فكر و أديان

20 أغسطس, 2018

عيد الأضحى

سنن وآداب

عيد الأضحى هو يوم التهاني والتزاور، والتعاطف والتراحم، فيه يتزين المسلمون ويتجملون ويتعاطفون ويتراحمون، ويتمتَّعون بطيِّبات ما رزقهم الله، وشُرعت للمسلمين فيه صلاة العيد شكرًا لله عز وجل على إتمام نعمه وعباداته، وهي ركعتان وخطبة بعدهما.  

حكم صلاة العيد:

صلاة ركعتي العيد سُنَّةٌ مؤكدة، واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الرجال والنساء والأطفال أن يخرجوا لها، حتى الحُيَّض يشهدنها مع اعتزال المُصلى، فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ : «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا». مُتفق عليه.

تكبيرات العيد:

يشرع التكبير من فجر يوم عرفة في المنازل والطرق والمساجد والأسواق وأدبار الصلوات برفع الصوت للرجال إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، إعلانًا بتعظيم الله وإظهارًا لعبادته وشكره، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ٢٠٣].

آداب العيد:

أولًا: الاغتسال، ولبس أحسن الثياب، والتطيب استعدادًا لصلاة العيد.

ثانيًا: يستحب الإمساك عن الطعام حتى يرجع المصلي من صلاة العيد، فقد «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ». أخرجه الترمذي.
كما يستحب للمضحي أن يطعم بعد صلاة العيد من أُضحيته، ففي مسند الإمام أحمد: «..وَلَا يَأْكُل -صلى الله عليه وسلم-  يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ».

ثالثًا: خروج المصلي للصلاة العيد ماشيًا؛ لحديث عليٍّ -رضي الله عنه- قال: « مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا ». أخرجه الترمذي.

رابعًا: الذهاب للصلاة من طريق والرجوع من طريق آخر؛ لحديث جابر -رضي الله عنه- قال: « كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ ». أخرجه البخاري.

التهنئة بالعيد:

يستحب التهنئة بالعيد والدعاء للغير بالقبول؛ فعن جبير بن نفير، قال: « كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ». قال ابن حجر: إسناده حسن . [فتح الباري:2/446]

فرحة العيد:

يوم عيد الأضحى يوم بهجة وترويح وفرحٍ بإتمام شعيرة الحج لله -عز وجل-، ولا بأس باللعب واللهو المباح  فيه، فقد أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لوفد الحبشة أن يستعرضوا بحرابهم وأسلحتهم في المسجد يوم العيد،  عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ» أخرجه مُسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ» أخرجه أحمد في مُسنده، ولكن لا يصح أن تكون المعاصي من مظاهر احتفالنا بعبادة الله -عز وجل-.. فلا تُضَيِّع عباداتك وقرباتك، وتذكَّر دائمًا أن كل يوم لا تعصي الله عز وجل فيه هو يوم عيد.

نسأل المولى -عز وجل- أن يعيد علينا هذه الأيام المباركة بالخير واليمن والبركات


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.