حرقوا المصحف فرادى وجماعات، وسبُّوا النبي وتطاولوا على زوجاته في رسوم وأفلام وروايات وتجاوزوا بحق الذات الإلهية في قصص وروايات، كل هذا تحت مسميات ادعاء الحرية الفكرية وحرية التعبير عن الرأي، وبحماية ورعاية أدعياء الحضارة والمدنية، فماذا نحن فاعلون؟
إن حرق المصحف في مشهد مستفز لمشاعر المسلمين هو يعني تحفيز على التحرش الديني وتحفيز لضعفاء العقول ومرضى القلوب على التعدي العقائدي ولا يوجد من يُعتدى عليه سوى المسلمون، فماذا نحن فاعلون؟
الدعوة إلى حرق المصحف والقيام بهذه الفعلة الدنيئة تتكرر وتترد منذ أعوام سابقة، ففي عام 2020 دعى إليها متطرفون من اليمين الديني ما يعني أنهم متمسكون بتعاليم الدين المسيحي في تشدد، وقطعًا هؤلاء لا علم لهم بالتعاليم السمحة للأديان، وقد سبق منذ عشرة أعوام أن قام بالدعوة إلى إحراق المصحف في تجمع كبير وفي ميدان عام قسيس المفترض أنه رجل دين مسيحي، ورجل مسئول، يعلم أنه يخالف تعاليم الإنجيل الذي بين أيديهم والذي يدعو إلى التسامح مع المسيئين والإحسان للأعداء ففي إنجيل متى الإصحاح الخامس "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا" وفيه كذلك "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم".
نحن كمسلمين لا يمكن أن نسيء أو نتطاول على أي دين أو كتاب مقدس، كما يحرم علينا أن نعتدي على أي نبي عند أي أمة، ذلك لأنه ركن أساسي من أركان الإيمان عندنا كمسلمين الإيمان بالكتب السابقة والأنبياء السابقين قال الله تعالى:
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ" ٢٨٥ البقرة
ولكن إذا كان الأمر كذلك فماذا نحن فاعلون إزاء هذا التطاول على ديننا وكتابنا ونبينا؟
لدينا منهجًا للتعامل مع كل هذا في كتاب الله الذي يحرقون.
يقول الله تعالى في محكم آياته
"...فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة، ولأننا لا يمكننا حرق كتبهم المقدسة أو إهانتها فيمكننا أن نحقق الآية بأن نتحد أولًا ونتعاون لنصرة كتاب الله وإظهار الغَيْرة على ديننا وكتابنا وذلك بما يأتي:
أولًا: يكون من خلال المواجهة بالتكنولوجيا عبر مهاجمة المواقع التي تدعم أو تروج لهذه الدعوات العنصرية على الانترنت وتدميرها بعد التحذير من عواقب دعم الترويج لهذه الدعوات إلى حرق المصاحف أو إهانتها.
ثانيًا: يمكن للمسلمين في هذه البلاد التعبير عن آرائهم والرفض بشكل سلمي ورفع لافتات يكتب عليها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين "اللهم أخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" وننشرها على مواقع وصفحات وحسابات أصحاب تلك الدعوات والداعمين لحرق المصحف والإساءة للرسول، بكل اللغات وفي التعليقات وفي شكل بوسترات.
ثالثًا: يمكن للمسلمين في كل البلاد التي تدعي الحرية وغيرها كتابة لافتات أخرى تحمل أدعية مشابهة مثل "اللهم اجعل من أبنائهم من يحفظ القرآن ويقدسه".
رابعًا: فريق عمل تكون مهمته أن يعد وينشر بوسترات عبر مواقع التواصل يكتب عليها دعاء الرسول "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" بكل اللغات مع توضيح أن هذا كان دعاء الرسول لمن آذاه.
خامسًا: فريق يكون عمله أن يحذرهم من أن يحل غضب الله ولعنته على من يهين كتابه الكريم فللكتاب رب يحميه ويحفظه من كل سوء ولعنته وغضبه قد تكون فى صورة كوارث طبيعية من داخل الأرض أو تنزل عليهم من السماء حتى وإن أمهلهم بعضا من الوقت فهو يمهل ولايهمل.
مع رسالة مفادها: احذروا لعنة الله وانتقامه لكتابه وكلامه فللكتاب رب يحميه.