مأساة مسلمى الروهينجا

 

الإمام الأكبر خلال حديثه اليومي :   منطق الأخوة  يقتضي الرحمة بين العباد

الإمام الأكبر خلال حديثه اليومي : منطق الأخوة يقتضي الرحمة بين العباد

- ينبغي على الإنسان أن يكون رحيمًا حتى بالعصاة

- المعصية مرض وعلاج العُصاة يكمن في رحمتهم

قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الرحمة بالنسبة للإنسان هي حالة من الشفقة والرقة القلبية تدفعه على أن يساعد غيره ويقف إلى جواره ويستمر معه إلى أن تقضى حاجته التي تنهي حالة الرقة وحالة الشفقة عند هذا الرحيم من البشر، موضحًا أن رحمة العبد بغيره تصاحبها حالة من الآلام؛ حيث يتأثر بالمشكلة أو بالحاجة التي نزلت بهذا الشخص أو ما يسمى بالمرحوم، فهناك عبد راحم وعبد مرحوم تنزل به مصيبة أو حاجة تضطره إلى أن يستعين بغيره، هذا الذي يستعين به يجد في نفسه رقة قلبية مصحوبة بألم، أو تأثر على هذا الشخص الآخر.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، خلال الحلقة الخامسة من برنامجه الرمضاني: "الإمام الطيب"، أن الرحمة بهذا المعنى لا يمكن أن نقول إنها صفة من صفات الله تعالى، لحدوث حالة من الرقة لم تكن موجودة قبل ذلك، ثم زالت تلك الحالة بعد أن قُضيت الحاجة، فهي مرتبطة بحالة تحدث ثم تزول، كما أنها مرتبطة بشعور الألم وشعور التأثر، وهذه الأمور يستحيل على الله تعالى أن يتصف بها، حيث إن من صفات الله سبحانه وتعالى أنه منزه عن كل صفة من صفات العباد أو المخلوقات أو الموجودات؛ لأن كل صفات الحوادث صفات وإن كانت كاملة من جانب فهي ناقصة من جانب آخر، وبالتالي يستحيل أن يتصف الله تعالى بها؛ لأن من صفاته أنه متصف بالكمالات منزه عن النقائص، لا يتشبه، فالله سبحانه وتعالى رحيم ورحمن بالعباد، لا يلحقه الألم أو لا يزول بعد أن تقضى هذه الحاجة.

وأضاف فضيلة الإمام أن العلماء أكدوا أنه لا توجد رحمة من البشر لغيرهم دون مقابل، فلا يمكن أن تكون مجردة كما هي عند الله تعالى، فحين يشعر العبد بألم الآخر أو بمشكلة الآخرين ويرحم هذا العبد ويبدأ في مساعدته ويشعر بالألم، فهو أيضًا يتطلع إلى أن يوقف الألم المصاحب عنده والمترتب على تألم الآخر، فكأنه يقضي حاجة الآخر في مقابل أن يوقف الألم الذي يشعر به هو نفسه، فهنا مقايضة، كأنه يدفع شيئًا في مقابل الشيء، بينما الله سبحانه وتعالى لا ينطبق عليه أو لا يتصف بهذا لأنه يرحم دون مقابل، ودون دفع أي شيء .

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن اسم "الرحمن" لا ينطبق على العبد، ولكنه يستطيع أن يكون له نصيب من هذا الاسم في أنه يكون راحمًا يبسط رحمته على الناس، ويستشعر بينه وبينهم نوعًا من الأخوة والصلة المستمرة، حيث لا يتوقف ذلك عند المؤمنين فقط، بل يوسع دائرة الرحمة والتآخي والشفقة والصلة بينه وبين الناس، مستشهدًا بقوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، فالتعارف هنا تبادل المنافع والصلات، وما جاء في الحديث النبوي الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب صلاته: " اللهم ربنا ورب كل شيء، أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة "، موضحًا أن كلمة العباد تشمل المؤمنين والكافرين والأعداء وغيرهم، بما يؤكد أن منطق الأخوة ومعناها يقتضي الرحمة بين العباد، وخاصة الفقراء والمرضى، بمعنى إن كان مثلًا ذا مال يواسي بالمال، وإن كان ذا جاه يواسي بالجاه، وهكذا بالعلم أو بالطب أو غيره، فالكل يرحم الآخر بما عنده.

وكشف فضيلة الإمام الأكبر أن الإنسان ينبغي أن يكون رحيمًا حتى بالعصاة، من خلال أن يعلم أو يتدبر في أن المعصية تساوي المرض، وأن العصاة مرضى بهذا المرض، وأن موقف الإنسان الرحيم من المريض ومن المرضى هو موقف العلاج والرحمة، وليس التشفي أو التبكيت أو اللوم والعنف، مستنكرًا الصياح الذي يحدث من بعض الدعاة في لوم العصاة وفي تقريعهم، مؤكدًا أن واجب الداعية أن يحمد الله سبحانه وتعالى أن عافاه من مرض المعصية، وأن يجتهد ليعالج العصاة من هذه المعاصي وكأنها أمراض تعالج وتداوى، وليس كأخطاء تستحق التبكيت واللوم والتعنيف.

الموضوع السابق اختطاف راهبة أمريكية في بوركينا فاسو، ومرصد الأزهر: الاختطاف ظاهرة مقلقة تخدم أجندة الإرهاب
الموضوع التالي القارة الإفريقية تحت مجهر مرصد الأزهر
طباعة
4042

أخبار متعلقة