فى يوم حافل من أيام الأزهر الشريف وفى الذكرى الـ1079على تأسيسه أقيم احتفال مهيب تضمنت فعالياته تكريم 25 متسابقا ومتسابقة من حفظة القرآن الكريم فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم التى نظمتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى شهر رجب الماضى وتقدم لها 1200 متسابق على مستوى الجمهورية و10 من الفائزين بالمسابقة المحلية للقرآن الكريم التى نظمها رواق القرآن بالجامع الأزهر.. فى السطور التالية نتعرف على رحلة هؤلاء المتسابقين مع القرآن الكريم وما نالوه من تكريم بفضل حفظه وتلاوته.
أصغر المتسابقين: أحفظ 4000 بيت وأتمنى الالتحاق بالتعليم الأزهرى
يعد عبدالرحمن على على محمد من محافظة الغربية أصغر المتسابقين سنا (10 سنوات) بالمستوى الثانى بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم وهو حفظ القرآن كاملا بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة والذى بدأ حفظ القرآن فى الخامسة والنصف وأتمه فى السابعة من العمر وهو الآن بالصف الخامس الابتدائى، كما حفظ متون الشاطبية، والدرة، والطيبة، والتحفة، والجزرية، بجانب ألفية بن مالك فى النحو أى ما يفوق 4000 بيت.
حرص والداه على الانتفاع بتلك العقلية النابغة فى مجال القرآن الكريم وتقديم كل الدعم له كى يحفظ القرآن بالقراءات العشر والمتون والتفوق فى العلوم التى تخدم حفظه للقرآن الكريم كاللغة العربية فحفظ ألفية ابن مالك التى تدرس للقسم الأدبى من المرحلة الثانوية الأزهرية.
وأبدى أصغر المتسابقين رغبته فى الالتحاق بالتعليم الأزهرى بالمرحلة الإعدادية ليكون طبيبا أزهريا.
الأول بالمسابقة العالمية: أسعى للحصول على الماجستير والدكتوراه من الأزهر
جلال عبدالفتاح عبده أبومصطفى، الحاصل على المركز الأول بالمستوى الأول وهو حفظ القرآن الكريم كاملا بالقراءات العشر الكبرى بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم، وهو محفظ المتسابق عبدالرحمن على أصغر المتسابقين سنا والذى التحق بالتعليم الأزهرى من مراحله الأولى وحفظ القرآن الكريم كاملا ثم التحق بمعهد القراءات التابع للأزهر الشريف وأنهى العالية فى المركز الثانى على الجمهورية وبالتخصص القراءات الثالث على الجمهورية ثم التحق بكلية القرآن الكريم بطنطا وحصل على المركز الرابع تراكمى وتقدير امتياز مع مرتبة الشرف فى السنة الرابعة والآن فى الثانية من الدراسات العليا. وأعلن جلال حرصه على استكمال مشوار العلم بالأزهر الشريف واستكمال مراحل الماجستير والدكتوراه.
ياسمين.. تحدَّت نفسها فى حفظ القرآن
قالت المتسابقة ياسمين محمد صلاح الدين أول المكرمين بالمستوى الخامس من المسابقة العالمية للقرآن الكريم والحاصلة على المركز الثانى مكرر إنها تحدت نفسها فى حفظ القرآن الكريم نظرا لظروفها الصحية التى أفقدتها سهولة النطق والحركة فعكفت على حفظ القرآن الكريم فى الـ13 من عمرها وختمته فى فترة وجيزة رغم ظروفها الصحية فنظرا لعدم قدرتها على إمساك المصحف كان المحفظ هو من يمسكه لها ويشجعها على الحفظ ببث الروح المعنوية فيها وتقوية العزيمة، حتى إنه قال لها يوما «أنا أتحدى بكِ» فكانت تلك الكلمات دافعا قويا لها على حد قولها.
وبينت أنه كان للشيخ محمد جبر المحفظ الذى تعلمت على يده القراءة وحفظت على يده القرآن دور بارز فى حفظها للقرآن فى المقام الأول فكان يوليها الاهتمام ليشعرها بذاتها فى وقت رفضها فيه من حولها من المجتمع وكان اهتمامه وأخلاقه العليا فى التعامل وإنسانيته تنسيها الإعاقة وتقول: حين كنت فى الجزء الأول قال لى: وضعت الأمل فى ختمك للقرآن فكان ذلك دافعا قويا لاهتمامى بالحفظ وإتقانه ودافعا للاجتهاد بشكل أقوى كما كانت معاملته الطيبة سببا رئيسا فى ختم القرآن.
وكشفت أنها لم تلتحق بالمدارس نظرا لرفض المدارس لها إلا أنه كان معها فى كافة المراحل التعليمية التمهيدية وحرص على مساعدتها فى نطق الحروف الأبجدية وعندما تمكنت من النطق بدأ معها مشوار حفظ القرآن الكريم حتى تفوقت على أقرانها وسبقتهم فى الحفظ وختمت القرآن قبل الجميع. متمنية الفوز بالمركز الأول بالمسابقة تكريما وتقديرا لمحفظها الذى بذل قصارى جهده معها للوصول لتلك المرحلة والالتحاق بهذه المسابقة التى جاءت فى وقتها والتى كانت مفاجأة وفقنى الله لها رغم أنى لم أكن مؤهلة لها بالقدر الكافى إلا أنها أحيت فىَّ روح التحدى ومع فرحة التكريم هى رسالة تشجيع على حفظ القرآن الكريم.
قطب محمد.. «الأول» 26 مرة وفاز بـ6 رحلات عمرة
قطب محمد قطب الحاصل على المركز الثالث بالمستوى الرابع بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم أتم حفظ القرآن فى العاشرة من عمره على يد والده الذى يعمل كبير أئمة بوزارة الأوقاف.. حصل على 6 إجازات من عدة مشايخ إفرادا وجمعا فى القراءات العشر الصغرى كما أنه متفوق فى دراسته فهو الأول على مركزه وإدارته طوال المراحل التعليمية قبل الجامعية.
مثل مصر فى مسابقة الأردن الدولية وحصل فيها على المركز الثانى على مستوى العالم وحصل على المركز الأول على الجمهورية 26 مرة وفاز بـ6 رحلات عمرة وأعرب عن سعادته البالغة بمشاركته بمسابقة الأزهر العالمية للقرآن لأنها تتضمن فروعا لم يجدها فى المسابقات الأخرى والتى سيكون لها صداها على مستوى العالم وستكون الأولى عالميا على مستوى المسابقات الدولية وهى مبادرة جميلة من مشيخة الأزهر.
محمد الجندى: أطمح إلى الحصول على مركز متقدم بالمسابقة العالمية
يشارك محمد إبراهيم ناجى الجندى، الطالب بالصف الثانى الإعدادى بمعهد الشعراوى بحوش عيسى محافظة البحيرة والحاصل على المركز الثامن بالمستوى الخامس حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد فى العاشرة من عمره ويحرص على المراجعة اليومية بما لا يقل عن خمسة أجزاء فى ورده اليومى دون أن يخطئ خطأ واحدا، وله اثنان من الإخوة يحفظان القرآن كاملا ورغم أن والده يعمل فى مجال تجارة العقارات إلا أنه حرص على أن ينشئ أولاده الثلاثة على حفظ القرآن الكريم.. وأعرب عن أمله فى الحصول على مركز متقدم فى المسابقة العالمية وأنه يعد نفسه لذلك جيدا كما أعرب عن أمله فى الالتحاق بكلية طب بنين الأزهر فى مرحلته الجامعية مستقبلا.
يوسف علاء أمين: أتمنى أن أكون من أعلام الشريعة الإسلامية
يوسف علاء أمين طالب بالمرحلة الإعدادية من التعليم العام بمركز تلا محافظة المنوفية حاصل على المركز الخامس بالمستوى الخامس من المسابقة العالمية للقرآن الكريم وقد حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمره وهو فى طريقه الآن لإتمام القراءات العشر.
حصل على إجازة فى القرآن ويسعى للحصول على إجازة فى القراءات السبع.. يعمل والده مدرس تاريخ بالمرحلة الثانوية ويطمح أن يلتحق بالتعليم الأزهرى ليكون علما من أعلام الشريعة الإسلامية.
طالب الهندسة: أطمح أن أكون محفظا للقرآن الكريم
معاذ عصمت فتحى أحمد الطالب بالفرقة الأولى قسم الكهرباء بكلية هندسة الزقازيق والفائز بالمركز الرابع بالمستوى الرابع من المسابقة العالمية للقرآن الكريم حفظ القرآن مع متنى التحفة والجزرية مع تفسير القرآن الكريم وقد حفظ القرآن الكريم وختمه فى المرحلة الثانوية من التعليم العام. يقول: تربيت فى بيت متمسك بتعاليم الإسلام ونشر علومه من خلال الفكر الأزهرى الوسطى حيث يعمل والدى فى مجال الدعوة من خلال خطابة المكافأة.. وأعرب عن سعادته بالتحاقه بمسابقة الأزهر العالمية التى تتميز بالدقة فى الاختبارات والتنظيم كما شهدت مستوى جديدا لم تشهده المسابقات العالمية الأخرى من قبل وهو مستوى حفظ القرآن بالقراءات العشر.
