بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الناسَ شعوبًا وقبائلَ ليتعارفوا، وأرسل محمدًا برسالةٍ عالَميّةٍ ليتآلفوا، فصلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعدُ:

نَضَعُ بين أيديكم هذا المشروعَ الذي وَضَعَ بَذْرَتَه فضيلةُ الإمامِ الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر لشئون التعليم والثقافة؛ فبعد إنشاء مراكز الأزهر لتعليم اللغات لطلبة الكليات الشرعية، والتي انبثق عنها هذا المشروعُ -وما تزال تحتضنه حتى الآنَ- مشروع رَصْد وجَمْع الدوريات الأجنبية في مجال الدراسات الإسلامية خاصّةً، ودراسات الأديان بشكلٍ عامّ.

المشروعَ يَهدِف إلى:

- فَتْح الأبواب أمام علماء الأزهر الشريف وأساتذته، وغيرهم من العلماء والباحثين المهتمين بدراسة العلوم الإسلامية والأديان عمومًا؛ كي يَطّلعوا على مُستجدّات هذا الميدان وتطوّراته في الجامعات والأكاديميات الغربية، وما وَصلوا إليه من أفكارٍ ومعارفَ ومَنهجيّاتٍ جديدةٍ في دراسة الإسلام بخاصّةٍ، والأديان بشكلٍ عامّ.

- مَدّ جسور التواصل الثقافيّ والحضاريّ بين الشرق والغرب؛ ممّا يُعَزِّزُ فَهْمًا أفضلَ وحوارًا جادًّا وبَنّاءً، يُمَكِّنُنا من الاستفادة ممّا وَصلوا إليه من تَقَدُّمٍ معرفيٍّ وتطوُّرٍ منهجيّ.

- الفهم العميق والدقيق لما يُكتب في الغرب؛ ممّا يُمَكِّنُنا من معرفة منابع الشبهات عندهم حول الإسلام، ويُسَهِّل من عملية رَدّها ودَحْضها بالحُجّة والبُرهان.

وينطلق هذا المشروع في مرحلته الأولى؛ بحَصْر ورَصْد جميع الدوريات العلمية المنشورة باللغة الانجليزية حول الإسلام والأديان الأخرى والدراسات المتعلقة، وإعداد نُبَذٍ مختصرة عن هذه الدوريات وتخصصاتها داخل هذا الميدان، وترجمة هذه النُّبَذ، مع ذكرِ نماذجَ من عناوين المقالات مُترجَمةً للغة العربية، بالإضافة إلى رَصْد وجَمْع الكتب المتعلقة بالإسلام مع نُبَذٍ مُترجَمةٍ لهذه الكتب.

يتمّ بعد ذلك رَصْدٌ للأبحاث والمقالات وعُروض الكتب الموجودة داخلَ كلِّ دوريّةٍ على حِدَةٍ، لآخِرِ عشرِ سنواتٍ من نَشْر هذه الدورية، ويتمّ نَشْرُ مُلَخَّصاتٍ باللغتين العربية والانجليزية لهذه الأبحاث، بعد تصنيفها تحت تصنيفاتٍ فرعيّة.

أمّا عن المرحلة النهائية والكبرى للمشروع؛ فنحن نسعى إلى ترجمة أمهات الكتب في العلوم الإسلامية للغات الأجنبية، كما نسعى إلى ترجمة النصوص الكاملة للأبحاث والكتب التي يتمّ رَصْدُها؛ لتكونَ متوفّرةً في أيدي العلماء والباحثين المهتمين بهذا الميدان.

وختامًا؛ فإننا نتوجّه إلى الله ضارعين أن يجعلَ هذا العملَ فَتْحًا ونَصْرًا وسَبَبًا في نَشْر دين الله -عَزَّ وجَلَّ- وأنْ يجعلَه خالصًا لوجهه الكريم، وأن يَستخدمَنا في الدعوة إلى صحيحِ الإسلام.