أسماء الله الحسنى لا تطلق على الأشخاص إلا إطلاقًا مجازيًّا
أوضح فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال الحلقة الثانية من برنامجه الرمضاني: "الإمام الطيب"، أن أسماء الله الحسنى تنقسم انقسامًا أوليًّا إلى قسمين: أسماء لا يتسمى بها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن يتسمى بها كائن أو مخلوق غير الله، وأسماء مشتركة يتسمى بها الله سبحانه وتعالى وأيضًا يتسمى بها العبد، ولكن مع ملاحظة الفرق الدقيق والهائل بين الإطلاق أو التسمية، مبينًا أن هذا الاسم المشترك يطلق على الله أو يتسمى به الله سبحانه وتعالى على سبيل الحقيقة، بينما يتسمى به العبد على سبيل المجاز، لافتًا إلى أن هناك كثيرين لا يعرفون الفرق بين الحقيقي والمجاز.
وأشار فضيلته إلى أن أسماء الله الحسنى المشتركة مع البشر تشترك في اللفظ وليس في الحقيقة، مثل اسم الرزاق فهو يشترك مع الإنسان في اللفظ لكن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق على الحقيقة، لافتًا إلى أن لفظ "العالِم" يطلق على الله سبحانه وتعالى علام الغيوب، ليؤكد على الحقيقة والعلم الكامل الذي لا يسبقه جهل العلم، ولا يتغير ولا يكتسب عن طريق الحواس؛ ولكن حين تطلق على محمد "عالم" فهو علم يسبقه جهل، أو يتغير، أو يكون خاطئًا، فهو علم يعتريه النسيان، فهناك "عالم" حقيقي وهناك "عالم" بمعنى مستعار، وكل عالم من المخلوقين جاهل وما يجهله أكثر مما يعلمه، موضحًا أن أعلم عالم في الطب جاهل في الهندسة، جاهل في الفضاء، وقد يكون هناك عالم بالنحو ولكن لا يكون عالمًا في الفقه، مشيرًا إلى أن النقص ختم على البشر، فالإنسان ناقص في صفاته التي يظن أنه اكتمل بها لأنه مخلوق ومعنى مخلوق أي ناقص ومحتاج.
وبيّن فضيلة الإمام الأكبر أن هناك أسماء خاصة لا تطلق إلا على الله -سبحانه وتعالى- موضحًا أن الأسماء المشتركة لا تطلق على الأشخاص إلا إطلاقًا مجازيًّا، وأن العلماء بينوا أن هناك اسمين فقط يختص بهما المولى – سبحانه وتعالى- وهما اسم "الله" واسم "الرحمن" فلا يوجد أحد يتسمى بهم أبدًا إلا الله وحده، فلا يوجد إنسان في التاريخ سمى نفسه الله ولا رحمان، مشيرًا إلى أن العلماء حينما نظروا في اسم الله وجدوه منفردًا عن باقي الأسماء، فاسم الله ليس مشتقًّا وليس مأخوذًا وليس له أصل أخد منه، فهو عَلَمٌ يدل على هذه الذات، ومن هنا قالوا: إنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
وأكد فضيلته أن هناك بعض الأشخاص يدعون "يا الله" ويدعون باسمه الأعظم ولم يستجب لهم، أو لم يحقق مطلوبهم الذي طلبوه، مشيرًا إلى أن هناك حديثًا عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" يقول فيه: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاثة: إما أن يعطيه مطلبه، أو أن يصرف عنه من السوء ما يوازي الدعوة، أو يدخر له من الأجر مثلها" مشددًا على أهمية أن نكثر من الدعاء والتقرب إلى الله به، لأن الله أوسع من دعائنا وأكثر إجابة مما نسأله.