الإمام الأكبر في حديثه الأسبوعي : جولاتي الخارجية من أجل تصحيح صورة الإسلام وإشاعة السلام بين جميع البشر

  • | الجمعة, 11 نوفمبر, 2016
الإمام الأكبر في حديثه الأسبوعي : جولاتي الخارجية من أجل تصحيح صورة الإسلام وإشاعة السلام بين جميع البشر

الإمام الأكبر في حديثه الأسبوعي  على الفضائية المصرية:

-       الفكر الإسلامي الأزهري هو الكفيل بالوقوف أمام التنظيمات المتطرفة

-       معاذ الله أن يعمل الأزهر لغير وجه الله

-       لا يوجد إعلام  يهتم بتقديم صورة الإسلام الحقيقي للغرب

قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الجولات الخارجية إلى العديد من الدول في إفريقيا وأوروبا والمنطقة العربية وجنوب شرق آسيا مخطط لها ضمن خطة الأزهر الشاملة في البحث عن السلام وإقرار السلام والتعايش السلمي بين الناس جميعاً وهو هدف الإسلام، وبما أن الأزهر هو الجهة التي تعبر تعبيراً أميناً وصادقاً عن الإسلام وثقافته وعلومه وشريعته منذ أكثر من ألف وستين عاما، فالأزهر لابد أن تأتى خطته في الاتجاه نفسه، حيث  كان لنا تحرك على مستوى مصر يتمثل في مراجعة المناهج، وحين أقول مراجعة المناهج لا يعني أن مناهجنا - كما يقال ويساء إلى الأزهر - مناهج تخرج المتشددين والمتطرفين، بدليل أن كل زعماء وقادة الحركات المتطرفة المسلحة التي تتمسح بالإسلام سواء في مصر أو في خارج مصر لم يتخرج من قادتها أحد من جامعة الأزهر ؛ لأنه يصعب جدًّا على الأزهري الذي درس التراث أن يستقطب في هذه التخندقات الفكرية العسكرية، فالمنهج الأزهري منهج إسلامي رشيد، يربى الطالب على السماحة والاعتدال والتعددية  واحترام الآخر.

وأضاف فضيلته في حديثه الأسبوعي الذي سيذاعاليوم الجمعة على الفضائيَّة المصرية أن التقاط جملة أو التعلق بعبارة قالها فقيه في القرن الرابع أو القرن الخامس أو قالها حينما كان المسلمون مضطهدين من التتار أو من غيرهم، فيه نوع من تزييف الحقيقة للهجوم على الأزهر، وأوكد أن الهجوم على الأزهر يصب في مصلحة داعش ومَن على شاكلتها بشكل مباشر؛ لأن الذي يقف في مواجهة هذه التنظيمات هو الفكر الأزهري والفقه الأزهري والعقل الأزهري، وكما راجعنا مناهجنا قمنا باستحداث مقررات تتعامل مع المفاهيم المغلوطة التي شاعت وتتردد في الساحة الفكرية وتؤثر سلبا على توجهات الناس وتفكيرهم، ومع ذلك لا يلتفت إلى تلك المراجعة والتطوير، وإنما  يلتفت إلى عبارة في كتاب من كتب التراث القديم يقاطعونها من سياقها ليدينوا تاريخا كاملا من العلم والعطاء الذي حافظ على الأمة وتاريخها، وفِي اعتقادي أن الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر الشريف، هو في الحقيقة هجوم على الأمة المصرية، ويخدم أجندات موجهة من مصلحتها التشغيب على الأزهر وعرقلته عن أداء دوره في النهوض  بالأمة، وهذا يدل على أن الأزهر بدأ يأخذ دوره الحقيقي في توعية الناس، وفي إظهار الثقافة الحقيقة للإسلام.

كما نوه الإمام الأكبر ببيت العائلة الذي آتى ثماره، حيث تم إنشاء فروع كثيرة له في محافظات الوجه البحري والوجه القبلي وننتظر منه المزيد، وبدايته كانت طيبة ومباشرة وناجحة إلى أبعد الحدود، لكن الإعلام لا يلقى الضوء عليه، وهذا مقصود؛ لأن كل مفيد لهذا الوطن مقصود هدمه، لكن الأزهر لا يلقي بالًا لهذا، فنحن نعرف هدفنا ولا يهمنا سواء ظهرنا في الإعلام أو لم نظهر، فمعاذ الله أن نعمل لغير وجه الله.

 وأردف فضيلته: " أما على المستوى الإقليمي فمهمة الأزهر أنه مؤسسة تجمع المسلمين وتوحدهم، وتكافح الفرقة والشقاق والنزاع، والإسلام يسعنا وقد وسعنا بالفعل طوال أربعة عشر قرنا من الزمان  وأكثر، فالأزهر يعمل على لم الشمل أو الجمع حيث كان لي برنامج مخصص أيام أن كنت رئيسا لجامعة الأزهر لنقد المذاهب المتشددة أينما وجدت، ولا زلت بحمد الله أقوم بهذا الواجب المتعين حتى الآن، أهدم كل المقولات المتشددة والطائفية ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

وتابع فضيلة الإمام الأكبر " وأما على المستوى العالمي فكانت الجولات الخارجية تصب في الهدف نفسه، وبهذه المناسبة أريد أن يعلم  المشاهد أن السفر والانتقال والتحول هو أشق شيء على نفسي، وربما يعود ذلك إلى أنني ألِفت الكتاب من الصغر وألفت الكتب التي تربي العقل وتخاطبه ، مع الانفتاح على أدبائنا؛ مثل طه حسين في كتبه ، وعباس محمود العقاد،  ، وتوفيق الحكيم،  ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من إعلام الفكر والثقافة، كنت وأبناء جيلي نقرأ أمثال  هذه الكتب لنتعرف على هويتنا في هذا المعترك الثقافي الدولي ، فمثلا طه حسين بالرغم من انه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه،  إلا أنني مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أبى بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم، ومن هذا المنطلق كنّا نعيش دائماً مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلاً تربي العقول وتكون الزاد المعرفي.

وأضاف فضيلته أن زياراته الخارجية لم تكن زيارات للنزهة والسياحة، وإنما كانت لتفقد أحوال المسلمين بل وغير المسلمين أيضا ، كما حدث في نيجيريا، ولعلكم رأيتموني وأنا أتفقد مخيما للاجئين كانت معي طفلة مسيحية يكاد وجهها لا يظهر من الذباب، وهنا كانت صرختي للأمم المتحدة و صرختي لمنظمات الإغاثة ومنظمة التعاون الإسلامي، وقلت: إن هذه صفعة على جبين القرن الحادي والعشرين، وقد كان هذا المعسكر من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية الذين هربوا من بوكو حرام، ويندر أن يذهب  أثرياء العرب والمسلمين إلى هؤلاء الناس ليقدموا لهم أبسط مقومات الحياة، ولذلك قررنا بعد عودتنا من زيارة نيجيريا وبعد أسبوعين إرسال  قافلة الأزهر الطبية والإغاثية إلى  هذا المعسكر.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنه لابد لنا من أن نتصل بالعالم الغربي لنبدأ معه خطوة على تصحيح الصورة المشوهة التي ينفرد بها الإعلام في الغرب عن الإسلام والمسلمين، رغم وجود العشرات -ولن قول المئات- من الهيئات العربية والإسلامية ولكن للأسف الشديد كما أظن وأرجو أن  يكون ظني خاطئا، أن هذا الملف على الأقل لا يأتي في الدرجة الأولى، من اهتمام هذه الهيئات،  مؤكدًا أن الأزهر تحرك وكان له خطة مع  مؤسسات دينية كبرى انطلاقا من أنه كما يقال انه لا سلام للعالم من غير سلام الأديان، فقد نادى الشيخ محمد مصطفى المراغي (ت.1946م) شيخ الأزهر منذ وقت مبكّر بالزمالة العالمية بين الأمم كافة لاحتواء صراعات الأمم والشعوب، وذلك في كلمته أمام مؤتمر عالمي للأديان الذي عقد بلندن سنة: 1936م ، وأكد أنه ما لم يتم سلام بين رجال الدين وعلمائه أولًا ، لا يمكن أن يتحقق سلام للناس، وأن رجال الدين وعلمائه ما داموا مختلفين وكل منهم يكيد للآخر فلا ننتظر للعالم سوى هذه الحروب، وصدق الشيخ، وكأنه كان رحمه الله يقرأ الواقع الذي صرنا إليه، ومن هذا المنطلق كانت لنا رحلة إلى لندن، حيث التقينا بكنيسة كنتربيري كما التقينا بالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان التي ترعى أكثر الطوائف المسيحية عددا في العالم، ثم أيضا ذهبنا إلى مجلس الكنائس العالمي فى جنيف وهو يضم كل الكنائس الأخرى، وفي كل تحركاتنا كنا نشعر باستقبال حار، وكان الكل يجمع على أن الذي يحدث الآن هو عبث بالإنسانية وعبث بالبشرية.

وأشار فضيلته أنه لا يوجد إعلام  يهتم بتقديم صورة الإسلام الحقيقي للغرب، وخاصة بعد ما أسيء  للإسلام ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة سواء في الصور الكاريكاتورية أو في غيرها، وأنا لا أعذر الشارع الأوربي في كراهيته  للإسلام وإن كنت افهم لماذا؟،  لأنه هناك إعلاما مسلطا وموجها ومبرمجا ولا يوجد أمام الشعوب الأوروبية إعلام آخر، فلدينا في عالمنا العربي والإسلامي قنوات فضائية عديدة لكن لا يهتم أحد بهذه القضية على الإطلاق، وفى نفس الوقت ما تخصص منها في الحديث عن الإسلام -للأسف الشديد- إما بين متشدد يصور الإسلام بصورة لا تتلاءم والعقل الغربي، ،وإما متسيب يهمه أن يلعب على جميع الأحبال كي يقال: إنه يقدم الإسلام الجديد وأنه ضد الإسلام القديم، فلا توجد خطة مدروسة تحدد كيف ننقذ سمعة الإسلام في هذا المعترك، ومرة أخرى ما لم يكن هناك سلام بين رجال الدين الواحد فلا تنتظر أن هذا الدين سينتصر في المعركة  الإعلامية في الغرب.

يذكر أن حديث فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.

طباعة