عقد الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي بلغة الإشارة لذوي الهمم من فئة الصم، تحت عنوان: "شهر شعبان وتجديد العهد مع الله"، وحاضرت فيه د/ منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.
وخلال اللقاء، تناولت د/ منى عاشور، فضل شهر شعبان، وأهمية استغلاله في الطاعات وعدم الغفلة عنه، موضحة كيفية الاستعداد الروحي والنفسي لشهر رمضان المبارك، وأهمية العمل الصالح وتجديد التوبة والعهد مع الله قبل قدوم رمضان.
وأكدت د/ منى عاشور، على اغتنام كل فرصة للإكثار من العبادات خلال هذا الشهر المبارك، موضحةً أن شهر شعبان هو بمثابة تمهيد لشهر رمضان، وفرصة لتطهير القلوب والأرواح، ففي هذا الشهر العظيم تُرفع الأعمال إلى الله، مستشهدةً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" [رواه النسائي].
كما تطرقت إلى الحديث عن العبادات التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يداوم عليها في شهر شعبان تقربًا إلى الله، مثل: الصيام، والصدقات، والأعمال الصالحة، وذكرت قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان" [رواه البخاري ومسلم]. وأكدت على أهمية كثرة الاستغفار والذكر، مشيرةً إلى أن شعبان هو فرصة عظيمة للإكثار من العمل الصالح والتقرب إلى الله.
وأوضحت الواعظة بالأزهر الشريف، أهمية تجديد العهد بين العبد وربه، مع التركيز على زيادة الخشوع في الصلاة، والتأني في أركانها، وتحسين الوقوف بين يدي المولى -جل وعلا- والإكثار من النوافل في هذا الشهر المبارك؛ للفوز بمحبة الله وتوفيقه لطاعته؛ فقد قال الله في الحديث القدسي: "وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".