال أثناء ثورة 1919 وشاعرها "تادرس وهبي" حفظ القرآن فيه

  • | الخميس, 28 ديسمبر, 2017
الكنيسة "جارة" الأزهر.. ساندته ضد الاحتلال أثناء ثورة 1919 وشاعرها "تادرس وهبي" حفظ القرآن فيه

المساجد والكنائس المتجاورة وصورة المئذنة والصليب المتجاورتان أيقونة الحياة المصرية التى تظهر دائماً وقت الأزمات، ووقت الأعياد أيضاً. لطالما ضمت مصر ذلك المشهد الذى يجمع المسجد بالكنيسة سواء فى لقطة واحدة أو فى مسافات متقاربة، حيث ضمت أحياء وحوارى القاهرة القديمة المساجد التى بنيت فى العصر الإسلامى جنباً إلى جنب الكنائس التى بنيت فى ذات الحين، والتى تكاد تتشابه مع الطراز المعمارى الإسلامى.

وبجوار المسجدين الكبيرين فى القاهرة، الأزهر والحسين، وبالتحديد على بعد 1.6 كم من الجامع الأزهر تقع كنيسة «العذراء المغيثة» فى حارة الروم بالغورية، التى أنشئت فى بداية الأمر أواخر القرن الخامس الميلادى، لكنها تهدمت مرة تلو أخرى بعد ذلك، وظلت مغلقة حتى أعيد تجديدها فى عهد الناصر محمد بن قلاوون، تاسع سلاطين الدولة المملوكية البحرية المسلمة سنة 1321م. أما البناء الحالى للكنيسة فيرجع تاريخه إلى عصر محمد على فى العام 1814م.

وكان لكنيسة العذراء المغيثة دور وطنى كبير فى تاريخ الدولة المصرية، فكانت ملجأ لسكان الحى من المسلمين والمسيحيين أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقادت مع الأزهر الكفاح الوطنى ضد الإنجليز أثناء ثورة 1919م، فعندما أغلق الإنجليز الأزهر ومنعوا الثوار من دخوله، دعا كاهن الكنيسة «بولس غبريال» شيوخ الأزهر وقادة الحركة الوطنية للاجتماع داخل الكنيسة، وربطت بين كاهنها السابق والشيخ عبداللطيف دراز وقتها صداقة حميمة، وقيل إنه سمى ابنته «كوكب» على اسم ابنة صديقه «بولس غبريال»، والتى تزوجت بعد ذلك من الشيخ الباقورى، شيخ الأزهر الشريف الأسبق. وكان ابن «غبريال» الذى ورث عنه كفاحه الوطنى، يخبئ الرئيس الأسبق محمد أنور السادات حين كان هارباً من سلطات الاحتلال البريطانى.

وكانت الكنيسة مقراً للكرسى البابوى حتى عصر البابا مرقس الثامن البطريرك الـ108 عام 1799م، حتى انتقل مركز البطريركية من حارة الروم إلى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. وتذكر المصادر التاريخية أن العائلة المقدسة عند عودتها من بئر بلسان مرت هناك حيث موضع كنيسة العذراء المغيثة، ووصلت إلى البئر القديمة فى حارة الروم السفلى، قبل بناء الكنيسة بستة قرون.

وعلى بعد 900 متر فقط من الجامع الأزهر، حيث تقع حارة زويلة، وكنائسها الأثرية القديمة «السيدة العذراء» و«مارجرجس» و«أبى سيفين»، تلتقى بكنيسة العذراء الأثرية أو كنيسة العذراء حارة الحديد، وهى من الكنائس التى مرت بها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر كذلك، حيث كانت هناك بئر استراحت بجوارها العائلة، وبنيت بعد ذلك فى القرن الرابع الميلادى تبركاً بهذا المكان عام 352م على يد الحكيم زيلون. ويظهر فى بنائها الداخلى تأثرها الكبير بالعمارة الإسلامية، وقد بنيت هذه الكنيسة قبل الفتح الإسلامى لمصر بما يقرب من مائتى عام. ومن أعلام هذا الحى الشاعر «تادرس وهبى» (1860 - 1934م) الذى درس اللغات بمدرسة الأرمن بالقاهرة، ثم مدرسة الأقباط، وأيضاً حفظ القرآن الكريم ودرس علوم الحديث والفقه فى الأزهر الشريف، رغم كونه مسيحياً، وكان شعره عاكساً لثقافته التى جمعت بين الإسلام والمسيحية فى وحدة واحدة.

آمال سامي

طباعة
الأبواب: ملفات خاصة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg