Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - الإمام الطيب: كرم الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان
الثلاثاء 06 05 2025 21 28 06 | 06 مايو 2025 م

الإمام الطيب: كرم الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان

الإمام الطيب: كرم الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان

الإمام الطيب يُحذِّر من اغترار الإنسان بعطاء الخالق.. ويؤكد: «الله يحاسب ويراقب»

 

      تناول فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية، وأجمع عليها المسلمون. 
  
وبيَّن فضيلته أن اسم "الكريم" وَرَدَ صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ، يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني: الأمور الحقيرة الرديئة.

وأوضح شيخ الأزهر، أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل: "مُكْرَم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية، تُؤخذ كما وردت، مضيفًا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
  
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر (١٦) معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو مِنَّة.
  
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان؛ حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرًا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله.

الموضوع السابق الجامع الأزهر يقيم التراويح السادسة عشرة برواية حفص عن عاصم وسط توافد آلاف المصلين
الموضوع التالي درس التراويح بالجامع الأزهر يدعو للتمسك بخلق التواضع … فيه الكثير من الخير والنفع للناس والمجتمع
طباعة
1224

حقوق الملكية 2025 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg