نظم فرع الرواق الأزهرى بمحافظة أسيوط بقرية بنى عدى، وبالتعاون مع أسرة الراحل محمود سليمان نصر، للعام الثانى على التوالى، المسابقة السنوية فى حفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وأداء الابتهالات والمدائح النبوية، والتى شارك فيها أكثر من ١٧٠٠ متقدم من حَفظة كتاب الله والأحاديث النبوية المطهرة، من دارسى الرواق الأزهرى، بحضور الدكتور محمد الجندى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور هانى عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وقال الدكتور "الجندى" إنه من الواجب دعم القائمين على حفظ القرآن الكريم من خلال الحرص على الحفظ والعمل والتدبر، مضيفاً أن بنى عدى قد اشتهرت بكونها مركزاً للعلماء وحفظة كتاب الله، وتوجه بكلمات تشجيعية إلى حفظة القرآن الكريم، قائلاً: «أنتم قرة عين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحائط الصد الذى يدافع عن الأمة، وستتوجون بتاج الكرامة يوم القيامة، كما وعد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم»، مؤكداً أهمية الاستمرار فى حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث إنهما يمثلان مصدرى التشريع الإسلامى، لتشكيل سد منيع يدافع عن الدين الإسلامى فى عصر كثرت فيه الفتن.
وأكد «الجندى» أن فضائل القرآن كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى؛ فالقرآن الكريم عند المسلمين هو الكتاب الذى أنزله الله تعالى على سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، هداية ورحمة للناس جميعاً، وهو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، وهو باقٍ إلى أن تفنى الحياة على الأرض، وأن قراءة القرآن فضلها عظيم، فبها يحصل المسلم الحسنات، وينال الأجر العظيم، وفى ذلك يقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، ولحافظ القرآن أجر عظيم عند الله، فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويعلى منزلته ودرجته فى الجنة، فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة.
من جانبه، نقل الدكتور هانى عودة، للحضور، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مؤكداً دعم الأزهر الشريف لمثل هذه الأنشطة، موجهاً الشكر لأسرة المرحوم الحاج محمود سليمان نصر والقائمين على تنظيم الفعالية، مؤكداً أهمية الرسالة التى يحملها القرآن الكريم كدستور للأمة، مشيراً إلى أن الله تعالى أراد للأمة أن تكون خاتمة الأمم، معبراً عن دور النبى الخاتم، صلى الله عليه وسلم، ومعجزته الباقية، مشدداً على أهمية دور أولياء الأمور فى توجيه أبنائهم نحو القرآن، حيث قال: «خذوا بأيدى أولادكم إلى القرآن، فالمولى عز وجل أعد لكم ولهم فضلاً كبيراً وثواباً عظيماً لأنكم أهل الله وخاصته»، كما وجه رسالة للطلاب، حثهم فيها على الاستمرار فى حفظ القرآن الكريم، مهما كانت أعباء الدراسة، موضحاً أن حفظ كتاب الله يعزز الثروة اللغوية لديهم وينشط الذاكرة، إضافة إلى أنه شفيعهم يوم القيامة، كما أكد على أهمية التعايش مع كتاب الله من خلال رواق القرآن الكريم وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبر رواق العلوم الشرعية والعربية، مضيفاً أن فضيلة الإمام الأكبر وجّه بتدشين المنصة العالمية لأروقة الجامع الأزهر، لنقل الرواق الأزهرى من المحلية إلى العالمية، حيث بلغ عدد أروقة حفظ القرآن الكريم ١٢٥٠ فرعاً، و٥٠٠٠ دارس على المستوى العالمى تقدموا من ٩٣ دولة.
فى سياق متصل، قام الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة، بجولة تفقدية للاطلاع على اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، حيث تم التأكيد على أهمية هذه الاختبارات فى تقييم مستوى الطلاب وتعزيز فهمهم للعلوم الشرعية، وخلال الزيارة، التقى الدكتور فؤاد بعدد من الطلاب المشاركين فى الاختبارات، واستمع إلى آرائهم حول سير الاختبارات، وأبدى الدارسون حماسهم وإرادتهم القوية فى الحصول على العلم الشرعى، مؤكدين على أهمية هذه الاختبارات فى تطوير مهاراتهم وتوسيع معارفهم.
أحمد نبيوة
لطفى عطية