08 مايو, 2018

بعد إعلان الإمام الأكبر عن تدشين فرعٍ للمنظمة في سلطنة بروناي .. "المنظمة العالمية لخِرّيجي الأزهر" شجرةٌ طيبة جذرها في مصرَ وفروعها تُظَلِّل العالَم

أعلن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخِرّيجي الأزهر، أمسِ الاثنين الموافق 7 مايو 2018م، عقب لقائه مع السلطان "حاج/ حسن البلقية"، سلطان سلطنة بروناي، في قصر "استانة نور الإيمان"، بالعاصمة "بندر سري بيغاوان"، عن إنشاء فرعٍ جديدٍ للمنظمة العالمية لخِرّيجي الأزهر في سلطنة بروناي، لتخطوَ المنظمة بذلك خطوةً جديدة في توطيد الصلة والعَلاقة بين الأزهر الشريف من جهة، وبين خِرّيجيه عَبْرَ العالم من جهةٍ أخرى، وكذلك تفعيل التواصل بين الخريجين أنفسهم، بما يُعَزِّز ويُعَضِّد جهودهم في نشر المنهج الأزهري الوَسَطيّ، والتصدي لمَن يُرَوِّجون لأفكارٍ متشددة ومغلوطة عن الإسلام وشريعته السمحاء.

وبهذا الفرع الجديد يرتفع عدد فروع المنظمة عَبْرَ العالم إلى 17 فرعًا، إضافةً إلى 8 فروع أخرى تحت التأسيس، وقد كان لافتًا حِرْص فضيلة الإمام الأكبر خلال جولته الآسيوية الحاليّة، والتي شملت: إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي، على التقاء خِرّيجي الأزهر في الدول الثلاث، والاطمئنان على أحوالهم، وعلى تمسكهم بما تعلموه في الأزهر الشريف، مبديًا سعادته وفخره بما شاهده من تَقَلُّد خريجي الأزهر معظمَ المناصب الدينية في الدول الثلاث، وأنّ مِن بينهم مَن يتولى منصب الوزير والمحافظ والسفير والقاضي، ومنهم أستاذ الجامعة، وأنهم جميعًا يساهمون بقوة في تنمية ورُقيّ بلادهم، ويعززون قيَم التسامح والتعايش بين أبناء وطنهم.

وخلال زيارته لإندونيسيا، ترأس فضيلة الإمام الأكبر المؤتمرَ العامّ لخريجي الأزهر في إندونيسيا، الذين يُقَدَّر عددهم بأكثرَ من 30 ألف خريج، وأعلن فضيلته أنه لدى عودته للقاهرة، بمشيئة الله، سوف يُصدِر قرارًا بإنشاء وحدة خاصة للتواصل مع خريجي الأزهر في إندونيسيا، مؤكّدًا أنهم كنزٌ ثمين يجب أن نستثمره.

وتَكَرَّر المشهد في سنغافورة؛ حيث التقى الإمام الأكبر خِرّيجي الأزهر، مُعْرِبًا عن سعادته بما سمعه من رئيس وزراء سنغافورة؛ من أن خِرّيجي الأزهر يتوَلَّوْنَ كافّة المناصب الدينية في البلاد، وأن سنغافورة تعتز بالأزهر ومنهجه الوسطي.

وتكرر المشهد للمرة الثالثة في سلطنة بروناي، التي يبلغ عدد خريجي الأزهر فيها نحو 670 خِرّيجًا، وهو رقْمٌ ضخم بالنسبة لعدد السكان الذي يبلغ 400 ألف نسمة، ويتولى هؤلاء الخريجون العديد من المناصب الرفيعة في البلاد، خاصة في المؤسسات الدينية والقضائية، ومن بينهم: وزير الشئون الدينية الحاليّ، "حاج/ بدر الدين عثمان"، وقد شدّد سلطان بروناي خلال استقباله للإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف يحظى بمكانةٍ مميزة لدى شعب بروناي، قائلًا: نحن يا فضيلة الشيخ نحب الأزهر حُبًّا جَمًّا ونُجِلّ علماءه؛ لأنه يقوم بإعداد علماءِ دينٍ قادرين على تبصير الناس بشئون دينهم، لذا يحرص أبناء بروناي منذ أكثرَ من نصف قرن على إرسال أبنائهم للدراسة في الأزهر، والنهل من منهجه الوسطي المعتدل.

ويحرص الإمام الأكبر على الاجتماع بشكلٍ دَوريّ مع رؤساء فروع المنظمة، وعقَد آخِرَ هذه الاجتماعات على هامش فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنُصْرَة القدس في يناير الماضي، حيث وجّه فضيلته عِدّة نصائح لقادة المنظمة، دعاهم خلالها لتأكيد ضرورة الاندماج في المجتمع والتواصل الإيجابي مع أفراده، فالأزهري لا ينفصل عن الناس ولا يخالفهم، ما دامت تصرفاتهم لا تخالف الشريعة، والإسلام لا يحب النزعة الانفصالية، ويحثّ المسلم على التفاعل البَنّاء والمساهمة الفاعلة في المجتمع.

وجاءت فكرة إنشاء المنظمة العالمية لخِرّيجي الأزهر خلال الملتقى العالميّ لخِرّيجي الأزهر، الذي انعقد في الفترة من 11 إلى 13 أبريل 2006 بالقاهرة؛ وذلك بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة، والمتمثلة في خِرّيجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كل ربوع المعمورة، وإحياء الدور العالميّ للأزهر ومنهجيته الوسطية، والحفاظ على هُوِيَّة الأمة وتراثها، والدفاع عن قيَم الإسلام، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمةً دوليّةً غيرَ حكوميةٍ، بعد توقيع اتفاقيةٍ بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.

وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسةٍ غيرِ حكومية مُشهَرة بجمهورية مصر العربية، وَفْقًا للقانون المصري على يد مجموعةٍ من كبار العلماء وفي مقدمتهم: فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر آنذاك، الذي شدّد -حينئذٍــ على أن المنظمة هي بمثابة بَوتقةٍ ينصهر داخلها جميع خريجي الأزهر في شتّى بقاع المعمورة، وأنها تسعى جاهدةً لتصحيح صورة الإسلام، فضلًا عن رعايتها للطلاب الوافدين.

وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر؛ منَح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابعُ لهيئة الأمم المتحدة، المنظمةَ العالمية لخريجي الأزهر، الصفةَ الاستشارية الخاصة، وهو ما يُمِكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرْح موضوعاتٍ متعلقة بقضايا العالم الإسلامي، ضمن جدول الأعمال الخاص بلجان المجلس.

وقد اتسع حجم الوجود العالمي للمنظمة؛ حيث امتدت فروعها إلى 17 فرعًا في دول: (ماليزيا، إندونيسيا (فرعان)، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، وأخيرًا: سلطنة بروناي)، إضافةً إلى عدّة فروع تحت التأسيس في كلٍّ من: كُردستان العراق، اليمن، النيجر، أفغانستان، نيجيريا، أوكرانيا، الفلبين.
كما قَدّم أزهريون من دولٍ مختلفة طلباتٍ؛ لتأسيسِ فروعٍ للمنظمة في دولهم.


الأبواب: الرئيسية, أخبار