12 فبراير, 2025

حركة "الاستدعاء للعلم" (نقرائيم لديجل).. إحياء المشروع الصهيوني لتعزيز الاستيطان

حركة "الاستدعاء للعلم" (نقرائيم لديجل).. إحياء المشروع الصهيوني لتعزيز الاستيطان

     تأسست حركة "الاستدعاء للعَلَم" (نقرائيم لديجل) في نهاية عام 2023م، بمبادرة مجموعة من الشخصيات الصهيونية الدينية، بقيادة العميد (احتياط) "داني فان بيران"، والبروفسور "آشر كوهن" (الرئيس الـ14 للجامعة العبرية في القدس)، وذلك على خلفية الأزمة الاجتماعية التي حدثت في أعقاب ما سُمِّيَ بـ"إصلاح النظام القضائي"؛ وهي خطة هدفت إلى تقويض صلاحيات الجهاز القضائي والمحكمة الصهيونية العليا، بغرض إلغاء محاكمة "نتنياهو"، بتهم الفساد وخيانة الأمانة؛ حيث أشعلت الأزمة انقسامات وُصِفَت بالعميقة داخل المجتمع الصهيوني، وبين مختلف الفئات والقطاعات السكانية، وتطورت إلى صراعات واحتجاجات اخترقت أيضًا قوات الأمن، مما قوَّض قدرتها على الصمود في وجه الاحتجاجات التي وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الاحتلال الصهيوني آنذاك.

كما رأى محللون صهاينة أن هجوم السابع من أكتوبر، كشف عن مشاكل متجذرة، ينبغي تصحيحها، من ناحية تصور الكيان الصهيوني للأمن، وفهمه للواقع الإقليمي. وأن الفشل الاستخباراتي والعملياتي يتطلب إجراء تحقيقات متعمقة، وتغيير في عمليات بناء القوات والثقافة التنظيمية لقوات الاحتلال، وأجهزة الأمن الأخرى.

ومن هنا جاء الإعلان عن تأسيس حركة (الاستدعاء للعَلَم)، والتي حددت لنفسها هدفًا، وهو أن تكون عاملًا مؤثرًا في تشكيل صورة الكيان (كدولة) وفق الرؤى والمبادئ التالية:

·       رؤية الحركة

تعمل الحركة على تعزيز الهوية الصهيونية واليهودية والديمقراطية للكيان الصهيوني، والتأثير على صياغة وتنفيذ المفاهيم السياسية والأمنية والاجتماعية لـ(الدولة) وفقًا لمبادئها.

·       مبادئ الحركة

تتمحور مبادي الحركة في عدة نقاط رئيسية؛ وهي: الهوية، والأمن السياسي، والدعائم الاجتماعية، والاقتصادية.

أولًا: الهوية

ترى الحركة أن اليهودية، بأشكالها المختلفة – الدينية، والتقليدية، والعلمانية، والأرثوذكسية المتطرفة، هي جذر التواجد اليهودي في الأراضي المحتلة. وأن الصهيونية هي السبيل الوحيد لتوحيد تلك التيارات عبر الاجتماع تحت مظلتها، والتمسك بأهدافها.

ثانيًا: الأمن السياسي

ويتلخص هذا المبدأ –بحسب مفهوم الحركة- في عدة نقاط، على النحو التالي:

§     صياغة مفهوم أمني يعزز قوة قوات الاحتلال وأجهزة الأمن والصناعات الأمنية، ويمكِّن الكيان من الدفاع عن حدوده بشكل مستقل في عدة ساحات في آنٍ واحد.

§        معارضة إقامة الدولة الفلسطينية، ومعارضة أي حوار مع منظمة تدعم الإرهاب.

§       التوطين في أنحاء البلاد كافة وتعزيز الاستيطان على خطوط المواجهة وفي الأطراف.

§       تطوير التحالفات الإقليمية على أساس المصالح الاقتصادية والأمنية.

§       مكافحة معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.

ثالثًا: الدعائم الاجتماعية والاقتصادية

وترى الحركة أن تحقيق ذلك يستلزم تطبيق عدة أمور، وهي كالتالي:

§     التوعية بالمشروع الصهيوني من خلال التعليم، وإحياؤه من خلال الاستيطان في أنحاء (الأراضي المحتلة) كافة.

§       دمج القطاعين الحريدي والعربي في الخدمة الوطنية (المدنية والعسكرية).

§     الحفاظ على الحوار مع مكونات المجتمع الصهيوني كافة بشأن العودة إلى التوازن المطلوب في صلاحيات الكنيست والمحاكم والحكومة، وترسيخها في التشريع.

§       تشجيع السوق الحرة، وتذليل العقبات، وتعزيز الصناعة والزراعة الصهيونية.

وختامًا…

يمكن القول بأن حركة "الاستدعاء للعلم" (نقرائيم لديجل)، نشأت لتوحيد الصف اليهودي ولرأب الصدع، وتقوية الأواصر والروابط بين أبناء المجتمع اليهودي بجميع أطيافه وتوجهاته، ونزع الخلافات فيما بينهم. هذا من (الناحية الاجتماعية).. ومن (الناحية السياسية)، فهي معروفة ببرنامجها السياسي لتقوية القوات الصهيونية، وتغيير سياسته الإستراتيجية، وتكليفه مهمة منع قيام دولة فلسطينية، وتجديد المشروع الصهيوني من خلال الدعوة للاستيطان في الأراضي المحتلة كافة.

هذا ويوصي مرصد الأزهر المجتمعات العربية والإسلامية، بالعمل على إحياء القضية الفلسطينية في الوعي الجمعي العربي (المستهدف)، وذلك عن طريق تكاتف مختلف القوى والهيئات لنشر الثقافة الصحيحة والواضحة حول هذه القضية المغبونة؛ لتنشأ الأجيال وهي على وعيٍ تامٍّ بمخططات تزييف الوعي والتاريخ، التي يمارسها الكيان الصهيوني وأذرعه المختلفة داخل الأراضي المقدسة.

 

وحدة الرصد باللغة العبرية

 

قراءة (205)/تعليقات (0)