05 يناير, 2016

مديرمستشفى الأزهر التخصصى:‏ ‏اعتمادنا دوليا فى الجودة الصحية والإدارة الحديثة ..هدفنا

مديرمستشفى الأزهر التخصصى:‏ ‏اعتمادنا دوليا فى الجودة الصحية والإدارة الحديثة ..هدفنا
ـ زراعة الأعضاء وعلاج الأورام وتقويم العظام.. قريباً ‏
ـ بنكالتنميةالإسلامى دعمنا مرتين .. تقديرا للأزهر وشيخه
ـ أتمنى القضاء على فيروس " الصفر المتعدد"‏


قال الدكتور بدر اسماعيل مديرمستشفى الأزهر التخصصى فى ‏حوار خاص بعد توليه المنصب انه يشعر بقدر كبير من المسئولية ‏لكونه مديراً لمشروع ضخم يواجه العديد من الآمال والعقبات، ‏مشيراً الى أنه تم ترشيحه بناءً على خبراته ودراساته ‏المتخصصة فى ادارة ازمات المستشفيات والكوارث الطبية ‏وغيرها، موضحاً الخطط المستقبلية وأهم الملفات التى يتبناها ‏للانتهاء من المرحلة الثانية من المشروع..‏

حوار: هدير عبده
ما شعورك بعد توليك منصب مديرمستشفى الأزهر التخصصى ؟
أشعر بقدر كبير من المسئولية لكونى مديراً لمشروع له كثير جداً ‏من الآمال والطموحات بل ويواجه العديد من العقبات والمشاكل، ‏كما أننى اعتبر من حديثى التخرج لعملى كأستاذ مساعد لكن تم ‏اعتماد الترشيح نظراً لأننى حصلت على الماجيستيرفى إدارة ‏المستشفيات وحوكمة المستشفيات ودبلوم الازمات والكوارث الطبية ‏ودبلوم القانون الطبى والاقتصاد الصحى ودبلوم الباطنة العامة، ‏وكنت اعمل نائب مدير بمستشفى الحسين الجامعى وكذلك قد تم ‏تصعيدى من نائب مدير بمستشفى الازهر التخصصى الى مدير، ‏وهذا هو النظام الإدارى الصحيح، فالإختيار الإدارى لابد أن يُبنى ‏على الكفاءات الإدارية والدراسية والاعتماد على تصعيد الأفراد ‏حتى لا نتعرض للاعتماد على اشخاص يحتاجون فترة طويلة ‏لدراسة المشروع مما يؤخره، كما أنه بدلاً من تولى أشخاص ‏تقليديين أو بنظام المحسوبية، فالدارس يستطيع تخطيط وتقييم حجم ‏المسئولية عليه انما الآخرسيكون مهتماً فقط بالكرسى والمنصب..‏

