Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - ثلاثُ مُدُنٍ ألمانية ترغب في استقبال المزيد من اللاجئين
الجديد على بوابة الأزهر الإلكترونية
بوابة الأزهر الإلكترونية
AZHAR.EG

ثلاثُ مُدُنٍ ألمانية ترغب في استقبال المزيد من اللاجئين

  • | الإثنين, 13 أغسطس, 2018
ثلاثُ مُدُنٍ ألمانية ترغب في استقبال المزيد من اللاجئين


     يتابع "مرصد الأزهر" أزمة اللاجئين التي ازدادت حِدّتها مؤخرًا داخل الأراضي الأوروبية، وبخاصّةٍ بعد تصاعد لهجة العداء للأجانب بصفةٍ عامة من قِبَل الأحزاب اليمينية، التي فازت بعددٍ كبير من مقاعد البرلمانات التشريعية، ومن ثَمَّ الحقائب الوزارية في أوروبا، وقد تَجَلّتْ هذه الظاهرة بوضوحٍ بعدما قرّر وزير الداخلية الألماني، السيد/ "هورست زيهوفر"، إعادةَ عددٍ كبير من اللاجئين الأفغان إلى بلادهم، مُعتبِرًا أن بلدًا مثل أفغانستان أصبح بلدًا آمِنًا، هذا على الرغم من الحرب الدائرة هناك، وكذلك العمليات التفجيرية التي تحدث بين الفَيْنَة والأخرى في الأماكن الحيوية وغير الحيوية.

     وقد حاولت السويد أيضًا ترحيل أحد اللاجئين الأفغان إلى بلده، ولكن إحدى الفتيات السويديات على نفس الطائرة رفضت ترحيل هذا اللاجئ بقوة، وقد أدّى هذا الأمر إلى تأخير إقلاع الطائرة، مما اضطر سلطاتِ المطار في السويد إلى إخراج اللاجئ والفتاة من الطائرة، وقد أحدث موقف هذه الفتاه هزّةً إنسانية في قلوب العالم؛ لأنها برّرت موقفها بأنها لا يمكن أن توافق على ترحيل لاجئ إلى بلد من المحتمل أن يتعرض للقتل فيه.
حدث هذا بعد أيام قليلة من افتخار السيد "هورست زيهوفر"، وزير الداخلية الألماني، بترحيله 69 لاجئًا إلى أفغانستان، في عيد ميلاده التاسع والستين. 


     وقبل هذا بأسابيعَ، كانت السفينة "أكواريوس" حائرةً أمام الشواطئ الأوروبية، وعلى متنها ما يزيد عن ستمائة لاجئٍ إفريقيّ، أنقذتهم السفينة من الغرق في البحر المتوسط، وذلك بعدما رفضت الموانئ الإيطالية استقبال السفينة، وبعدها رفضت الموانئ المالطية أيضًا، ثم استقبلتها إسبانيا في النهاية، بعد أزمةٍ حادّة حول أمر السفينة داخل أوروبا، حتى إنه خرجت الكثير من المظاهرات داخل المدن الأوروبية المختلفة بين مؤيِّدٍ ومُعارِضٍ لاستقبال السفينة.

    وممّا لا شَكَّ فيه؛ أن كثيرًا من الجماهير في أوروبا قد تأثّرت بموقف بعض الحكومات التي شَكّلتْ أغلبيَّتَها أحزابٌ يمينيةٌ، كما تأثرت ببعض الوسائل الإعلامية التي تُحَرِّض ضد اللاجئين، وتجعلهم السببَ وراء أيِّ أزمةٍ أو حادثة؛ ولذا فقد أصبحوا هم أيضًا يطالبون بعدم استقبال المزيد من اللاجئين، بل وإخراجهم "أو طردهم" من أوروبا، وهو ما حدث في أحد المؤتمرات مؤخرًا في ألمانيا، حيث احتشدت الجماهير ضد المستشارة "أنجيلا ميركل"؛ للتنديد بموقفها في استقبال اللاجئين.


     وسط هذه الأزمات، أعلنت ثلاثُ مُدُنٍ ألمانية، في لَفْتَةٍ إنسانيّةٍ، عن استعدادها لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين يتمّ إنقاذهم من الغرق في البحر المتوسط، وهي مدن: "كولونيا" و"بون" و"دوسلدورف"، حيث وجّهت الحكوماتُ الثلاث لهذه المدن رسالةً مشترَكةً إلى المستشارة "أنجيلا ميركل"، يُعرِبون فيها عن استعدادهم لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين يتمّ انتشالهم، عَبْرَ عملياتِ إنقاذٍ في البحر المتوسط، بعد أن غرِقت مراكبهم وباتوا مُهَدَّدين بالغرق، وطالبوا بضرورة استمرار عمليات الإنقاذ لهؤلاء المهاجرين المُهَدَّدين بالغرق في البحر المتوسط، كما أشاروا في رسالتهم إلى المستشارة "أنجيلا ميركل"، إلى أن هدفهم من وراء هذه الخطوة هو إيجاد حلٍّ إنساني، يتمثّل في الاعتراف بالحق في الحصول على اللجوء، وإدماج اللاجئين في المجتمع. 

     ويُثَمِّن "المرصد" مثلَ هذه الخطوة، التي تساعد في إنقاذ أرواح الأبرياء وخلْق مستقبلٍ آمِنٍ لهم، ويؤكّد ضرورةَ إيجادِ حلٍّ لهؤلاء المُشَرَّدين داخل أوطانهم وخارجها، كما يطالب بضرورة السعي على المستوى العالمي لإيجاد حلٍّ داخل الدول الطاردة لهؤلاء اللاجئين، حتى يشعروا بالأمان في أوطانهم؛ وبالتالي: لن يُشَكِّلوا عِبئًا على البلاد المُستقبِلة للاجئين.

      كما يُطالِب "المرصد" بإعادة النظر في الدعوات التي تنادي بإعادة اللاجئين إلى بلادهم؛ إذ إن بعضها لا يمكن اعتبارها آمِنةً، ومن ثَمَّ؛ تُمَثِّل إعادة اللاجئين إليها خطورةً على حياتهم، بعد أن غادروا أوطانهم بحثًا عن الأمان والاستقرار.

      كما يعتبر "المرصد" نقْل هذه الأخبار الإيجابية إلى القارئ العربي والمتابع للشأن الأوروبي، من الأهمية بمكانٍ؛ للوقوف على آخِر المستجدّات على ساحة التعاطي مع مسألة اللجوء والهجرة، التي تشغل بالَ كثيرٍ من السياسيين والباحثين على حَدٍّ سواء.

      هذا؛ وتؤكّد وحدة الرصد باللغة الألمانية، أنها –وبالتعاون مع الوحدات الأخرى بالمرصد– تعمل، وبصفةٍ مستمرة، على إصدار تقاريرَ تحليليّةٍ، تَتناول فيها مشكلةَ اللجوء، كانت قد نَشرتْ آخِرَها، في الجزء الأول من كتاب: "مسلمو العالم ..."، الصادر في "مرصد الأزهر"، الشهرَ الماضيَ (يوليو 2018).

وحدة الرصد باللغة الألمانية

طباعة