لم أعرف أحدًا كتب في الإعجاز كتابًا شغل الناس بعد الباقلاني المتوفي ٤٠٣ هـ إلا عبد القاهر الجرجاني المتوفي ٤٧٤ هـ وكان القاضي عبد الجبار يعيش مع الباقلاني، والرماني، والخطابي، وكتب كتابًا كبيرًا سماه (المغني في أبواب التوحيد والعدل) وجعل الجزء السادس عشر منه خاصًا بالإعجاز، وكان القاضي عبد الجبار أحد شيوخ المعتزلة المتمكنين من المذهب والمدافعين عنه وعنوان كتابه (المغني) عنوان معتزلي؛ لأن التوحيد والعدل من أهم مواطن الاختلاف بين المعتزلة وأهل السنة، ومهما يكن من أمر فإن القاضي عبد الجبار لو لم يقدم لدين الله إلا كتاب (رد المطاعن) لكان ذلك كافيًا، ولو لم يلق الله إلا بهذا الكتاب لكان ذلك كافيًا، ولو يسر الله لي الحال كتبت عنه.
No content
A problem occurred while loading content.