انبثقت فكرة رواق أسيوط من نشاط الأروقة الأزهرية بالجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، والذي بدأ في مجال الدعوة بأسيوط في عام 2011م (عام الثورة) كرد فعل لمحاربة الأفكار الضالة والفئات المنحرفة، حيث تصدي الرواق في هذه الفترة للتيارات الدينية التي شاعت وذاعت داخل أوساط المجتمع المصري وقامت بدور ليس بدورها، فانتفض رجال الأزهر الشريف ليؤدوا واجب وقتهم.
بوابة الأزهر تُعرف القارئ بأنشطة رواق أسيوط الدعوية والاجتماعية والثقافية داخل مقره بمعهد أسيوط الديني "فؤاد الأول" في السطور التالية:
بداية يقول الشيخ محمد جمال هاشم، رئيس الرواق الأزهري بأسيوط، إن فكرة إنشاء الرواق الأزهري بأسيوط، ليست وليدة اللحظة، بل منذ سبع سنوات، وتحديدًا في عام 2011م واتخذت من جمعية الشيخ بخيت سيد، بالعتبة الزرقاء بحي غرب أسيوط، لتدريس العلوم الشرعية والعربية من فقه وتوحيد ونحو وتجويد وحديث وتفسير ومنطق، بقاعات مؤسسة الشيخ أحمد المصري التابع للجمعية، بالإضافة إلي المسجد الأموي "الجامع الكبير سابقًا" والذي – بالمناسبة– كان مقرًا لمعهد فؤاد الأول الفترة من عام 1923م إلي 1934م.
ويستطرد هاشم قائلا: كان يقوم بالتدريس وإلقاء المحاضرات خلال فترة البداية، طائفة جليلة من علماء الأزهر الشريف بأسيوط في مختلف العلوم العربية والشرعية علي المترددين، أمثال الأساتذة حسين عبد المجيد، ومحمد سيد سلطان، ومحمود مخلوف، ورفعت عبد المطلب وعبد الهادي السلمون، بجانب الشيخ محمد علم الدين، والعبد الفقير إلي الله، في مواد الفقه المقارن، وشرح كتاب "الرسالة القشيرية" للتصوف، والإعجاز القرآني في اللغة العربية، وشرح كتاب "الإيضاح" للقزويني، وفقه اللغة، وأصول الفقه الحنفي، وشرح كتب التوحيد "جوهرة اللقاني" و"الخردية البهية" و"السُلم المُنورق" واستمر الحال علي هذا حتى عام 2013م.
وأكد رئيس الرواق الأزهري، علي أن العمل كان جماعي في صورة مؤسسية من خلال جمعية الشيخ بخيت حيث كانت الأنشطة الثقافية للجمعية هي التي احتضنت الرواق الأزهري وأنشطته السابقة.
· الأنشطة:
وتناول أطراف الحديث الشيخ محمد علم الدين، المدير التنفيذي للرواق، فعدد لنّا الأنشطة التي قام رواق أسيوط قبل انضمامه لرواق الجامع الأزهر، مثل الدروس العلمية المنتظمة وكانت علي قسمين، دروس تمهيدية بهدف تعريف الرواد من جميع الأعمار السنية المبادئ الأساسية للعلوم الشرعية والعربية والعقلية، بالإضافة إلي دروس أخري في العلوم الطبيعية كالفيزياء والأحياء، حضرها 160 طالب من طلاب أسيوط وآخرين من خارج أسيوط، وما زالت هذه الدروس مستمرة حتى وقتنا الحالي للتعريف بها خاصة لغير الأزهريين.
وأوضح علم الدين، القسم الثاني والذي تطرق إلي دراسة العلوم التخصصية للرواد مثل علم التوحيد وكتاب "المعرفة" الذي قمت بشرحه لهم، وعلم الفقه وشرح كتاب "منحة السلوك" وعلم الأخلاق والتصوف وكتاب "رسالة المسترشدين" للإمام المحاسبي مع الشيخ محمد جمال هاشم، و"مختصر السيرة النبوية" وشرحه الشيخ محمد عبد الصالحين، وبواقع مُحاضرتين كل يوم من الساعة الرابعة عصرًا وحتي السادسة لمدة خمسة أيام أسبوعيًا .
