لا شك أن الأعمال الإرهابية، ومتابعات بعض وسائل الإعلام التي تأتي في هذا الصدد وتأخذ معلوماتها دون استناد إلى الحقيقة، تساهم في رسم صورة مغلوطة عن المسلمين، وبطبيعة الحال سوف يعمل ذلك على زيادة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي يعاني منها المسلمون في كثير من دول العالم.
وانطلاقًا من وعي المسلمين في إسبانيا بضرورة العمل على تغيير تلك الصورة المغلوطة، فقد سعوا إلى بعث رسائل طمأنينة لأفراد المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن أهم الوسائل التي يتخذها المسلمون لتوضيح ذلك: دعوة أفراد مجتمعهم من غير المسلمين إلى التعرف عليهم عن قرب.
وفي هذا السياق قام طلاب مدرسة في "مدينة ليناريس" Linares برحلة ميدانية إلى مسجد بشارات في بلدية بيدرو آباد Pedro Abad للتعرف على تعاليم الإسلام وللتأكيد على حب المسلمين للسلام ومكافحتهم للعنف.
ويرى المرصد أنه لا سبيل إلى اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، إلا بتحقيق مبادئ المواطنة التي تكفل للجميع الحقوق والواجبات نفسها، وتأتي المساجد كإحدى الوسائل التي تساعد في التعرف على المسلمين، فمن خلالها يمكن تنظيم الندوات والأنشطة التي يتشارك فيها الممثلون عن مختلف الديانات.
وفعاليات مسجد M-30 بمدريد ليست ببعيدة، ويتابعها المرصد بشكل دوري، وأهمها فعالية الباب المفتوح حيث يستقبل المسجد وفودا طلابية من جامعات إسبانيا للتعرف على المسلمين عن قرب، وبالطبع سيسهم ذلك في إزالة بعض الأحكام المسبقة عن المسلمين.