03 مايو, 2025

‏وكيل الأزهر يفتتح فعاليات الأسبوع الدعوي السابع لمجمع البحوث الإسلامية بجامعة الإسكندرية‏

‏وكيل الأزهر:

الإمام الأكبر مهتم بالشباب وقضاياه لأنهم حملة المسئولية في بناء المستقبل‏

‏الأمن الفكري من أخطر الأمور التي يجب التنبه لها لما قد يترتب عليه من كوارث‏

‏الفتوى لا تؤخذ إلا من المتخصص لأن ضررها أكبر وخطرها أشد على المجتمع ككل‏

‏تفسير آيات الله حسب الهوى والبُعد عن الإجماع انحراف فكري‏

 

     قال أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم السبت: إن الإمام الأكبر مهتم بالشباب ‏وقضاياه؛ لأنهم حملة المسئولية في بناء المستقبل؛ لذا يجب إعدادهم إعدادًا جيدًا، وذلك من خلال إتاحة ‏الفرصة للشباب أن يسمع ويتكلم، وأن يعبر عما في داخله، مؤكدًا أنه إذا كنا ننشد أمنًا فكريًّا فلا بُدَّ من وجود ‏حوار بَنَّاء واحترام لأفكارهم؛ فهم أمانة في أعناقنا.‏

وأضاف وكيل الأزهر -خلال افتتاحه فعاليات الأسبوع السابع للدعوة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، والذي ‏تعقده اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان: (الأمن الفكري.. ضرورته وسُبُل تحقيقه) ‏أننا نواجه عصرًا مفتوحًا على كل سبل المعرفة، ولكنها في بعض جوانبها غير منضبطة؛ لأنها لا تقتصر ‏على الجامعة والبيت أو المسجد، أو ما يمكن حصره وضبطه؛ فظهور وسائل معرفية جديدة غير منضبطة ‏لها أهداف وأفكار معينة قد تتسبب في تدمير الشباب؛ حيث يعملون على وجود شباب بلا هوية، ويفقدون ‏شخصيتهم المصرية وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا يمثل خطرًا على أمن مجتمعنا واستقراره.‏

وأوضح الدكتور/ الضويني، أن الأمن ليس أمنًا حدوديًّا وغذائيًّا فحسب، فالأمن الفكري لا يقل أهمية عنهم؛ ‏بل هو من أخطر الأمور التي يجب التنبه لها؛ لما قد يترتب عليه من كوارث قد لا يحمد عقباه؛ لذا لا بُدَّ ‏علينا من تأمين وتحصين الشباب من كل المدخلات التي يمكن أن يصلوا إليه بها؛ ضمانة لاستقرار ‏مجتمعاتنا، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا من خلال منهج معتدل قويم، بعيد عن التطرف أو التهاون، فالوسطية ‏هي ذلك المنهج الذي اختاره الله تعالى لعباده، وهذا المنهج هو الذي اختاره الأزهر وسار ويسير عليه.‏

وشدَّد فضيلته على أن التمسك بتعاليم الدين والهُوية والتقاليد أساس ومنطلق إلى التقدم والازدهار في ‏الحاضر والمستقبل، مؤكدًا أنه لا يمكن أن نفهم ديننا إلا من خلال العلماء الربانيين، فكما أن الطب ‏والهندسة وغيرها من العلوم لا تؤخذ إلا من متخصصين؛ فكذلك الدين، فهو علم قائم بذاته يحتاج إلى ‏المتخصصين، فإذا كنت لا تأمن أن يُجري لك أحد عملية طبية إلا من متخصص؛ فكذلك الفتوى لا تؤخذ ‏إلا من متخصص؛ لأن ضررها أكبر وخطرها أشد على المجتمع ككل وليس على الفرد فحسب.‏

وبيَّن وكيل الأزهر أن الانحراف الفكري هو البعد عن الحكمة والبصيرة؛ حيث تأخذ دينك من غير ‏المتخصص أو ممن نال حظًّا بسيطًا من العلم الشرعي، مُشددًا أن من الانحراف الفكري تفسير آيات الله ‏حسب الهوى والبعد عن الإجماع؛ فالمساواة لها معنى خاص؛ فهي لا تعني أن يأخذ الكل الشيء نفسه أو ‏القيمة، بل بما يتناسب مع أحوال المرء، موضحًا أن الأمن الفكري هو مقياس التزام الأفراد بالمنهج الوسطي، ‏ويترتب عليه حريات مقيدة بعدم ضرر الآخرين واحترام حقوقهم، مبينًا كيفية تحقيق الأمن الفكري، وذلك ‏من خلال توافر عدة أدوار، أهمها: مرحلة التعليم في بناء الوعي الفكري والنشء، وكذا دور الأسرة والمسجد.‏

وحرص وكيل الأزهر على الاستماع إلى أسئلة الطلاب، والتي جاءت في مجملها حول بعض الأحكام ‏الفقهية الخاصة بالصلاة، وعن: من هو الشهيد؟ وعن زواج المساكنة، وحكم الطعن في بعض الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- ‏وكيف يُعوِّض المرءُ ما فاته من ترك للصلاة لفترة من الزمن؟‏

ويتضمَّن الأسبوع عددًا مِنَ الندوات واللقاءات الفكرية التي تُعقَد على مدار خمسة أيام، وتشمل العناوين ‏التالية: (الأمن الفكري.. مفهومه وأهميَّته)، و(الخطاب الديني والأمن الفكري.. كيف نصنع خطابًا دينيًّا ‏مُؤثِّرًا؟)، و(التراث الإسلامي ودَوره في تحقيق الأمن الفكري)، و(دَور المؤسسات التعليمية في تعزيز الأمن ‏الفكري.. الواقع والمأمول)، و(وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن الفكري).‏


 


كلمات دالة: