| 25 أبريل 2024 م

للقدس رجال لا يفرطون

أشرف عقل سفير مصر الأسبق في فلسطين: الرئيس الأمريكي يكرر سيناريو وعد بلفور.. ويقوض المفاوضات قبل أن تبدأ

  • 16 ديسمبر 2017
أشرف عقل سفير مصر الأسبق في فلسطين: الرئيس الأمريكي يكرر سيناريو وعد بلفور.. ويقوض المفاوضات قبل أن تبدأ

اشاد عدد من الدول العربية والإسلامية والقيادات الفلسطينية، مؤخرا بمواقف مصر سواء مؤسسة الرئاسة أو مؤسسة الأزهر أو الدبلوماسية المصرية فى مصر فى دعم ومساندة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصرية بالأساس، لذا حاورت «صوت الأزهر» السفير أشرف عقل سفير مصر الأسبق فى فلسطين ونائب رئيس الجامعة الدولية الإلكترونية حاليا، والذى أشاد بموقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الداعم والمساند القوى للقضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار فى هذه السطور..

كيف قرأتم موقف الإمام الأكبر تجاه قرار الرئيس الأمريكى بشأن القدس ورفضه لقاء نائب ترامب؟

الموقف العام فى الأزهر الشريف والمؤسسة الدينية الرسمية فى مصر والذى يمثلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هو موقف جرىء وحاسم، وينم عن رؤية واضحة باعتباره شيخ الإسلام وأكبر رمز إسلامى فى العالم، ويدل على بصيرته وبعد نظره فى تحليل ما يحدث للأمة العربية والإسلامية وللمسلمين فى العالم، كما أن هذا يدل على تبصره بالخطوة الأمريكية غير المسئولة والتى ليست فى محلها على الإطلاق، حيث إنها تذكرنا بوعد بلفور المشئوم.

ولا شك أن رفض الإمام الأكبر لقاء نائب ترامب فى هذا التوقيت يدل على الرؤية الحكيمة لفضيلة الإمام، وهذا ما تعودنا عليه من شيخ الأزهر منذ توليه مشيخة الأزهر الشريف، فى مختلف القضايا المصيرية للأمة المصرية والعربية، حيث إنه داعم ومساند قوى للدولة المصرية فى محاربة التطرف والإرهاب، ويلعب دورا بارزا بجوار الدولة فى هذا المجال وفى دعمه للقضية الفلسطينية.

كيف ترى موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية؟

موقف مصر جيد، وهى تعتبر القضية الفلسطينية القضية الأولى وأن الموقف الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى شجاع للغاية، كما أن لقاءه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس يصب فى الخطوات المسئولة التى تقوم بها مصر سواء فى مجلس الأمن أو نجاح مصر فى إتمام المصالحة ولم الشمل والوقوف بقوة أمام التحديات التى تواجه القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط.

ما تحليلكم لقرار الرئيس الأمريكى؟

رغم أن القرار غير ملزم لأى دولة، لكنه فى حد ذاته مخالف لكل قواعد القانون الدولى، والقدس لها وضعية خاصة، طبقا لكل القرارات الصادرة من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة، وبالتالى كل ما فعله ترامب بهذا القرار هو أنه أعطى لإسرائيل الضوء الأخضر بأن تزيد من سياستها العدوانية وتسبق مفاوضات الحل النهائى، وبالتالى القرار يقوض المفاوضات من أساسها قبل أن تبدأ، ويفرض وضعا جديدا فى القدس يدفع إسرائيل لتعزيز إجراءاتها وعدم تنفيذ أى تعهدات دولية خاصة، كما سيؤثر على المفاوضات من ناحية وعلى الأمر الواقع من ناحية أخرى، ما يستفز مشاعر المسلمين فى العالم كله ويدفع المنطقة برمتها إلى أتون حرب أو عدم استقرار لا يعرف مداه أحد، وأيضاً القرار يخرج الولايات المتحدة من كونها شريكا أو راعيا بمعنى أدق لعملية السلام بين العرب وإسرائيل، ويجعلها طرفا منحازا لإسرائيل بصورة علنية أمام المجتمع الدولى.

أيهما أقوى دوليا من وجهة نظركم: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أم نقل السفارة الأمريكية لها؟

نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل للقدس هو اعتراف ضمنى بأنها العاصمة، لكن الاعتراف هذه المرة أتى صريحا، وبالتالى الاعتراف أولا ثم نقل السفارة يعزز ذلك، مع أن القنصلية الأمريكية العامة موجودة فى القدس الغربية بالفعل والسفير الأمريكى يمارس عمله منها منذ مدة، وبالتالى قرار ترامب جاء لتقنين الخطوات التى اتخذت بالفعل على أرض الواقع، وحسب القانون الدولى الأمر الواقع يختلف عن الأمر القانونى، والخارجية الإسرائيلية نفسها موجودة فى القدس الغربية أيضاً، وبالتالى من الممكن أن تتخذ إجراءات ضد المواطنين فى القدس الشرقية بدعوى الأمن أو بدعوى تنظيم الدخول والخروج للأماكن المقدسة وتحت أى مسمى آخر تستطيع إسرائيل أن تفرض سيطرتها على الجانب الفلسطينى، وهذا هو مكمن الخطورة لأنها دولة احتلالية توسعية استيطانية، ومن غير المستبعد أن تفرض سيطرتها على القدس بأكملها.

برأيكم لماذا اتخذ ترامب قراره فى هذا التوقيت؟

لأن الوضع العربى مهترئ جدا، ونحن جميعا نرى ما يحدث فى المنطقة، سواء فى سوريا أو اليمن أو ليبيا أو العراق وانشغال مصر بمكافحة الإرهاب وترتيب أوضاع المنطقة وما يحدث من التهديدات الإيرانية لدول الخليج، وبالتالى العرب فى أضعف حالاتهم ولا توجد لهم كلمة مؤثرة، وحتى لو كانت لهم مواقف فلن تخرج عن الشجب والإدانة، ورغم البيان القوى الصادر عن مصر، فإن الموقف المصرى يجب أن يساند بمواقف عربية قوية.

أحمد نبيوة

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg