الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فإن الأبناء أمانة في عنق آبائهم وأمهاتهم سيسألهم الله عنها يوم القيامة؛ فقد قال سيدنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...». [متفق عليه]
فيجب على الآباء أن يُحسنوا تربية أبنائهم، وأن يغرسوا قيم الإيمان والفضيلة في قلوبهم؛ قولًا وفعلًا، ومن غرس خيرًا وجد خيرًا، ومن وجد غير ذلك فهو نتيجة غرسه؛ قال ﷺ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ...». [متفق عليه]
وقال الله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا...}. [التحريم: 6]
وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، في تفسير هذه الآية: «عَلِّمُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمُ الْخَيْرَ». [مستدرك الحاكم]
وقيل: {قوا أنفسكم} أي اجعلوا لها وقاية بالتأسي به ﷺ في أدبه مع الخلق والخالق ... {وأهليكم} من النساء والأولاد وكل من يدخل في هذا الاسم؛ قوهم {ناراً} بالنصح والتأديب ليكونوا متخلقين بأخلاق أهل النبي ﷺ. [نظم الدرر للبقاعي].
ورُوي أَنَّ سيدنا رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ» [أخرجه الترمذي].
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.