14 مارس, 2017

خلال ندوة بأكاديمية الشرطة.. وكيل الأزهر: الدين ليس حكرًا ولا ملكًا لأحد.. وباب الاجتهاد مفتوح

- دور رجال الشرطة والجيش في حماية الوطن وحفظ الأمن لا ينكره إلا جاحد

- الأفكار المتطرفة لن يردها إلا الفكر المستنير.. والهجمة الموجهة ضد الأزهر حرب على الإسلام
 
في إطار فعاليات البرنامج التوعوي المنعقد بين الأزهر الشريف ووزارة الداخلية لحفظ الأمن داخل المجتمع المصري، عُقدت ندوة تحت عنوان "تحقيق الأمن المجتمعي ضرورة حياتية تضامنية"، حاضر فيها أ.د عباس شومان، وكيل الأزهر، بحضور ضباط ومجندين وأمناء ومساعدين، وذلك في أكاديمية الشرطة.
وخلال الندوة قال وكيل الأزهر: إن تحقيق الأمن له دور كبير في استقرار المجتمعات، وقد شعرنا في مصر بذلك حينما فقدنا الأمن في وقت من الأوقات، وأصبح الناس يتشوقون لرؤية رجل الأمن في الشارع لتحقيق الحماية والطمأنينة لهم، مبينًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرهم بما لم يبشر به العلماء ولا أهل الخير والصداقات فقال صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار» منهم عين باتت تحرس في سبيل الله، وهذا أكبر تكريم لهم على دورهم العظيم في حماية الأوطان وحفظ الأمن ونشر السلام بين الناس.
وأكد د. عباس شومان، أن ثقافة الأمن المجتمعي مهمة لرجل الأمن، حيث تساعده في تجاوز الكثير من المواقف الصعبة وكيفية التعامل مع المجرمين والمغيبين، موضحًا أن قدر رجال الشرطة والجيش أن يتحملوا كثرة الأعباء الملقاة على عاتقهم وأنهم يتعرضون للكثير من المخاطر، مشيرًا إلى أن من يتربص بالأمة يدرك أن سقوط مصر هو الطريق للقضاء على الأمة، لكن مصر لن تسقط أبدًا بإذن الله بفضل رجال مصر الشرفاء من الجيش والشرطة.
وأوضح فضيلته أن المتشعبين بالفكر المتطرف لن يردعهم القتل؛ وإنما يردعهم الفكر المستنير، موضحًا أنهم مغيبون وعلينا العمل على تقويم أفكارهم لعودتهم إلى رشدهم بمواجهتهم بالمنهج الوسطى المستنير، لافتًا إلى أن الأزهر أنشأ مرصدا خصيصًا لمجابهة أصحاب الفكر المتطرف وتفنيد الشبهات التي يستخدمونها وإظهار ضعف الحجج والأدلة التي يستدلون بها وبطلانها.
وأجاب وكيل الأزهر عن أسئلة الحضور، ومنها سؤال حول مناهج الأزهر وربطها بالفكر المتطرف، وأكد فضيلته: أن مناهج الأزهر التي علمت أبناء مصر والعالم على مدى قرون بلغوا ما يقرب من مليوني طالب وطالبة، وحاليا يوجد ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة من أكثر من مائة دولة على مستوى العالم يدرسون بالأزهر، ولم يثبت يوما أنها أنتجت فكرا يخالف المنهج الوسطي المعتدل، ولم تتقدم يوما دولة بشكوى أو أعرضت عن تعليم أبنائها في الأزهر لملاحظتها سلوكا متطرفا ممن درسوا أو تخرجوا في الأزهر، مؤكدا أن ما يأتينا من هذه الدول هو العكس تماما، فالإشادات وطلبات زيادة أعداد المنح الدراسية تزداد سنويا، ولو كانت مناهج الأزهر متطرفة ما توافد علينا الطلاب من حول العالم، مؤكدًا أن مناهج الأزهر هي التي حمت الأمة ومن يعيش فيها من مسلمين وغيرهم، مشددًا على أن استهداف الأزهر والحرب الموجهة ضده هي حرب على الإسلام.
وعن تجديد الخطاب الديني، أجاب فضيلته  قائلًا: إن الأزهر مؤمن بمسألة تجديد الخطاب الديني، فهو من لوازم شريعتنا السمحة وأن  الإسلام نفسه وصل إلينا بطريق التجديد، فالأحكام الثابتة التي لا تقبل التغيير والتبديل في شريعتنا وهي الأصول قليلة، وفي المقابل نجد ما لا يُحصى من الفروع التي تقبل الاجتهاد والتطويع لتناسب الزمان والمكان وأحوال الناس .
وأشار فضيلته أن الدين ليس حكرًا ولا ملكًا لأحد، وباب الاجتهاد مفتوح، شريطة امتلاك أدواته وأن يكون من يتصدى له متمسكا بالمنهج الإسلامي الوسطي.