مؤتمر «التواصل الحضاري» يشيد بكلمة الأزهر ويعتبر ما جاء فيها توصيات مهمة للسلام العالمي

  • 18 سبتمبر 2017
مؤتمر «التواصل الحضاري» يشيد بكلمة الأزهر ويعتبر ما جاء فيها توصيات مهمة للسلام العالمي

أشاد المشاركون في ختام مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 16-17 من الشهر الجاري بكلمة الأزهر الشريف التي ألقاها فضيلة أ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر في المؤتمر، وأكدوا أن الكلمة كان لها أثر كبير وشديد الأهمية في إلقاء الضوء على أهم القضايا التي يعاني منها العالم الإسلامي وخاصة القضية الفلسطينية وقضية المستضعفين في بورما وكذلك ما يحدث في سوريا والعراق.

كما أكد المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر بحضور الأستاذ الدكتور وكيل الأزهر والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، والشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، على ما جاء في كلمة الأزهر من أن «تاريخ حضارتنا الإسلامية العريقة يَعِجّ بالوقائع والأحداث التي تُمَثِّلُ أرقى صور التواصل الحضاري والانفتاح بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، فها هو رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ضاقت مكة بدعوة الإسلام في مهدها وصَبَّ سادتها وكبراؤها الرافضون للدين الجديد صنوفًا من العذاب على المسلمين، يأمر صحابته الذين آمنوا برسالته بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا حاليًّا) ليكونوا في حماية ملكها النجاشي المسيحي الذي وصفه رسولنا بالعادل الذي لا يُظلم عنده أحد».

وأكدت توصيات المؤتمر ما جاء في كلمة الأزهر من أن «ديننا الحنيف لا يمنعنا من التواصل مع أتباع الديانات والثقافات المختلفة، والعمل المشترك معهم بما يحقق النفع للجميع، واحترام الآخَر وعدم التعرض لمعتقداته أو التدخل في شئونه الداخلية ما دام الآخَر ارتضى هذا الإطار والتزم به»، وكذلك ما أوضحه فقهاء المسلمين من حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام، ومنها وجوب تأمينهم وتحريم الاعتداء عليهم أو إيذائهم أو التعرض لمعتقداتهم. ومن ذلك أيضًا تأكيد واجبات المسلمين تُجاهَ المجتمعات غير المسلمة التي يعيشون فيها أو يزورونها لغَرَضٍ ما، ومنها أن «عليهم الاندماج والتعايش واحترام قوانين وأنظمة هذه المجتمعات، ويحرم على المسلمين في المجتمعات غير المسلمة ما يحرم عليهم في بلاد المسلمين من الإيذاء والاعتداء وغيرهما».

كما أكدت توصيات المؤتمر ما جاء في كلمة الأزهر من ضرورة «أن يَتبنّى العالَم وخاصّةً الدولَ النافذة فيه مواقف جادة وواضحة ذات معاييرَ ثابتةٍ تكيل بمكيالٍ واحد تُجاهَ القضايا العالقة التي تُعكّر صَفْوَ الأمن في كثير من مناطق الصراع في العالم وخاصة في عالمنا العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي طال أمدها دون ظهور ضوء خافت ينبئ عن قرب انتهاء نفقها الطويل المظلم، وأن يكون العالم على يقين باستحالة تحقق سلام في المنطقة دون حلها وعودة الحقوق المغتصبة لأصحابها وعلى رأسها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذي يتعرض لمخاطر الهدم والتدمير والتهويد على مرأى ومسمع من العالم». كما أكدت التوصيات ما ورد في كلمة الأزهر بشأن ما يتعرض له مسلمو "الروهينجا"، حيث جاء فيها أنه «لا يخفى على أحد ما يتعرض له مسلمو "الروهينجا" في "ميانمار" من فظائعَ لم نسمع عنها حتى بين وحوش الغابات، فيجب علينا وعلى أحرار العالم تبني موقف قوي من حكومة "ميانمار" لإجبارها على وقف بطشها واضطهادها لهؤلاء المستضعفين، وأن نعمل على عودتهم إلى ديارهم آمنين لا إلى مخيماتٍ تُسَهِّلُ مهمة الإجهاز عليهم مجتمعين، وأن نعلن عزم العالم الإسلامي والولايات المتحدة العمل معًا من أجل محاربة الفقر والجهل والمرض وتحسين أحوال وحياة البشر دون تمييز على أساس دينٍ أو عِرْقٍ أو لَوْنٍ، وأن نسعى جاهدين لنشر ثقافة السلام، وإعلاء قيمة الحوار الحضاري والتعايش المشترك، ونَبْذ العنف والتطرف والإرهاب، بل والتصدي الحقيقي له بكل الوسائل الفكرية والاقتصادية والأمنية والعسكرية حتى استئصاله من دنيا الناس، وليعلم الجميع أنه لا ضمانة لأحد من شرور التطرف والإرهاب حتى مَن صنعوه أو دعموه أو سكتوا عنه أو وفروا المأوى والملاذ الآمن لقياداته، فهو كالنار في الهشيم لا تُفَرِّقُ بين غَثٍّ وسَمينٍ، ولا تتحاشى حَرْقَ مُشعلِها متى وصلت إليه».

كانت كلمة فضيلة وكيل الأزهر قد شهدت اهتمامًا كبيرًا من الحضور؛ لتركيزها على قضايا فلسطين واليمن وسوريا والروهينجا، والمطالبة بتنفيذ سياسة الكيل بمكيالٍ واحد، وبيان استفادة الآخَرين بحضارة المسلمين.. وقد أَصَرّ جميع الحضور على التقاط الصور التذكارية مع وكيل الأزهر.

طباعة