أعلن الدكتور أحمد حسنى رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الاعتذار الذى تقدم به على أسماع الدنيا كلها «يعد دليلاً قوياً على أن مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة وسطية لا يوجد بها أى مستبد بالفكر أو الرأى»، مشيراً إلى أنه ليس نادماً على هذا الاعتذار، مؤكداً أنه يشعر بالرضا والراحة النفسية، لافتاً إلى أن منهج الأزهر لا يكفر أحداً ولا يخرجه من الملة ولا يحكم عليه بالردة، وإنما هو أمر يرد إلى القضاء.
وأوضح حسنى أنه لم تتم إقالته، وأنه غير معيّن حتى تتم الإقالة، لكنه كان مكلفاً بتسيير أمور الجامعة لحين تعيين رئيس لها وفقاً لأحكام القانون. مضيفاً أنه خادم فى رحاب الأزهر الشريف ويؤدى رسالته فى التدريس بين أبنائه الطلاب وزملائه أعضاء هيئة التدريس بكل ارتياح.
■ وضح لنا ملابسات ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية؟
- الملابسات أننى كنت قد أدليت فى لقاء تليفزيونى برأيى، وكنت قد تعجلت فيه بالحكم، وعقب تفكيرى فيما تحدثت به شعرت بالخطأ فى هذا التصريح، فكتبت بياناً على الفور بعنوان «اعتذار وتوضيح»، اعتذرت فيه عما بدر منى وأوضحت أنى كنت قد تعجلت فى الحكم على إخراج شخص من الملة أو وصفه بالمرتد.
■ أكان ذلك رأياً شخصياً أم معبراً عن جامعة الأزهر التى كنت على رأسها؟
- الرأى الذى أدليت به خلال حديثى بالبرنامج هو رأى شخصى يعبر عنى ولا علاقة له بمؤسسة الأزهر الشريف، وأكدت على ذلك فى بيان الاعتذار، وبالتالى لا علاقة للأزهر الشريف جامعاً وجامعة بما تحدثت به.
■ هل تقدمت باستقالتك لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر؟
- لم أكن معيّناً كرئيس لجامعة الأزهر حتى أتقدم باستقالتى، لكنه تم تكليفى من قبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتسيير أعمال رئيس الجامعة باعتبارى أقدم النواب لرئيس الجامعة، خاصة أننى بلغت السن القانونية للمعاش فى الرابع من فبراير الماضى، وبالتالى لم أتقدم باستقالتى، لكنى آثرت أن أعود إلى موقعى كنائب رئيس الجامعة لفرع البنات حتى نهاية العام الدراسى الحالى فى أغسطس 2017، وأترك موقعى لأعود إلى صفوف أعضاء هيئة التدريس كأستاذ متفرغ بالجامعة أؤدى رسالتى فى التدريس لطلاب مرحلتى الليسانس والدراسات العليا ماجستير ودكتوراه.
■ هل تعرضتم لأى نوع من أنواع الضغوط؟
- لم يحدث أن تعرضت لأى نوع من أنواع الضغوط إطلاقاً، لكنها قناعات، فأنا دائماً أحاسب نفسى أولاً بأول، وعندما حاسبتها رأيت أنه لم يجانبنى الصواب فيما تحدثت به، وأدركت على الفور وجوب الhعتذار، بل وتأكدت أن ذلك هو القوة الحقيقية التى تكمن بداخلى ولا أجد غضاضة فى الاعتذار عما بدر منى، كما رأيت أن فى ذلك دليل دامغ على أن الأزهر الشريف لا يوجد به إرهاب ولا تطرف فكرى، وأكبر دليل على ذلك أننى أخطأت وفى اليوم التالى اعتذرت عن قناعة شخصية، ولست نادماً على ذلك.
■ كيف لهذه الأحداث أن تؤثر عليكم بالسلب أو الإيجاب؟
- هذه المواقف لا تزيدنى إلا صلابة وتجعلنى كعالم أزهرى تعلمت فى مهد الوسطية والاعتدال لا أنظر تحت الأقدام، لكنى أنظر إلى الأمام وأغلّب المصلحة العامة على الشخصية، وهذا ما أحب أن أؤكد عليه وأطالب به الجميع، وهو أن كل شخص فى هذا الوطن عليه أن يضع نصب عينيه مصر أولاً، وبالتالى فأنا خادم فى رحاب الأزهر فى أى موقع يطلب منى وأكلف به، كما أقدر وأحترم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر خاصة أنه قيمة وقامة كبيرة.
■ ما الرسالة التى توجهها للقائم الجديد بأعمال رئيس جامعة الأزهر؟
- أقول له إن جامعة الأزهر الشريف قيمة كبيرة وكنز عظيم يجب الحفاظ عليه حتى تؤدى رسالتها فى نشر صحيح الإسلام للدنيا كلها، كما أبعث برسالة أخرى وهى أن الاعتراف بالخطأ ليس عيباً لكن العيب هو التمادى فى الخطأ دون مراجعة، ورسالتى الأخيرة هى أن الأزهر الشريف وعلماءه الأجلاء مطالبون بإبراز سماحة الأديان ونشر التسامح بين البشر لإعمار الأرض دون التفتيش فى النوايا.
حامد سعد