ـ زراعة الأعضاء وعلاج الأورام وتقويم العظام.. قريباً
ـ بنكالتنميةالإسلامى دعمنا مرتين .. تقديرا للأزهر وشيخه
ـ أتمنى القضاء على فيروس " الصفر المتعدد"
قال الدكتور بدر اسماعيل مديرمستشفى الأزهر التخصصى فى حوار خاص بعد توليه المنصب انه يشعر بقدر كبير من المسئولية لكونه مديراً لمشروع ضخم يواجه العديد من الآمال والعقبات، مشيراً الى أنه تم ترشيحه بناءً على خبراته ودراساته المتخصصة فى ادارة ازمات المستشفيات والكوارث الطبية وغيرها، موضحاً الخطط المستقبلية وأهم الملفات التى يتبناها للانتهاء من المرحلة الثانية من المشروع..
حوار: هدير عبده
ما شعورك بعد توليك منصب مديرمستشفى الأزهر التخصصى ؟
أشعر بقدر كبير من المسئولية لكونى مديراً لمشروع له كثير جداً من الآمال والطموحات بل ويواجه العديد من العقبات والمشاكل، كما أننى اعتبر من حديثى التخرج لعملى كأستاذ مساعد لكن تم اعتماد الترشيح نظراً لأننى حصلت على الماجيستيرفى إدارة المستشفيات وحوكمة المستشفيات ودبلوم الازمات والكوارث الطبية ودبلوم القانون الطبى والاقتصاد الصحى ودبلوم الباطنة العامة، وكنت اعمل نائب مدير بمستشفى الحسين الجامعى وكذلك قد تم تصعيدى من نائب مدير بمستشفى الازهر التخصصى الى مدير، وهذا هو النظام الإدارى الصحيح، فالإختيار الإدارى لابد أن يُبنى على الكفاءات الإدارية والدراسية والاعتماد على تصعيد الأفراد حتى لا نتعرض للاعتماد على اشخاص يحتاجون فترة طويلة لدراسة المشروع مما يؤخره، كما أنه بدلاً من تولى أشخاص تقليديين أو بنظام المحسوبية، فالدارس يستطيع تخطيط وتقييم حجم المسئولية عليه انما الآخرسيكون مهتماً فقط بالكرسى والمنصب..
نموذج مثالى
بعد توليك المنصب كيف ترى الوضع بمستشفى الأزهر التخصصى؟
المستشفى استغرق أكثر من 20 عاماً فى إنشائه لأنه كان ينقصه الكثير من التخطيط المالى والإدارى وتخطيط أهدافه، فأولاً التخطيط لميزانية المستشفى واعتماد الموارد اللازمة له، فكانت هناك مشكلة بقضية المديونيات للمقاولين العرب الذين هم ما زالوا موجودين بالمشروع حتى الآن، ثانياً عن تحديد أهداف المستشفى، فالمستشفى يسعى لأن يعتمد دولياً فى إدارة خدمات الجودة الصحية ويشارك معنا فى الإدارة مستشفى "جلوبال ميديكال سوليوشن"عن طريق منحة من دولة الإمارات للأزهر الشريف تحقيقاً لأهداف المستشفى من حيث مكافحة العدوى والجودة الصحية والإدارة الحديثة للمستشفيات وهدفنا جعل المستشفى كنموذج مثالى للإدارة الصحية فى مصر، واكتشفنا بالنظر للمستويات الخارجية فى المستشفيات الصحية سواء فى العالم أو فى دول الخليج أنهم متقدمون كثيرا جداً لكن عندما بحثنا عن ماهية الموارد اللازمة لهذا التقدم فوجدنا أنها متوفرة لدينا من أطباء يتمتعون بأعلى درجات الخبرة الموجودة، ولدينا تمريض فنى ومتقدم فى مجال التدريب التمريضى ولدينا أيضاً أحدث الأجهزة، كما نعتمد على عمل مخطط"الصيانة الوقائية المستقبلية " – تقييم أجهزة المستشفى على نظام معين كل 6 أشهر أو عام لمعرفة ما هو بحاجة للتغيير– لأننا لو انتظرنا لأن نعطل فى الطريق فسنخسر الكثير من أوقاتنا وحالاتنا وأسرتنا ومن تقديم الخدمة الصحية.
وماذا عن الجديد فى التخطيط الإدارى للمستشفى ؟
سنكون أول مستشفى فى مصر يستغنى تماماً عن النظام الورقى وسنعتمد على النظام الالكترونى على مستوى كافة القطاعات،فلقد انتهينا بالفعل من الشبكات التحتية الخاصة ببنية النظم والمعلومات كلها والسيرفرات وتم تركيبها فى المستشفى بأكمله، ولكن ينقصنا فقطنظم التشغيل والذى سيدعم عن طريق منحة دولة الإمارات الى المستشفى، كذلك المستشفى سيتم ربطه بنظام الكترونى، ولقد انتهينا منه حالياً بتشغيل "شاشات الميديا " – تعرض خدمات المستشفى على المريض المنتظر بقاعات الإنتظار كما تعرض الرقم " الديجيتال الخاص " به الذى يعبر عن دوره، كما ستعرض الخدمات الصحية بالمستشفى، وكذلك لدينا "الخدمات التعليمية الإليكترونية" حيث بالمستشفى غرفة عمليات مجهزة لكل القطاعات، ولتدريب من هم فى حاجة الى التدريب على نوع من العمليات فبدلاً من إدخالهم غرف العمليات قمنا بعمل فصل دراسى متواجد خلف غرفة العمليات يتواجد به استاذ يشرح كذلك خطوات العملية ينقل اليه مباشرة غرفة العمليات نفسها، بالإضافة الى النقل الخارجى، فهو جاهز لكننا ننتظر مرحلة افتتاح العمليات حتى يُفعّل.