نموذج مثالى
بعد توليك المنصب كيف ترى الوضع بمستشفى الأزهر ‏التخصصى؟
المستشفى استغرق أكثر من 20 عاماً فى إنشائه لأنه كان ينقصه ‏الكثير من التخطيط المالى والإدارى وتخطيط أهدافه، فأولاً ‏التخطيط لميزانية المستشفى واعتماد الموارد اللازمة له، فكانت ‏هناك مشكلة بقضية المديونيات للمقاولين العرب الذين هم ما زالوا ‏موجودين بالمشروع حتى الآن، ثانياً عن تحديد أهداف المستشفى، ‏فالمستشفى يسعى لأن يعتمد دولياً فى إدارة خدمات الجودة الصحية ‏ويشارك معنا فى الإدارة مستشفى "جلوبال ميديكال سوليوشن"عن ‏طريق منحة من دولة الإمارات للأزهر الشريف تحقيقاً لأهداف ‏المستشفى من حيث مكافحة العدوى والجودة الصحية والإدارة ‏الحديثة للمستشفيات وهدفنا جعل المستشفى كنموذج مثالى للإدارة ‏الصحية فى مصر، واكتشفنا بالنظر للمستويات الخارجية فى ‏المستشفيات الصحية سواء فى العالم أو فى دول الخليج أنهم ‏متقدمون كثيرا جداً لكن عندما بحثنا عن ماهية الموارد اللازمة لهذا ‏التقدم فوجدنا أنها متوفرة لدينا من أطباء يتمتعون بأعلى درجات ‏الخبرة الموجودة، ولدينا تمريض فنى ومتقدم فى مجال التدريب ‏التمريضى ولدينا أيضاً أحدث الأجهزة، كما نعتمد على عمل ‏مخطط"الصيانة الوقائية المستقبلية " – تقييم أجهزة المستشفى على ‏نظام معين كل 6 أشهر أو عام لمعرفة ما هو بحاجة للتغيير– لأننا ‏لو انتظرنا لأن نعطل فى الطريق فسنخسر الكثير من أوقاتنا ‏وحالاتنا وأسرتنا ومن تقديم الخدمة الصحية.‏
وماذا عن الجديد فى التخطيط الإدارى للمستشفى ؟
سنكون أول مستشفى فى مصر يستغنى تماماً عن النظام الورقى ‏وسنعتمد على النظام الالكترونى على مستوى كافة القطاعات،فلقد ‏انتهينا بالفعل من الشبكات التحتية الخاصة ببنية النظم والمعلومات ‏كلها والسيرفرات وتم تركيبها فى المستشفى بأكمله، ولكن ينقصنا ‏فقطنظم التشغيل والذى سيدعم عن طريق منحة دولة الإمارات الى ‏المستشفى، كذلك المستشفى سيتم ربطه بنظام الكترونى، ولقد ‏انتهينا منه حالياً بتشغيل "شاشات الميديا " – تعرض خدمات ‏المستشفى على المريض المنتظر بقاعات الإنتظار كما تعرض ‏الرقم " الديجيتال الخاص " به الذى يعبر عن دوره، كما ستعرض ‏الخدمات الصحية بالمستشفى، وكذلك لدينا "الخدمات التعليمية ‏الإليكترونية" حيث بالمستشفى غرفة عمليات مجهزة لكل ‏القطاعات، ولتدريب من هم فى حاجة الى التدريب على نوع من ‏العمليات فبدلاً من إدخالهم غرف العمليات قمنا بعمل فصل دراسى ‏متواجد خلف غرفة العمليات يتواجد به استاذ يشرح كذلك خطوات ‏العملية ينقل اليه مباشرة غرفة العمليات نفسها، بالإضافة الى النقل ‏الخارجى، فهو جاهز لكننا ننتظر مرحلة افتتاح العمليات حتى ‏يُفعّل.‏

