15 مارس, 2021

خلال مؤتمر"إسهامات الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية"‏..‏ الدكتورة إلهام شاهين‏: المؤتمر يحمل احتفالًا بالمرأة بوجود ‏‏ثلاث من السيدات ‏الأزهريات

الدكتورة سونيا الهلباوي‏: منهج الفارابي العام محاولة صريحة للتوفيق والمقاربة المعرفية ‏بين العقل والإيمان‏
الدكتورة سهير الفيل: الفارابي أول مَن ‏صاغ الفلسفة الإسلامية في ثوبها الكامل‏

قالت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث ‏‏‏الإسلامية: إن المؤتمر يحمل تهنئة ضمنية واحتفالًا بالمرأة في شهرها بوجود ‏ثلاث من ‏السيدات الأزهريات في مؤتمر خاص بالفلسفة يشاركن فيه بالعمل في ‏اللجنة العلمية ‏للمؤتمر، مضيفة أن ‏هذا المؤتمر يطل على العالم بقياداته الأزهرية المنفتحة فكريًّا؛ ‏ليدحض ‏الافتراض الخاطىء لدى كثير من الناس بأنه ليس هناك إسهام ‏للمرأة في مجال ‏الفكر الفلسفي، ‏وقول مغلوط مفاده أن كل الفلاسفة من الرجال وليس ‏هناك امرأة ‏فيلسوفة، ويبنون على هذه ‏المقدمات المغلوطة نتائج خاطئة تروج لمفاهيم ‏تقلل من ‏شأن التفكير العقلاني عند المرأة، والذي ‏يعد التفكير الفلسفي شكلًا من أشكاله، ليأتي ‏تفوق العديد من النماذج النسائية في العديد من ‏المجالات؛ ليدحض هذه التهمة لما ‏لهن ‏‏من باع كبير على مر العصور وفي كل الحضارات.‏ ‏ ‏

من جانبها أوضحت الدكتورة سونيا الهلباوي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة ‏الأزهر، أن الحديث عن جوانب التراث المضيئة التي تخاطب عقل الإنسان ووجدانه، ‏وتجمع ما فرقته الاختلافات الفرعية لمن واجبات وقتنا الحالي، ومن ثم توجهت هذه ‏الجهود المباركة نحو المفكر الموسوعي أبي نصر الفارابي الذي استحق بما قدمه للفكر ‏الإنساني لقب المعلم الثاني، ليس لأنه استطاع وبمنهجية نادرة أن يزيل هذا الحاجز ‏الأيدولوجي الذي يعزل الدين عن الفكر الفلسفي، ولكن لأنه وجه الأذهان المتنافرة إلى ‏مصدر واحد للمعرفة يمكن الوصول إليه بطرائق متعددة حسب الوجهة المعرفية ‏والسلوكية، فجاء منهج الفارابي العام محاولة صريحة للتوفيق والمقاربة المعرفية بين ‏العقل والإيمان، وبين الفهم والاعتقاد.‏

وفي السياق ذاته ‏أوضحت الدكتورة سهير الفيل، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ‏أن الفارابي هو أول مَن ‏صاغ الفلسفة الإسلامية في ثوبها الكامل، ووضع أصولها ‏ومبادئها، وأدخل مسألة التوفيق ‏بين العقل والنقل في بنائه الفلسفي، وقد كانت من ‏المسائل الجديدة على الفكر الإسلامي، ‏ولايقف فضل الفارابي عند تفسيره وشروحه ‏للمُصَنفات الأرسطية، ولا عند التمهيد للنهضة ‏الفلسفية في الإسلام، بل بما لديه من ‏أنظار إبداعية، ومُصنفات في الحكمة العلمية والعملية ‏عميقة سامية، كما تعد فلسفته من ‏الفلسفات ذات المعالم الواضحة، والأهداف المحددة، تترابط ‏أجزاؤها ببعضها بعضًا ‏ارتباطًا وثيقًا حيث تبدو منسجمة متناسقة، كل ذلك جعل الفارابي ‏يحظى بلقب " المعلم ‏الثاني". ‏

ويهدف المؤتمر إلى تعميق صلة الأجيال الحاضرة بعلمائهم ورموزهم لإدراك ما قدموه ‏لتاريخ الإنسانية، وما يمكن أن يقدمه حاضرهم قياسًا على ما قدمه ماضيهم، خصوصًا أنه ‏ماض يضرب بجذور عميقة في التاريخ الإنساني، وله أبعاد متنوعة أثرت تأثيرًا إيجابيًّا ‏في الحضارة الإنسانية.‏

‏ ويستمر المؤتمر، الذي تنظِّمه الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع ‏سفارة دولة ‏كازاخستان، على مدار يومين بمشيخة الأزهر، بمشاركة شخصيات دولية، ‏عبر تقنية «فيديو ‏كونفرانس»، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ ‏الأزهر الشريف الدكتور أحمد ‏الطيب، واهتمامه بالرموز العلمية والفكرية للأمة الإسلامية ‏عبر تاريخها الطويل وعلى امتداد ‏رقعتها الجغرافية، وتعدد أعراقها التي يجمع بينها ‏الإسلام.‏


الأبواب: الرئيسية