فكر و أديان

14 يونيو, 2018

وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ

العيد يوم التهاني والتزاور، والتعاطف والتراحم، فيه يتزين المسلمون ويتجملون ويتعاطفون ويتراحمون، ويتمتَّعون بطيِّبات ما رزقهم الله، ومن تمام الفرحة بالعيد أن نداوم على الطاعات يوم العيد فمن ثمرات الطاعة الاستمرار، والمؤمن الصادق لا يشبع من خير حتى يكون منتهاه الفردوس الأعلى من الجنة.

ويُكبر المسلمين ليلة العيد تعظيمًا لله عز وجل بعد صيام رمضان له سبحانه، ويبدأ التكبير بغروب شمس ليلة العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجال؛ إظهارًا لشعار العيد، ويستمر حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.

وشُرعت صلاة العيد شكرًا لله عز وجل على إتمام نعمه وعباداته وهي ركعتان وخطبة بعدهما وهي سُنَّةٌ مؤكدة، واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الرجال والنساء والأطفال أن يخرجوا لها حتى الحُيَّض يشهدنها مع اعتزال المُصلى.

 وبعد إتمامك للعبادة هنِّئ أهلكَ وأصحابكَ وأحبابك بالعيد؛ فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد قال بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنك) الجامع الصحيح للسنن والمسانيد.

وأيضًا العيد فرصة لصلة الأرحام المقطوعة وإعادة العلاقات، والتزاور والتلاقي فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه) أخرجه البخاري.

أخي الحبيب.. اغتنم يوم العيد في إدخال السرور على الناس وإكرام المحتاجين وإعانة الضعفاء والإحسان إلى الفقراء، فهي من أفضل الأعمال، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا..) أخرجه الطبراني.

وألتزم بآداب العيد، ومنها الاغتسال، ولبس أحسن الثياب استعدادًا لصلاة العيد، وأكل تمرات قبل الخروج إليها، ويستحب أن تكون التمرات وترًا: ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر، وخروج المصلي لصلاة العيد ماشيًا،

 الذهاب للصلاة من طريق والرجوع من طريق آخر.

وختامًا.. العيد يوم سعادة وبهجة وترويح؛ ويوم فرحٍ بإتمام عبادة الصوم لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [سورة يونس58]، ولا يليق أن تكون المعاصي من مظاهر احتفالنا بعبادة الله عز وجل، ومن ذلك خروج الشباب مع البنات في المتنزهات غير ملتزمين بضوابط الإسلام لعلاقة الرجل بالمرأة، وخروج المرأة متزينة غير ملتزمة بالحجاب في يوم العيد.
 تجديد الأحزان وزيارة المقابر يوم العيد، ومواصلة القطيعة لأحد الأرحام أو الأصدقاء.. نسأل الله تعالى العفو والعافية.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.