مولد خير الخلق

 

في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، تحل على المسلمين ذكرى عطرة طيبة؛ هي مولد خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومع ذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ تزداد حاجة الأمة الإسلامية إلى أن تجتمع على كلمة سواء، وتقتدي بهدي رسول الله، وأن تتمسك بسنته وتعتصم بها.
إنها ذكرى مباركة لإنسان عظيم نشَر العدل والرحمة في المجتمع، وغيّر مجرى التاريخ، وأزال الجهل ورسّخ الإيمان، ونشَر العلم في نفوس الناس، وقاد البشرية نحو العزّة؛ حتى أضحتْ أمته هي خير أمة أُخرجت للناس.
وفي هذا الملف الذي تقدمه بوابة الأزهر؛ تجدون مقتطفاتٍ من السيرة العطرة لنبينا الكريم، يمكنكم أن تتجولوا في حديقتها العامرة من أجل قطْف ثمارها اليانعة، فخير الهَدي هو هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو الهدي الكامل والخُلُق الحميد، المؤيَّد بالوحي، والمُزَكَّى من السماء.

 

 

صلى الله عليه وسلم
 
صلى الله عليه وسلم
 

شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف

  • 5 أكتوبر 2022
شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف

- من دلائل الخير والفأل الحسن مواكبة ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة
- استعادة الأمجاد مرهون بالتزامنا بنهج نبينا الكريم وتذاكر سنته الشريفة وتطبيق ما تنطوي عليه من قيم إنسانية واجتماعية عليا
- شيخ الأزهر: عالمنا اليوم بات في أمسِّ الحاجة إلى هدي نبينا محمد وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين
- شيخ الأزهر: مبدأ التراحم أول ضحية خسرها الإنسان وهو يهرول نحو التعبد بأصنام الأنانية وتحرره من ضوابط الدين

 

     هنأ أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والأمة العربية والإسلامية، ملوكًا ورؤساء وحكامًا وشعوبًا، داعيًا المولى عز وجل أن ينعم علينا بمزيد من التقدم والرخاء، والقوة والعزة والمنَعة، واليُمن والخير والبركات.
وأشار شيخ الأزهر خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن من دلائل الخير والفأل الحسن أن يواكب احتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، الاحتفال بانتصارات أكتوبر التي أعز الله بها العرب والمسلمين، وأيدهم فيها بنصر من عنده، وأعاد إليهم أرضهم وديارهم، بعد أن كبّدوا المعتدين ما لم يكن يخطر لهم على بال ولا خيال؛ من خسائر فادحة في الأرواح والسلاح والعدة والعتاد.
وبيّن فضيلة الإمام الأكبر أن في اقتران هاتين المناسبتين -اليوم- وبعد مرور ما يقرب من نصف قرن من الزمان - رمزًا يوحي إلى المسلمين بأن استعادة مجدهم وقوتهم مرهونة بمدى التزامهم بترسُّم خطى نبيهم الكريم محمد، والتأمل الدؤوب في أنموذجه المتفرد وهو يبني أمة وينشئ حضارة لم يتحقق لحضارة أخرى ما تحقق لها من بقاء وصمود خمسة عشر قرنًا من الزمان، لافتًا كذلك إلى ما يتطلبه هذا التأمل من تذاكُر سنته الشريفة وتعاهدها، والحرص على تطبيق ما تنطوي عليه من قيم إنسانية واجتماعية عليا، وبخاصة قيمة العدل والتراحم والمساواة بين الناس، وقيم أخرى لا يتسع لها المقام، سجّلها تاريخه وسيرته التي أوصانا بأن نضعها نصب أعيننا، إن أردنا لأنفسنا كيانًا لائقًا بتاريخنا وحضارتنا التي قدمت للعالم أجمع دروسًا في التهذيب والتنوير، والتثقيف وتصحيح المسار، شهد بها أعداء هذه الحضارة قبل أن يشهد لها أصحابها وأصدقاؤها.
وأكد شيخ الأزهر أن عالمنا اليوم بات في أمسِّ الحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى محمد صلى الله عليه وسلم وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وذلك بعدما خسر العالم المعاصر رهانات عاش على وعودها البراقة في إقرار السلام وإنهاء الحروب، ما يقارب أربعة قرون طوال، إن يكن تحقق للإنسانية فيها من الرقي المادي ما لم يتحقق لها منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، فإنها في سباقها المادي المحموم عانت -ولا تزال تعاني- من فراغ هائل في المعنى وفي القيم والقواعد الأخلاقية، وبحيث أصبحت الأزمة أزمة أخلاقية بوجه عام.
وأوضح فضيلته أن مبدأ التراحم أول ضحية خسرها إنسان اليوم، بعدما ضرب به عرض الحائط، وهو يهرول نحو التعبد بأصنام الأنانية والأثرة، وتأليه الإنسان وتقديم رغباته الخاصة وشهواته الجسدية، وتحرره من ضوابط الدين، وقيود الأخلاق الراقية، وأصبحت وفرة المال وقوة الاقتصاد، وتجارة السلاح هي المعيار الذي لا معيار غيره في تمييز الخير من الشر والحسن من القبح، بل أصبح الحكم الذي لا راد لقضائه في نزاعات عالمنا وصراعاته وحروبه التي إن دقت طبولها -لا قدر الله!- فإنها ستعود بحضارة اليوم -وربما بين عشية وضحاها- إلى ما قبل حضارة القرون الوسطى.

طباعة