كاميرات مراقبة
تحدث البعض عن اعتماد المستشفى على كاميرات المراقبة.. ما ‏مدى صحة ذلك وفيم تكمن وظيفتها ؟
‏ نعم قمنا بتغطية المستشفى بأكمله بنوعين من كاميرات المراقبة ‏أولهما لتأمين مستلزمات المستشفى ومخزونه حتى لا يُعرض ‏للإهمال والإختلاسات، وذلك على مدار 24 ساعة وكاميرات ليلية ‏لرؤية الأماكن المظلمة، فليس لدينا "نقطة عمياء" ليس بإمكاننا ‏رؤيتها، ثانيهما كاميرات للتحكم الإدارى بمراقبة أداء العاملين فى ‏مكاتبهم وإذا ما كانوا متقوقعين حول مكتب واحد وبالتالى كل منهم ‏يكون مهمل لعمله، أم هناك موظف يقف أمام مكتبه طوابير وهناك ‏صعوبة فى إتمام عمله وانهاء مطالبهم وبالتالى فقدراته قد لا ‏تستوعب هذا الكم من التكدس وبالتالى يحتاج الى موظف آخر ‏ليعاونه على هذه المهمة، أيضاً لتوجه الإدارة لحل أى مشكلة ‏بمجرد حدوثها بالمستشفى والعلم بها فى حينها، كذلك وضع ‏المرضى أنفسهم سواء كان فى العمليات أو الرعاية المركزة تحت ‏الرقابة الطبية، نحن نراعى تماماً القوانين والقواعد التى تنظم هذه ‏الرقابة مراعاة لخصوصية المريض لذا فهناك نوعيات محددة هى ‏التى تطلع للرقابة كمدير المستشفى ومدير القطاع، وحتى يتأكد من ‏استجابة التمريض لنداء المريض. ‏
هل يمكن أن تستعينوا بفريق طبى من الخارج ؟
نعم فلقد اعتمدنا على " نظام الشراكات الدولية " فنظرنا إلى القطاع ‏الصحى بمصر فوجدنا أن هناك بعض القطاعات التى لم نصل فيها ‏الى الخبرة الدولية الكافية لذا قمنا بإرسال فرق طبية للتدريب ‏بالخارج لاكتساب الخبرة وانتظارهم لتقديم الخدمة الصحية مراعاة ‏للوقت، وفى نفس الوقت قمنا بإستيراد هذه الخبرة من الخارج عن ‏طريق شراكات دولية وليس عن طريق نظام أو تعاقد خاص، ‏وشكلنا فريقا موازيا متكاملا لنفس فريقهم الطبى بالمستشفى بمصر ‏للتدريب على أساس سليم .‏
وما أبرز تلك القطاعات التى رأيتم ضرورة عمل شراكة دولية بها ‏؟
لدينا مثلاً مشكلة مرضى الكبد الوبائى والتى تعد مشكلة قومية ‏بمصر سواء فى مجال العلاج الطبى أو العمليات، حيث نعانى من ‏عجز فى الكوادر المدربة لزراعة الكبد، لذا قمنا بعمل مذكرة تفاهم ‏مع "د. تناكا" – أشهر خبير بزراعات الكبد باليابان - بين جامعة ‏الأزهر والمركز الطبى الذى يعمل به تناكا باليابان ثم بعد ذلك ‏سنرسل فريق لمركزهم بالخارج، وراعينا عدم التقيد بأسماء حتى ‏لا نضطر بعد ذلك الى تعديل مذكرات التفاهم لضمان ‏الاستمرارية.ولقد قام فريقهم الطبى كاملاً بالفعل من زيارة مستشفى ‏الأزهر التخصصى، بفريقهم الطبى كاملاً لعمل فريق موازى ‏للتدريب بالمستشفى على أساس سليم، وتم اعتماد المستشفى لزراعة ‏الكبد، وحالياً نستكمل شراء الاجهزة والمعدات لاتمام هذه العمليات ‏‏" زراعة الكبد " .‏