كاميرات مراقبة
تحدث البعض عن اعتماد المستشفى على كاميرات المراقبة.. ما مدى صحة ذلك وفيم تكمن وظيفتها ؟
نعم قمنا بتغطية المستشفى بأكمله بنوعين من كاميرات المراقبة أولهما لتأمين مستلزمات المستشفى ومخزونه حتى لا يُعرض للإهمال والإختلاسات، وذلك على مدار 24 ساعة وكاميرات ليلية لرؤية الأماكن المظلمة، فليس لدينا "نقطة عمياء" ليس بإمكاننا رؤيتها، ثانيهما كاميرات للتحكم الإدارى بمراقبة أداء العاملين فى مكاتبهم وإذا ما كانوا متقوقعين حول مكتب واحد وبالتالى كل منهم يكون مهمل لعمله، أم هناك موظف يقف أمام مكتبه طوابير وهناك صعوبة فى إتمام عمله وانهاء مطالبهم وبالتالى فقدراته قد لا تستوعب هذا الكم من التكدس وبالتالى يحتاج الى موظف آخر ليعاونه على هذه المهمة، أيضاً لتوجه الإدارة لحل أى مشكلة بمجرد حدوثها بالمستشفى والعلم بها فى حينها، كذلك وضع المرضى أنفسهم سواء كان فى العمليات أو الرعاية المركزة تحت الرقابة الطبية، نحن نراعى تماماً القوانين والقواعد التى تنظم هذه الرقابة مراعاة لخصوصية المريض لذا فهناك نوعيات محددة هى التى تطلع للرقابة كمدير المستشفى ومدير القطاع، وحتى يتأكد من استجابة التمريض لنداء المريض.
هل يمكن أن تستعينوا بفريق طبى من الخارج ؟
نعم فلقد اعتمدنا على " نظام الشراكات الدولية " فنظرنا إلى القطاع الصحى بمصر فوجدنا أن هناك بعض القطاعات التى لم نصل فيها الى الخبرة الدولية الكافية لذا قمنا بإرسال فرق طبية للتدريب بالخارج لاكتساب الخبرة وانتظارهم لتقديم الخدمة الصحية مراعاة للوقت، وفى نفس الوقت قمنا بإستيراد هذه الخبرة من الخارج عن طريق شراكات دولية وليس عن طريق نظام أو تعاقد خاص، وشكلنا فريقا موازيا متكاملا لنفس فريقهم الطبى بالمستشفى بمصر للتدريب على أساس سليم .
وما أبرز تلك القطاعات التى رأيتم ضرورة عمل شراكة دولية بها ؟
لدينا مثلاً مشكلة مرضى الكبد الوبائى والتى تعد مشكلة قومية بمصر سواء فى مجال العلاج الطبى أو العمليات، حيث نعانى من عجز فى الكوادر المدربة لزراعة الكبد، لذا قمنا بعمل مذكرة تفاهم مع "د. تناكا" – أشهر خبير بزراعات الكبد باليابان - بين جامعة الأزهر والمركز الطبى الذى يعمل به تناكا باليابان ثم بعد ذلك سنرسل فريق لمركزهم بالخارج، وراعينا عدم التقيد بأسماء حتى لا نضطر بعد ذلك الى تعديل مذكرات التفاهم لضمان الاستمرارية.ولقد قام فريقهم الطبى كاملاً بالفعل من زيارة مستشفى الأزهر التخصصى، بفريقهم الطبى كاملاً لعمل فريق موازى للتدريب بالمستشفى على أساس سليم، وتم اعتماد المستشفى لزراعة الكبد، وحالياً نستكمل شراء الاجهزة والمعدات لاتمام هذه العمليات " زراعة الكبد " .
الاعتماد والجودة
هل هناك أدوات تعتمد عليها فى التخطيط وإدارة المستشفى ؟
بالطبع.. الاعتماد على معايير الاعتماد والجودة، التدريب، الترقى الوظيفى، سياسة إدارة التقييم الوظيفى، الخطط المستقبلية وليس التقليدية فهذه كلها اساليب لكيفية وضع نظاميعتمد على أن يكون الموظف أيقونة للوظيفة يستطيع العمل وأن يكون هناك موظف آخرمن بعده يستطيع القيام بنفس الوظيفة.
