Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - د. أحمد عمر هاشم: الصيام عبادة عظيمة فرضها الله ليبلغ بها المسلم مرتبة التقوى
الثلاثاء 06 05 2025 19 27 08 | 06 مايو 2025 م

د. أحمد عمر هاشم: الصيام عبادة عظيمة فرضها الله ليبلغ بها المسلم مرتبة التقوى
Sameh Eledwy

د. أحمد عمر هاشم: الصيام عبادة عظيمة فرضها الله ليبلغ بها المسلم مرتبة التقوى

*د. أحمد عمر هاشم: رمضان دورة تدريبية عملية يكتسب فيها المسلم القيم الفاضلة ليستمر عليها طوال حياته*

*د. أحمد عمر هاشم: رمضان شهر الانتصارات للمسلمين قديمًا وحديثًا* 

*د. أحمد عمر هاشم: الصيام يربي المسلم على الصدق والإخلاص ومراقبة الله في السر والعلن*

 

     أكد فضيلة أ.د/ أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الصيام عبادة عظيمة فرضها الله تعالى؛ ليبلغ بها المسلم مرتبة التقوى، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، مشيرًا إلى أن هذه العبادة لا تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل تمتد آثارها؛ لتثمر في نفس الصائم أخلاقًا وقيمًا عظيمة يستمر عليها طوال حياته.

وأضاف الدكتور/ هاشم -خلال درس التراويح، اليوم الإثنين بالجامع الأزهر- أن الصيام يغرس في المسلم خلق الإخلاص؛ فيمتنع عن المفطرات في السر كما في العلن؛ لأنه يراقب الله وحده؛ فتتحول هذه المراقبة إلى سلوك دائم في حياته، مؤكدًا أن الصيام عبادة سرية، لا يطلع عليها أحد سوى الله؛ لذا أضافها الله إضافة تشريف لنفسه؛ فقال في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به».

وأشار فضيلته إلى أن من ثمار الصيام أيضًا خلق العفو والتسامح؛ كما جاء في الحديث: «الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه؛ فليقل إني صائم»، موضحًا أن الصائم لا يقابل السيئة بمثلها، بل يعفو ويصفح، ويترفع عن النزاع، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، مبينًا أن هذه الروح من العفو والتسامح هي ما ينادي بها الإسلام في كل زمان ومكان.

وأكد الدكتور/ أحمد عمر هاشم -خلال حديثه بالجامع الأزهر في الليلة الحادية عشرة- أن شهر رمضان ليس مجرد وقت محدد للصيام والعبادة، بل هو دورة تدريبية عملية، يكتسب فيها المسلم القيم الفاضلة؛ ليستمر عليها طوال حياته، مشددًا على ضرورة استثمار أيام الشهر الفضيل في الطاعات، والبعد عن المعاصي.

وأوضح أن رمضان كان دائمًا شهر الانتصارات في تاريخ الأمة الإسلامية، فمنذ غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، إلى العاشر من رمضان في العصر الحديث- كان الشهر شاهدًا على بطولات المسلمين؛ حيث صام الجنود المصريون في حرب أكتوبر رغم الرخصة بالإفطار، وكان بعضهم يقول: "لن نفطر إلا في الجنة"؛ مما يعكس روح الإيمان والتضحية التي يمنحها الصيام للمسلم، داعيًا المسلمين إلى الاستفادة من هذا الشهر المبارك في تحقيق الانتصار على النفس، ومجاهدة الهوى، والاستقامة على طاعة الله.

الموضوع السابق علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى
الموضوع التالي شيخ الأزهر يوضح معنى اسم الله "الحسيب" ويؤكد ثبوته بالقرآن والسُّنَّة والإجماع
طباعة
797

حقوق الملكية 2025 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg