شهدت كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا بمنطقة الغربية الأزهرية، اليوم الأحد، انطلاق فعاليات الدورة الثانية من البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي العلوم الشرعية بمعاهد المنطقة، الذي ينفذه المركز الأشعري بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية، في إطار حرص الأزهر الشريف على نشر الفكر الوسطي الأصيل، وتحصين العقول ضد التيارات المنحرفة، وذلك بحضور الدكتور مجدي السعيد بدوي، رئيس الإدارة المركزية للمنطقة.
وأكد رئيس المنطقة أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في رفع كفاءة معلمي العلوم الشرعية، بما يعزز رسالتهم التربوية والفكرية داخل المعاهد الأزهرية.
وتضمنت فعاليات اليوم محاضرتين، حيث تناول الأستاذ الدكتور إبراهيم عامر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بطنطا، موضوع المنهج الأشعري والمنهج الأزهري، مستعرضًا نشأة المدرسة الأشعرية وتطورها، وأبرز أئمتها وجهودهم، وموضحًا لماذا تبنى الأزهر منهج الأشاعرة ودوره في تحقيق الأمن الروحي والسلم المجتمعي.
كما قدّم الأستاذ الدكتور أحمد لطفي، رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بدسوق، محاضرة بعنوان “التعددية المذهبية في الإسلام”، عرّف فيها بالمفهوم وجذوره في القرآن والسنة وأعمال المجتهدين وقواعد الفقه، مشيرًا إلى جهود الأزهر الشريف في إرساء هذا النهج، والآليات التي اعتمدها لترسيخه، والثمار التي تحققت عبر العصور، إلى جانب التحديات التي تواجه هذا المفهوم في العصر الحديث.
واختُتمت فعاليات اليوم بالتأكيد على أن هذه الدورة تأتي استكمالًا لجهود الأزهر في ترسيخ الوسطية وتصحيح المفاهيم، بما يسهم في بناء معلم واعٍ قادر على حماية الطلاب من الأفكار المتشددة والمنحرفة.