17 فبراير, 2025

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: القلب هو المَلِك الحاكم لصلاح الإنسان أو فساده

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: القلب هو المَلِك الحاكم لصلاح الإنسان أو فساده

دراسات علمية تؤكد أن القلب يتحكم في المخ ويتذكر الأحداث

عقد الجامع الأزهر اليوم الإثنين، ندوة جديدة من الملتقى الفقهي تحت عنوان: “أعمال القلوب بين الشرع والطب”، بمشاركة الأستاذ الدكتور/ إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، والدكتور/ هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار الحوار الشيخ/ أحمد عبد العظيم الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور/ إسلام شوقي، أن القلب هو المَلِك الحاكم في جسد الإنسان، وهو المحور الرئيس لصلاحه أو فساده، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، مضيفًا أن القرآن والسُّنَّة جعلا القلب موطن نظر الله تعالى؛ حيث قال النبي ﷺ: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

وأوضح أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن القلب ليس مجرد مضخة للدم، بل يمتلك ذاكرة للأحداث، ويرسل إشارات للمخ أكثر مما يستقبلها منه، واستشهد ببحث علمي نُشر عام 1999 م في كبرى الدوريات الطبية، تناول دراسة على (280) مريضًا خضعوا لعمليات زراعة القلب، وأثبت أن بعضهم اكتسب صفات وميول أصحاب القلوب المتبرع بها، وهو ما يدعو إلى إعادة قراءة النصوص الشرعية المتعلقة بالقلب في ضوء هذه الاكتشافات العلمية.

من جانبه، شدَّد الدكتور/ هاني عودة، على خطورة الأمراض القلبية المعنوية، موضحًا أن الحسد والبغضاء والكِبْر من أخطر الأدواء التي تهلك الإنسان دِينًا ودنيا، واستدل بقول النبي ﷺ: «دَبَّ إليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسدُ والبغضاءُ، هي الحالقةُ، لا أقولُ تحلِقُ الشعرَ، ولكن تحلِقُ الدِّينَ».

وأكد أن العبادات في الإسلام تهدف إلى تزكية القلب وتطهيره؛ حيث جعل الله تعالى التقوى غاية الصيام؛ فقال سبحانه: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. وأضاف أن استقرار القلب ينعكس على سلوك الإنسان وجوارحه؛ مما يجعل أعمال القلوب هي المحك الأساسي في ميزان العبد عند الله يوم القيامة.
 

قراءة (131)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
12345الأخير