الأولى بمسابقة الرواق: ختم القرآن نعمة إلهية
قالت شيماء المزمل محمد الحاصلة على المركز الأول بالمسابقة المحلية التى نظمها الرواق الأزهرى: التحقت بمنحة السنة الواحدة لتحفيظ القرآن الكريم التى أقامها الجامع الأزهر وذلك لتمكين الحفظ وتثبيته حيث إننى حفظت القرآن منذ سن مبكرة، لافتة إلى أنها رغم دراستها غير الأزهرية - حيث إنها خريجة حاسبات ومعلومات جامعة القاهرة - فإنها حرصت على حفظ القرآن الكريم وعلى الالتحاق بمنحة تحفيظ القرآن التى كانت فرصة مفيدة لتمكين وتثبيت الحفظ خاصة فى المتشابهات وخاصة مع الحضور المتواصل للحلقات المقامة بالجامع الأزهر أسبوعيا، فالأزهر صاحب الفضل فى تثبيت حفظها ومداومتها على المراجعة. معلنة حرصها على الالتحاق برواق القراءات الذى يفتتحه الجامع الأزهر بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وذلك لتعلم القراءات فضلا عن تجويده عملا بحديث النبى عليه الصلاة والسلام «تعهدوا القرآن» وكذا فرحتها بختم القرآن الكريم التى لا تعادلها فرحة باعتبارها نعمة إلهية أنعم الله عليها بها.
الثانية بمسابقة الرواق: أولادى الـ6 يدرسون بالأزهر ويحفظون القرآن
زينب محمد مصطفى جندى المتسابقة الحاصلة على المركز الثانى بمسابقة الرواق الأزهرى للقرآن الكريم والبالغة من العمر 63 عاما والتى واظبت على حفظ القرآن منذ ثلاثين عاما حصلت على العديد من الإجازات فى القرآن الكريم وقالت: التحقت برواق القرآن الكريم لتمكين الحفظ والمداومة على المراجعة وحبا فى الأزهر ولدى 6 من الأولاد خمس إناث وولد يدرسون بالأزهر الشريف ويحفظون القرآن الكريم.
وبينت أنها حرصت على إلحاق بناتها وولدها ليدرسوا علوم الشريعة ويحفظوا القرآن الكريم بالأزهر الشريف تلك المؤسسة العريقة التى عملت على حماية الإسلام من خلال نشر صحيح الدين بالمنهج الوسطى المتزن، بعيدا عن الغلو والتطرف وبعيدا عن أى غرض دنيوى.
غادة: لو كنت بجوار الأزهر لعكفت على الدروس فيه
غادة سعد جابر الحاصلة على المركز الثالث بمسابقة الرواق الأزهرى، التى حفظت القرآن بالرواق على مدى عام ونصف، خريجة معهد القراءات وحاصلة على الدبلوم الصناعى وقد حرص والداها على تعليمها وإخوتها القرآن الكريم والعلوم الشرعية حيث كان أخوها أحد الذين كرمهم فضيلة الإمام الأكبر العام الماضى لحصوله على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى الشهادة الثانوية الأزهرية والذى التحق بكلية الشريعة والقانون هذا العام.
وبينت غادة أنه رغم بساطة الظروف - فوالدها يعمل بمحطة مياه الشرب والوالدة ربة منزل - إلا أن الأسرة بأكملها أزهرية ورغم بعد المسافة حيث إقامتى ببنى سويف إلا أنى كنت أول الحاضرات بالدرس وآخر المنصرفات منه فى الحلقات الثلاث أسبوعيا حرصا على تعلم القرآن الكريم وحفظه بإتقان ولو كنت أقيم بجوار الجامع الأزهر لعكفت على حضور المحاضرات بانتظام وبشكل يومى.
فاطمة الزهراء: تكريمى بالأزهر فرحة تعادل أداء العمرة
فاطمة الزهراء الحاصلة على المركز السادس بمسابقة الرواق الأزهرى والتى حفظت القرآن فى سن متأخرة قالت: فكرة حفظ القرآن الكريم جاءت عندما كنت أذهب بابنتى لمكتب تحفيظ القرآن حتى عرضت على محفظتها أن أحفظ مع ابنتى ولو بمقدار يسير ومن هنا بدأت حفظ القرآن وكنت أبلغ الخامسة والثلاثين من العمر ودرست تجويد القرآن وكان للرواق الأزهرى الفضل فى استكمال وتمكين حفظى للقرآن الكريم.. معربة عن فرحتها بهذا التكريم الذى لا يقل عن فرحة المسلم بأداء مناسك العمرة.
ممدوح: التكريم دافع للالتحاق برواق القراءات
ومن بين المتسابقين ممدوح ممدوح أحمد الطالب بكلية أصول الدين الفرقة الرابعة قسم الحديث والحاصل على المركز الثامن بالمسابقة والذى التحق برواق القرآن لتثبيت الحفظ والمواظبة على المراجعة والنطق الصحيح للقرآن وتطبيق تجويده ورغم أن أسرته بسيطة فإنهم حرصوا على تحفيظه القرآن الكريم.. معلنا حرصه على استكمال الدراسة برواق القراءات بالأزهر الشريف وذلك بعد الفرحة الكبيرة التى شهدها فى هذا التكريم الذى دفعه بقوة للحرص على استكمال الدراسة بالجامع الأزهر حيث الالتحاق برواق القراءات وذلك لتعلم القراءات السبع لما فى هذا المجال من فرحة وشرف لكل طلاب العلم ويكفى طالب العلم فخرا حفظه للقرآن وتعلمه علومه وقراءاته.