سفراء الأزهر

يظل الأزهر الشريف منارة العلم ومنبت العلماء في العالم كله، وهو مقصد الطلاب ومَعِين القاصدين، يحمل لواء الإسلام ويصد عنه كيد الكائدين، وقد أخذ على عاتقه أمر الدعوة إلى الله على بصيرة، فأصاب وأجاد، وأرسل أبناءه لينيروا طريق الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.

استمرارًا للجهود التي يبذلها الأزهر الشريف برعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للارتقاء بمستوى خريجي الأزهر الشريف من الطلبة الوافدين في مواجهة الأفكار الضالة، نظمت لجنة تطوير منظومة الطلاب الوافدين صالونها الثقافي الشهري الخامس، بحضور لفيف من العلماء والمثقفين وعدد كبير من الطلاب الوافدين، حيث أعلنت اللجنة نتيجة المسابقة الشهرية التي يعقدها الصالون الأدبي، وقامت لجنة المناقشة والإشراف باختيار أفضل الأعمال الأدبية المقدمة، وقد بدأ الصالون بكلمة اللواء عادل عبد العزيز، رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية بالقاهرة، والتي توجه فيها بكل الشكر والتقدير للإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لما يبذله من جهد فائق لرفعة الإسلام وتحصين أبنائه من الأفكار الغريبة عن الإسلام، كما توجه بالشكر للجنة تطوير منظومة الطلاب الوافدين، ورحب بالسادة الحضور من العلماء والطلاب، وحضر الندوة كل من الشاعر د/ حمادة هزاع، الناقد الأدبي، والشاعر عزت سعد الدين، مدير إدارة البرنامج الأدبي بالبرنامج العام، والذي كان له العديد من البرامج الإذاعية منها غواص عبر التراث وأحلى الأشعار، ود/ عبد العزيز عبد اللطيف، ممثلا عن رعاية الشباب بمدن البعوث الإسلامية، ود/ محمد المعصراني الشاعر الكبير، وبدورهم قام الطلاب الوافدون بإلقاء أشعارهم وعرض أعمالهم الأدبية، كما قدم الطالب الشاعر/ مرتان أنجان، قصيدته بعنوان سفير الأزهر، وقد اختارت اللجنة أفضل الأعمال، وقدمت للفائزين جوائز مالية لتشجيعهم على مواصلة الاطلاع وتحصيل العلم والمعرفة.

 ونقدم الآن أفضل الأعمال التي قامت اللجنة باختيارها:

حصل على المركز الأول الطالب عيسى محمد الجامع البراوي - كلية اللغة العربية - الفرقة الرابعة، من دولة نيجيريا، وجاءت قصيدته بعنوان:

شكوى الحياة

قدري سأدركه ولو   أن الزمان عليَّ صال

هذا اعتقاد خافق   في جانبيَّ ولا يزال

حتى استحالت حالتي   والهم في الأضلاع حال

واسود جوُّ العزم إن   السيل قد بلغ الجبال

لا أستطيع لشقوتي   صبراً ولم أرني إخال

قلبت من هم لهم    كيف أن الدهر مال

يا ليت أمي لم تلدني للنوائب والنكال

قسمي من الأقدار من    حال إلى حال وبال

فكأنما الخيرات في الدنيا منام أو خيال

يا للكرام لضيقة  ترمي الخواطر بالخبال

تغدو فتعصرني كما تغتالني شر اغتيال

تسري كـ(سُمٍّ) فى الحشا   لتشجني شج النبال

يندى الجبين لها ولم   أملك لعارضه زوال

فارحم فؤادًا قد رأت   دمه الخطوب من الحلال

أيقنت أن دوام حال كيفما كانت محال

وعلمت ما الدنيا ولا  عيش الفتى إلا قتال

حرب ففوز أو ردى   والحرب سنتها سجال

لكن سئمت وللفتى   سأم إذا كثر اغتيال

كلفت حب العلم مذ   صغري وفيه العزم طال

واليوم رغمي لا أرى  إلا الرجوع إلى القيال

٭ ٭ ٭

وحصل على المركز الثاني الطالب علي مصطفى لون، من دولة نيجيريا، وجاءت قصيدته بعنوان:

رؤى القلب

قلب رواه على المجرة تكشف   وصدى الحمام على سماه يرفرف

وخمائل نسجت له من دفئها   قمراً ومن فمه الغمامة ترشف

يمشي وأنفاس الطبيعة طوقت  في صمتها، وله الليالي تعزف

تتساقط الأضواء كي تبني له   أفقا، في يده الحروف تزخرف

من جنة ترد البحار فراته   والبشر يغمر وجهه ويغلف

يحكي الربيع إذا تربع قصة   عن روضه، وبها السماء تشنف

فترى الجمال على المدى وكأنما الـفردوس تزلف، أو تكشف «يوسف»

وترى رياح العرف تصعد مثل أدعية، وزهر الأريحية يقطف

يا قلب، يا طعم السعادة، يا أنا   يا صورة من شكلها أتألف

تجري على دمك البراءة نطفة   كالطفل يلعب باليدين ويطرف

أسفرت عن وجه الملاك فهرولت   كل القلوب إلى لقائك تهدف

كل المواجع كي تروح قلبه انتحرت، فراح لحضنها يتأسف

٭ ٭ ٭

وحصل على المركز الثالث الطالب إبراهيم نيانغ - كلية الدراسات الإسلامية والعربية -   من دولة السنغال، وجاءت قصيدته بعنوان:

العلم يتحدث عن نفسه

ألا بلغوا عني إلى كل باحث  عن العز والأمجاد أني مناهل

أنا الجوهر المكنون فى قعر بحره  إلى نيله دوما تشد الرواحل

وغيث يروي الأرض طلا ووابلا   وكالروح تحيى بي قلوب غوافل

أنا النور في ليل بهيم وحالك  به يهتدي سار وحيران جاهل

أنا المرتقى المنصوب للمجد والعلا  به يعتلي عزا ذليل وخامل

صلوني إذا رمتم حياة سعيدة   فما في حياة دون وصلي طائل

أنا رأس مال المرء حقا وإنني   فريضة هذ العصر غيري نافل

إذا ما أردتم نهضة وتقدماً  فقوموا لتحصيلي فإني الوسائل

فلا نهضة ترجى تلوح لأمة  إذا ساد فيها الجهل مهما تحاول

ولكنني غال عسير مناله  غيور نفور مغدق النفع شامل

ولي مشرب حلو لذيذ معسل  ومن فوقه شري يلاقيه ناهل

فما نالني إلا صبور مثابر  أخو العزم ذو جهد عن اللهو عازل

عنيد لدى حل المسائل لا يرى   يؤجل درس اليوم بل هو عاجل

حريص إذا جن الظلام رأيته  مكبا على الأسفار لا لا يزايل

ومن يوف لي حقي يجدني بقربه   وإلا فإني معرض لا أجامل

فإن نلتني فاعلم بأنك خالد   فذكرك لا ينسى ونفعك واصل

وكن مخلصا وصلي فإني آلة   يدمر بي دوما ضلال وباطل

أنا العلم جئت اليوم أتلو رسالة   تؤكد أن العز عندي مناهل

٭ ٭ ٭

وحصل على المركز الرابع الطالب محمد الأول عمر الفلانى الأدبي- كلية الشريعة والقانون قسم الشريعة الإسلامية، من دولة نيجيريا، وجاءت قصيدته بعنوان:

الشاعر

سل قمرا في السما إذا اتسقا   واستنطق الشمس، واسأل الشفقا

من ذا الذي يملأ الورى عجبا  ومن على الحرف مجده خلقا؟

ذاك الذي مجرى الحلم مزوده   «وابن ذكا» من خياله فلقا

فصار درب الحروف منفتحا   من بعد ما سد ليلها الطرقا

وتي المعاني تدب عارية   وقد كساهن سندسا أنقا

يعصر من كل كلمة طربا   يشدو به العندليب منتسقا

هل يعرف الجيل من يمكنهم   من طير طير فليمسوا الأفقا؟

أو يطأوا سقف اليم وطأهم   وجه الثرى دون خوضهم غرقا

ذاك الذي من شعوره نبتت  أجنحة الوحي؛ فالعلا اعتنقا

وطاف بالعالمين فى بره  متخذا أحاسيس منطلقا

في نبضه نال السحر منبعه   سحرا به يكتسي الدجى الفلقا

سحرا لو البحر شم عنبره   لضل جريانه ولانفلقا

وإن فتاة بسحره اكتحلت  حاكى جبينها فرقدا طرقا

أكرم بمن ينشد النجوم إذا  ألبسه ليلة الهوى الأرقا

وطائر البان فى المبيت يحاكي لحنه غبط ما قد اختلقا

والليل صمت، يعي قوافيه   وعي حبيب كلام من عشقا

واتخذ العفاريت مقعدهم   في فمه حيث وحيه عبقا

لا يستمد الإلهام من فلك  إذ من رؤاه إلهامه اندفقا

فمنتج الشعر قلدوا درراً  من لؤلؤ العز، زانت العنقا

يا لائمي الشاعر اتقوا شهبا   من سقر الشعر واتقوا حرقا

٭ ٭ ٭

وفي العدد القادم تواصل مجلة الأزهر عرض أنشطة جديدة لسفراء الأزهر من الطلبة الوافدين، وتدعوهم أن يتواصلوا معها عبر أبواب المجلة المتنوعة.