ما الذى يمكن يزعجك بالمستشفى ؟
أنزعج عندما لا يضع العاملون بالمستشفى المؤسسة إلا فى نظام شخصى فعليهم الولاء للمؤسسة، كذلك أكثر ما يزعجنى عندما يكسر أحدهم اللائحة أو القانون على العموم فى الإدارة فلابد أن يراعوا أننى مرتبط بلوائح وقوانين، إنما بوجه خاص أتمنى احترام الجانب الفنى فى الإدارة بداية من المعمار والتشغيل والتخطيط فلا يتم العبث بتصميم المستشفى مما يؤثر على الاضاءة الطبيعية ونظام التهوية داخل المستشفى أو حدائقه مما يؤثر على حقوق الموظفين والمرضى، كما يزعجنى عندما لا نعتمد على خطط ثابتة فمن الهام إحترام الخطط وتطويرها والأهم الاستمرارية فنحن نضع خطط دارسة وليست خططا ابداعية، فبمجرد تغيير الادارة ستحافظ على هذه الخطط وتطورها لكن لا تأتى الادارة بجديد فتضع خططا جديدة لتبدأ من جديد حتى الوصول الى " الصفر المتعدد ".
ما هى جهات تمويل مستشفى الأزهر التخصصى ؟
بالأساس نعتمد على الحكومة المصرية ومواردها فهى السبب الرئيسى والداعم لتمويل المشروع سواء كان مالياً أو رقابياً أو إدارياً، هناك جهات دائماً وباستمرار كوزارة المالية والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة والقوات المسلحة ووزارة التخطيط ورئاسة الوزراء يقومون بالعديد من الزيارات للمساعدة، وكذلك كل قطاعات الدولة يوفرون لنا سواء كان جانب خبرة أو مالى، ثانياً موارد المرحلة الأولى فى المشروع، ثالثاً التبرعات المصرية، رابعاً بنك التنمية الإسلامى – بنك دولى لدول التعاون الإسلامى فجميع الدول الإسلامية أعضاء فيه وهو ليس بنكا إستثماريا ولكنه بنك يسعى إلى تقديم الخدمات الصحية وغير الصحية إلى الدول الإسلامية، ومصرعضو به، ومقره فى السعودية، فلقد كسروا لائحتهم فى دعم مشروع واحد فى دولة واحدة لمرتين إستثناء لأول مرة فى تاريخه تقديراً للأزهر الشريف ومقام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
ما الهدف من إنشاء هذا المستشفى نحو المجتمع المصرى.. وما الإضافة الصحية التى سيقدمها ؟
المستشفى بطابعه الإدارى وبالنسبة للائحتهيتبع مشاريع الطابع الخاص فهو مستشفى ذو طابع خاص، او يمكن القول بأنه من ضمن المستشفيات التى تعتمد على نفسها والاستقلالية المالية كمستشفى عين شمس التخصصى والقصر الفرنساوى، ليس استثمار صحى لكن العلاج بالاجر للإنفاق على احتياجات المستشفى من أجهزة وصيانه مبان وأجهزة والموارد ومرتبات العاملين فقط وليس استثمارا لتحقيق ربح، وهذا لا يخضع بالطبع للائحة الاخلاقية للقطاع الصحى أو للائحة المجتمعية فى مصر، فنحن كقطاع حكومى لا تستطيع ان نستثمر فى الصحة لحرمانيتها فالحل هو الاعتماد على الاستقلالية المالية.
هل بمستشفى الأزهر التخصصى مراكز جديدة تميزه عن غيره من المستشفيات؟
نعم، بالنسبة للقطاع الصحى لدينا مركز زراعة الأعضاء عموماً بنوعياتها وقطاعاتها المختلفة منها زراعة الكبد والنخاع، أيضاً لدينا وحدة وظيفية لعلاج الأورام تديرها مجموعة ولكنها ليست مبنى مستقلا بذاته، وسيكون هناك مركز لتقويم العظام ولدينا اشخاص مدربون عالمياً للتقويم والتطويل والتقصيروهذه تخصصات نادرة إلى حد ما فى مصر، أما بالنسبة للقطاع الغير صحى فلدينا دعم لدراسة إدارة المستشفيات ودعم إدارة الجودة – الدعم هنا بالتدريب على هذا الأمر وتقديم شهادات – ومن هنا سنكون أول مستشفى فى مصر متكامليقدم الخدمة التطبيقية لكل القطاعات، فهناك العديد من الأماكن التى تدرس إدارة مستشفيات وجودة صحية ومكافحة عدوى كنظام اكاديمى، لكن الجانب التطبيقى غير موجود فى مصر، ولذا سأقوم بدمج الدراسة الاكاديمية والتطبيقية لجعل المستشفى نموذجاً للتطبيق فى هذه الأمور.
ما هى خططكم المستقبلية ؟
من أولوياتنا أولاً الإنتهاء من المرحلة الثانية وتشغيلها، ثانياً عمل ربط صحى مركزى يربط هذا المستشفى مع المستشفيات المماثلة لقطاع القاهرة بعمل إدارة مركزية لتقديم خدمة واحدة، فلا أحب أن يتحمل المريض مسئولية نفسه فى البحث عن علاج، فالمؤسسة يجب أن تتحمله.