09 يناير, 2024

"العقيدة وبناء الإنسان".. إصدار لهيئة كبار العلماء بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

"العقيدة وبناء الإنسان".. إصدار لهيئة كبار العلماء بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

     أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف كتابًا بعنوان: «العقيدة وبناء الإنسان» للفيلسوف المفكر الراحل الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح بركة، عضو هيئة كبار العلماء (1350-1442هـ/1932-2021م)، والذي من المقرر طرحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب نسخة 2024م.

ويعالج هذا الكتاب فكرة البناء العقدي للإنسان، مع التأكيد على أنَّ العقيدة جزء أصيل من البناء الإنساني، وأنَّها الأساس الذي تنطلق منه معاني الإنسانيَّة الحقَّة، حيث تناول فيه المؤلِّف جملة من المكونات العقديَّة، فتكلم فضيلته عن الوجدان، وشرَح كيف حررت العقيدة الإسلاميَّة هذا الوجدان من مؤثِّرات الخوف والفزع، وربطت انفعالات الوجدان بموجِّهات العقيدة، وجعل تحرير الوجدان أساسًا بُني عليه تحرير العقل.

واستحضر الكاتب من الآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة ما يؤكِّد احترام العقيدة الإسلاميَّة للعقل وإطلاق العنان له في التفكير والاستنتاج، مؤكِّدًا على التلازم بين تحرير الوجدان وتحرير العقل، وبنى المؤلِّف على تحرير الوجدان والعقل تحرير الإرادة، لتخرج صورة عمليَّة لهذه العقيدة تتمثل في إنسان له إرادة يوجِّهها وجدان حرٌّ، ويحكم تصرفاتها عقلٌ مستنير بنور الإيمان.

ثم بيَّن فضيلته الفرق بين العقيدة الفاسدة والصحيحة، موضحًا أنَّ العقيدة الفاسدة لا تتفاعل مع معطيات الأحداث، ولا تتحقق موجباتها، أمَّا العقيدة السليمة فهي التي تتحقق موجباتها؛ إذ إنَّ العقيدة التي لا تحقق موجباتها عقيدة مدَّعاة كاذبة.

واستخلص من ذلك كلِّه أنِّ تحقيق الأمن الاجتماعي والفكري والنفسي لا يتحقق إلا من خلال العقيدة الإسلاميَّة؛ لأنها تراعي جميع الجوانب البدنيَّة الجسمانيَّة، والروحيَّة، والعاطفيَّة، والعقليَّة، وتراعي كذلك مصلحة الجماعة بالنسبة للفرد، ومصلحة الفرد بالنسبة للجماعة، وعلاقة الفرد والجماعة بالكون، وهذه هي الأسس التي تحقق الأمن الاجتماعي والنفسي والفردي لأية أُمَّة من الأمم.