إن حقيقة العدالة لم تتجل في صورة كاملة عند كثير من الشعوب قديمًا وحديثًا، فهي تتسع أو تضيق، وتعلو أو تنحط على نحو ما عليه الضمير الاجتماعي الذي يولدها، فأرفع ما وصل إليه معناها لدى الشعوب المتمدينة، وخاصة لدى ذوي الأرواح العالية منها، هو أنها التوفيق بين المصالح الخاصة للأمة وبين المصالح العامة للإنسانية، وهي بهذا التحديد لم تخرج عندهم عن كونها مثلا أعلى للكمال المطلق، تتوجه الجهود إليها، ولا يمكن أن تبلغها.