الاعتماد والجودة
هل هناك أدوات تعتمد عليها فى التخطيط وإدارة المستشفى ؟
‏ بالطبع.. الاعتماد على معايير الاعتماد والجودة، التدريب، الترقى ‏الوظيفى، سياسة إدارة التقييم الوظيفى، الخطط المستقبلية وليس ‏التقليدية فهذه كلها اساليب لكيفية وضع نظاميعتمد على أن يكون ‏الموظف أيقونة للوظيفة يستطيع العمل وأن يكون هناك موظف ‏آخرمن بعده يستطيع القيام بنفس الوظيفة.‏
ما الذى يمكن يزعجك بالمستشفى ؟
أنزعج عندما لا يضع العاملون بالمستشفى المؤسسة إلا فى نظام ‏شخصى فعليهم الولاء للمؤسسة، كذلك أكثر ما يزعجنى عندما ‏يكسر أحدهم اللائحة أو القانون على العموم فى الإدارة فلابد أن ‏يراعوا أننى مرتبط بلوائح وقوانين، إنما بوجه خاص أتمنى احترام ‏الجانب الفنى فى الإدارة بداية من المعمار والتشغيل والتخطيط فلا ‏يتم العبث بتصميم المستشفى مما يؤثر على الاضاءة الطبيعية ‏ونظام التهوية داخل المستشفى أو حدائقه مما يؤثر على حقوق ‏الموظفين والمرضى، كما يزعجنى عندما لا نعتمد على خطط ثابتة ‏فمن الهام إحترام الخطط وتطويرها والأهم الاستمرارية فنحن نضع ‏خطط دارسة وليست خططا ابداعية، فبمجرد تغيير الادارة ستحافظ ‏على هذه الخطط وتطورها لكن لا تأتى الادارة بجديد فتضع خططا ‏جديدة لتبدأ من جديد حتى الوصول الى " الصفر المتعدد ".‏
ما هى جهات تمويل مستشفى الأزهر التخصصى ؟
‏ بالأساس نعتمد على الحكومة المصرية ومواردها فهى السبب ‏الرئيسى والداعم لتمويل المشروع سواء كان مالياً أو رقابياً أو ‏إدارياً، هناك جهات دائماً وباستمرار كوزارة المالية والجهاز ‏المركزى للتنظيم والإدارة والقوات المسلحة ووزارة التخطيط ‏ورئاسة الوزراء يقومون بالعديد من الزيارات للمساعدة، وكذلك كل ‏قطاعات الدولة يوفرون لنا سواء كان جانب خبرة أو مالى، ثانياً ‏موارد المرحلة الأولى فى المشروع، ثالثاً التبرعات المصرية، ‏رابعاً بنك التنمية الإسلامى – بنك دولى لدول التعاون الإسلامى ‏فجميع الدول الإسلامية أعضاء فيه وهو ليس بنكا إستثماريا ولكنه ‏بنك يسعى إلى تقديم الخدمات الصحية وغير الصحية إلى الدول ‏الإسلامية، ومصرعضو به، ومقره فى السعودية، فلقد كسروا ‏لائحتهم فى دعم مشروع واحد فى دولة واحدة لمرتين إستثناء لأول ‏مرة فى تاريخه تقديراً للأزهر الشريف ومقام الإمام الأكبر الدكتور ‏أحمد الطيب.‏
ما الهدف من إنشاء هذا المستشفى نحو المجتمع المصرى.. وما ‏الإضافة الصحية التى سيقدمها ؟
المستشفى بطابعه الإدارى وبالنسبة للائحتهيتبع مشاريع الطابع ‏الخاص فهو مستشفى ذو طابع خاص، او يمكن القول بأنه من ‏ضمن المستشفيات التى تعتمد على نفسها والاستقلالية المالية ‏كمستشفى عين شمس التخصصى والقصر الفرنساوى، ليس ‏استثمار صحى لكن العلاج بالاجر للإنفاق على احتياجات ‏المستشفى من أجهزة وصيانه مبان وأجهزة والموارد ومرتبات ‏العاملين فقط وليس استثمارا لتحقيق ربح، وهذا لا يخضع بالطبع ‏للائحة الاخلاقية للقطاع الصحى أو للائحة المجتمعية فى مصر، ‏فنحن كقطاع حكومى لا تستطيع ان نستثمر فى الصحة لحرمانيتها ‏فالحل هو الاعتماد على الاستقلالية المالية.‏
هل بمستشفى الأزهر التخصصى مراكز جديدة تميزه عن غيره ‏من المستشفيات؟
نعم، بالنسبة للقطاع الصحى لدينا مركز زراعة الأعضاء عموماً ‏بنوعياتها وقطاعاتها المختلفة منها زراعة الكبد والنخاع، أيضاً لدينا ‏وحدة وظيفية لعلاج الأورام تديرها مجموعة ولكنها ليست مبنى ‏مستقلا بذاته، وسيكون هناك مركز لتقويم العظام ولدينا اشخاص ‏مدربون عالمياً للتقويم والتطويل والتقصيروهذه تخصصات نادرة ‏إلى حد ما فى مصر، أما بالنسبة للقطاع الغير صحى فلدينا دعم ‏لدراسة إدارة المستشفيات ودعم إدارة الجودة – الدعم هنا بالتدريب ‏على هذا الأمر وتقديم شهادات – ومن هنا سنكون أول مستشفى فى ‏مصر متكامليقدم الخدمة التطبيقية لكل القطاعات، فهناك العديد من ‏الأماكن التى تدرس إدارة مستشفيات وجودة صحية ومكافحة عدوى ‏كنظام اكاديمى، لكن الجانب التطبيقى غير موجود فى مصر، ولذا ‏سأقوم بدمج الدراسة الاكاديمية والتطبيقية لجعل المستشفى نموذجاً ‏للتطبيق فى هذه الأمور.‏
ما هى خططكم المستقبلية ؟
من أولوياتنا أولاً الإنتهاء من المرحلة الثانية وتشغيلها، ثانياً عمل ‏ربط صحى مركزى يربط هذا المستشفى مع المستشفيات المماثلة ‏لقطاع القاهرة بعمل إدارة مركزية لتقديم خدمة واحدة، فلا أحب أن ‏يتحمل المريض مسئولية نفسه فى البحث عن علاج، فالمؤسسة ‏يجب أن تتحمله.‏

قراءة (7217)/تعليقات (0)

كلمات دالة: