Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - شيخ الأزهر يدعو إلى تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير
الجديد على بوابة الأزهر الإلكترونية
بوابة الأزهر الإلكترونية
AZHAR.EG

شيخ الأزهر يدعو إلى تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير

  • | الأحد, 26 سبتمبر, 2021
شيخ الأزهر يدعو إلى تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير

شيخ الأزهر:
ـ الابتلاء خير للطائعين والعاصين.. وللأغنياء والفقراء
ـ تربية الأبناء على التبذير والسفه تربية فاسدة

     قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: إنَّ للابتلاء أنواع تختلف عن بعضها باختلاف المنظور، وإنَّ الشخص المبتلى إنْ كان من الطائعين فإنَّ الحكمة من ابتلائه هي رفع درجاته، وإنْ كان من العاصين فابتلاؤه يكون تكفيرًا لذنوبه، مؤكدًا أنَّ الابتلاء كله خير، سواء كان للعبد المذنب أو للعبد الطائع فهو خير في كل الأحوال ما لم يقنط.
وأشار الإمام الأكبر خلال برنامجه الأسبوعي "حديث شيخ الأزهر" الذي يذاع على الفضائية المصرية، إلى أنَّ هناك شكلًا آخر من صور الابتلاء يكون باعتبار النظر إلى فقر الشخص وغناه؛ فإنْ كان الابتلاء للعبد بالفقر فالمطلوب منه الصبر، أمَّا إذا كان العبد المبتلى غنيًّا فالمطلوب منه الشكر، موضحًا أنَّ الشكر هنا ليس التلفظ بكلمة "الحمد لله والشكر لله" فقط ويأخذ المال ويستمتع به، وإنَّما يكون الشكر هنا من جنس ما أنعم الله به عليه؛ فإنْ أنعم الله عليه بالمال فعليه أنْ يُخرج من هذا المال القدرَ المبين في الشرع، ويقول الحمد لله الذي وفقني أنْ أنتصر على نوازع نفسي وأُخرج هذا القدر الذي أنعم الله عليَّ به.
وحذر الإمام الأكبر من خطورة انتشار صور التبذير والإسراف والسفه في مجتمعاتنا العربية، مطالبًا بضرورة تبني برامج عالمية وأعمال فنية توضح للناس خطورة هذا الأمر، قائلًا: " أنا عشت بين أسر أجنبية، ورأيت الذين يمتلكون الأموال لا ينفقونها بهذه الصورة، وليست لديهم متع بهذه الصورة، لأنهم يركزون على تعليم المسؤولية، ويعلمون أنَّ الحياة مسؤوليات، ولكن هنا في العالم العربي لا نركز على تربية تعلم المسؤولية بدليل أنَّ أبناءنا وبناتنا - في شريحة معينة - من كثرة المال والرفاهية، يريدون أنْ يفعلوا كل شيء، حتى وصل الأمر بهؤلاء الأبناء في بعض الأحيان إلى الانتحار، لأنه تعود أن يَطلب فيُطاع، مؤكدًا أنَّ هذه التربية تربيةٌ فاسدة، وأنَّ أول ضحايا هذه التربية الفاسدة هو الولد أو البنت.
وأوضح فضيلته أنَّ الإسلام تدخَّل ومنع السفه والتبذير والإسراف بلا داعي، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يحل المال محل التربية السليمة أبدًا، وأنَّ الحكمة من تدخل الشريعة والقرآن مع الغني في أمواله؛ هي تنظيم المسار لمصلحته ومصلحة أبنائه، كما أن الإسلام راعى في النظام المالي مصلحة المجتمع من حقوق في مال هذا الفرد مثلما راعى حقوق أسرته، ونبه على أن التقصير بالحقوق هنا أو هناك يخل بالنظام العالمي، وهو ما نعيشه الآن.

طباعة