وأضاف المدير التنفيذي للرواق، إن المجالس القرآنية والحديثية كان لهما نصيب من الأنشطة الدعوية لرواق أسيوط حيث كنا نعقد سهرة قرآنية في الجمعة الأولي من كل شهر هجري لقراءة وتدبر آيات القرآن الكريم وشرحها وتفسيرها مع الشيخ علاء عبد الرحيم وتلاميذ الشيخ المصري، موكدًا أن السهرة الحديثية كانت تتناول في مجلسها قراءة ودراسة أكثر من جزء حديثي وكتاب، بالإضافة إلي كتاب "الموطأ" للإمام مالك، وكتاب "أربعينات الإمام يوسف النبهاني ومسند الإمام أبو حنيفة وغيرهم.
ونوه عن الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي شارك بها الرواق داخل مجتمع أسيوط بالتعاون مع المؤسسات التي تستهدف هذه الأنشطة، حيث قمنا بإلقاء محاضرات في المستشفيات العامة خلال بعض المناسبات الاجتماعية كيوم الأم وغيرها، ونظمنا ندوات لطلاب المدارس عن العنف ضد الأطفال والتسرب المدرسي، بالإضافة إلي دعوتنا خلال بعض فعاليات الأنشطة الثقافية بقصر ثقافة أسيوط.
· الافتتاح الجديد:
أعرب الشيخ محمد جمال هاشم عن سعادته وتشرف رواق أسيوط بانضمامه لمجموع الأروقة الأزهرية التابعة للجامع الأزهر برئاسة الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر والمشرف علي الأروقة الأزهرية خلال أبريل من العام الحالي، مثمنًا دور الإمام الأكبر، شيخ الأزهر في هذا الأمر، معتبرًا أن ذلك نقلة نوعية لنشاط الرواق في أسيوط، إذ إن الرواق– الذي افتتح رسميًا في أغسطس الماضي– بحضور د عباس شومان وكيل الأزهر، ود. محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، ود. محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومحافظ أسيوط ومدير أمن أسيوط، حيث صار الرواق منذ هذه اللحظة في محضنه الدافئ فينطلق انطلاقة جديدة وقوية لخدمة الدين الإسلامي وجميع فئات المجتمع.
ويشير "هاشم" إلي أن الرواق خطي خطوة جديدة عقب الافتتاح مباشرة، حيث تطورت الدراسة والأنشطة علي أربعة مستويات: الأول والثاني ثقافي وتعليمي، وتحدثنا عنهما عاليه، والثالث والرابع فكري ودعوي، حيث تضمن المستوي الفكري مشروع فلسفي ثقافي بعنوان "آن الآوان" اعتمد علي ثلاثة محاور: التجريبي العلمي، التجريدي الفلسفي، والأخلاقي تحت شعار "عقل يفكر ويد تبني وقلب يتذكر" حيث تم تدريس عشرة موضوعات أبرزها: النموذج المعرفي الإسلامي مقارنة بالنموذج المعرفي الغربي ومعالم المنهج الأزهري والحداثة وما بعد الحداثة والالحاد وكيفية رد الشبهات المثارة حول الإسلام وبواقع مُحاضرتين كل يوم من الساعة الرابعة عصرًا وحتي السادسة لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًا، بينما شمل المستوي الدعوي تدريس علم التجويد والقراءات للشيخين علاء عبد الرحيم ومحمد علم الدين.
· الرؤية المستقبلية:
وأشار الشيخ محمد علم الدين إلي رؤية الرواق تستد إلي "دلالة الخلق علي الحق" فيما عبرت رسالة الرواق عن تضمنها هدف سامي يسعي إلي بث الروح العلمية في نفوس أبناء المجتمع الإنساني.
وعن المشروعات المستقبلية أفاد "علم الدين" أننا نسعي وبقوة خلال الفترة المقبلة للبدء في تنفيذ مشروعين عملاقين هما: إحياء تراث شيوخ الرواق الأزهري بأسيوط، وتوسيع مشروع "آن الآوان" فكريًا وعلميًا، بالإضافة إلي انطلاقة أخري في المجال الثقافي حيث سنطور من صفحة الرواق علي موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك باسم "الرواق الأزهري بأسيوط" وقناة علي موقع اليوتيوب تحمل نفس الاسم، ليتم نشر وتداول جميع الأنشطة والندوات والمحاضرات التي يقوم بها علماء رواق أسيوط علي صفحة الفيس بوك لتعميم الاستفادة والمواد التسجيلية (المصورة والصوتية) علي اليوتيوب.