Ελληνικά (Ελλάδα)

منبرٌ كبيرٌ لنشر وسطية الأزهر الشريف بكل لغات العالم

 

كلمة فضيلة الإمام في ذكرى المولد النبوي الشريف
Anonym
/ Categories: Main_Category

كلمة فضيلة الإمام في ذكرى المولد النبوي الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

ــــــــ

الحَمْدُ لله وأصــلي وأسلم على سيدي صاحب هذه الذكرى العطرة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه.

سـيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية حفظه الله

الحَـفْــلُ الكَــريم!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛

فإنَّ يَومَ مَولِدِه ﷺ ليس فقط يومًا لميلادِ رَسُولٍ عظيمٍ، أنقذَ الله به الإنسانيَّةَ وصحَّحَ به اتجاه الزمن والتَّاريخ، وإنَّمَا هو ذكرى ميلادِ أُمَّةٍ صَنعَها هذا النَّبِيُّ الكريم، وربَّاها على كرائم الأخلاقِ وأصُولِ الفضَائلِ، والدَّعوة إلى الخَيرِ والحَقِّ، ومُقاومَة الشَّرِّ والبَاطِلِ، وبفَضلٍ من هذه التَّعالِيمِ النَّبويَّةِ قدَّمَ المُسلمُون في مَسيرتَهِم الحضَاريَّةِ كثيرًا مِمَّا أَسعَدَ الإنسانيَّة، وظلَّلها بظلالٍ وارفةٍ من العدلِ والحُريَّةِ والإخاء، وعصَمَها مِمَّا ارتكَسَت فيه حضَاراتٌ أُخرى، كانت – في بعض انعكاساتِها- وَبَالاً وشَرًّا مُسْتطيرًا على البَشَريَّةِ قَديمًا وحَديثًا..

ولعَلَّ مِن أصعبِ الصَّعبِ، إنْ لَمْ يَكُن من رَابِعِ المُستحِيلاتِ، تقديمَ شخصيَّةٍ استثنائيَّةٍ كشخصيَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، أو الإلمَامَ بِعَظَمَتِهَا، في كَلِمَةٍ أو مُحاضَرةٍ أو كُتُبٍ صَغُرَت تلك الكُتُب أو كَبُرَت، فَضْلًا عن الإحاطةِ بملامِحِها وقَسَمَاتِها، وإنْ شِئْتُم دَليلًا على ذلك فانظروا إلى الإمام محمد ابن يوسُفَ الصَّالحيِّ الشَّاميِّ، من عُلَمَاءِ القَرن  العاشر الهجري، في مَوسُوعتِه الكُبرى: «سُبُلُ الهُدَى والرَّشَاد في سِيرةِ خَيْرِ العِبَاد»، فقد قضى هذا الإمامُ عُمرَهُ في تأليفِ هذه المَوسُوعةِ التي وصَفَهَا في مُقَدِّمة كِتَابِه بقولِه: «وإذا تأمَّلتَ هذا الكتاب عَلِمْتَ أنَّه نتيجةُ عُمْرِي وذخيرةُ دَهْرِي» وقال عنه: إنه انتخبه من أكثرَ من  ثلاثِ مائةِ كتابٍ في السِّيرةِ، قرأها وتحرَّى فيها الصَّواب الذي أثبتَهُ في موسوعته هذه([1])، وقد تَدهَشُونَ حين تَعْلَمُون حَضَراتُكُم أنَّ عدَدَ صفحَات مُجلَّدات هذا الكتاب بلغت سِتًّا وستينَ ومائةً وتسعةَ آلاف صحيفةٍ، دارت كلها من أوَّلِ سطرٍ فيها إلى آخر سطرٍ حول سيرة محمَّدٌ ﷺ.

ومن عَجَبِ أمرِ هذه السِّيرةِ العَطِرَة أنْ تنوَّعَت إلى أنواعٍ عِدَّة من السِّيَر، لَمْ تُعْرَف لشخصيَّةٍ في التاريخِ البشريِّ إلَّا للذَّاتِ المُحمَّديَّة.

فمن هذه السِّيرة ما يُعْرَفُ بالخصائصِ، وهي: الصِّفَاتُ والفضائلُ والمكارِمُ التي اخْتُصَّت بها شخصيَّتهُ المُتفرِّدة على مستوى الإنسانيَّة، وعلى مستوى التاريخِ وامتداد الكَونِ.

ومنها نَوْعٌ ثانٍ أُطْلِقَ عليه «الشَّمائلُ المُحَمَّدِيَّة»، وهو عِلْمٌ مُستقلٌّ من علومِ السِّيرَة النَّبَويَّة، سُجِّلت فيهِ أدقُّ دقائقِ أوصَافِه ﷺ الخِلْقيَّةِ، والخُلُقيَّةِ، وأحوالُه الشَّخصيَّةُ والمنزلِيَّة والمُجتمَعيَّة.

وفي هذه الشَّمائِل نقرأُ وصفًا تفصيليًّا عن كل ذلك. حتى قرأنا عن: هَيئتهِ ﷺ: وقسماتِ وَجْهِهِ الشَّريف، ولَوْنِهِ وعينيهِ وأنفِه وفَمِهِ وشَعْرِهِ، وطُولِهِ وعَرْضِهِ، وكَفَّيهِ وقدَمَيْهِ، وكيفيَّة مِشْيَتِهِ، وكيفَ كان ينظرُ إلى النَّاسِ.. ثُمَّ ينتقلُ التَّسجِيلُ الدَّقيقُ إلى وصفِ خاتَمِه ﷺ، وخِضَابِه ولِباسِه وخُفِّهِ ونَعْلَيه، وسَيْفِه ودِرْعِه، وعِمَامتِه وإزاره، ثم جِلْسَتِهِ واتِّكائِه، وأكلِه ونَوْمِه، وضَحِكِه ومِزاحِه وبُكائه، إلى تفاصيلَ أُخرى يضيقُ المقامُ عن سَرْدِها..

أمَّا صِفَاتُه الخُلُقِيَّةِ فقد أُحْصِيت أصولُها، واستقلَّت بها أبوابٌ وفصولٌ، بل كُتُبٌ مستقلَّةٌ، مثل طول حِلْمِه وقوَّة احتمالِه وصَبرِه، وعَفْوِه ورحمته، وشَفَقَتِه ورأفتِه ﷺ، وجوُدِه وكَرَمِه، وشجاعتِه ونَجْدَتِه، وحيائِه وإغضائه، وحُسْنِ عِشْرَتِه، ووفائِه بعَهْدِه ووعدِه، وتواضُعِه، وعَدلِه وأمانته، ووَقَارِه ومُروءَتِه ﷺ.

ولم يقتصر هذا الشَّغَفُ بتسجيلِ حياة النبيِّ الكَريم على قُدامى المؤرِّخينَ، وكُتَّابِ المغازي والسِّير، بل امتدَّ هذا الحُب والوَلَع لمؤرخي كلِّ عصرٍ ومِصْرٍ، ومن أواخِر عُشَّاقِ هذه السِّيرةِ المُطَهَّرةِ –فيما نَعْلَمُ-الدكتـور/ صــلاح الــدِّين المُنجِّــــد (المتوفي عام ألفين وعشرة) رحمه الله والذي ألَّفَ كتابًا بعنوان: «مُعْجَم مَا أُلِّفَ عن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم»، أحصى فيه ألفين وأربَعمائةٍ وثمانيةً وثمانينَ كتابًا تخصَّصَت في تسجيلِ حياتِه ﷺ في كلِّ جوانبِها ومناحِيها..

ورُغم هذه الكثرة من المؤرخينَ المسلمينَ وغيرِ المسلمينَ مِمَّن نذروا حياتَهُم وأفنوا أعمارَهُم في تسجيلِ سيرة نبيِّ الإسلام، والكشفِ عن أسرارِها ودقائِقها، رُغم ذلك بَقِيَ من ذخائرِ هذه السِّيرةِ الزَّكيةِ الكثيرُ مِمَّا تفتقِرُ إليه الإنسانيَّةُ اليوم، وتحتاجه احتياجَ الأعمى إلى قائد خبيرٍ بالطريقِ، بصير بمزالقِهِ ومهالِكِه.

على أنَّ ما كتبه المؤرِّخونَ واستنفدوا فيه ماءَ عُيونِهِم، هو أقلُّ قليلٍ تُقدِّمُه البشريَّةُ من إجلالٍ واعترافٍ بالعَظَمةِ والعُظماءِ، وإذا كان تكريمُ العظيمِ حقًّا على النَّاسِ، أيًّا كان الزمنُ الذي يُظِلُّ هذا العظيم، أو الأرضُ التي تُقلُّه، فإنَّه في زمننا هذا من ألزم اللَّوازم وأوْجَبِ الواجباتِ، بعد أن استبدَّت الحركاتُ السياسيَّةُ المُعاصرةُ، والمذاهبُ الاجتماعيَّةُ الوافدة، بتوجيه أبنائنا وبناتنا، ودندنت لهم طويلًا على وَتَرِ «المُسَاواةِ»، وتساوِي الرُّؤوس، وعَدَم التَّمايُز، حتى ظَنَّ كثيرٌ من الصِّغَارِ أنَّ لهُم قامات يُساوِقونَ بها مَنَاكِبَ العُظَماءِ والمُصْلِحينَ، والعِلْيَةِ مِمَّن لا يجودُ الزمن بأمثالهم إلَّا واحدًا بعد واحدٍ، وعلى سبيلِ النُّدرةِ، والاستثناءِ من القاعدةِ ومَجرَى العادات، بل اعتقدَ كثيرٌ ممن تضَخِّمت نُفُوسُهم بسبب من الفَهْمِ السقيم لمعنى المُسَاواة أنَّ مِن حقِّهم إنكارَ العَظَمةِ، وغَمْطَ العَظيمِ حقَّه، وأنَّ جديدَهُم جديرٌ بنَسْخِ القديمِ في كلِّ شيءٍ، حتى لو كان هذا القديمُ أصلًا أو جِذْرًا يَضُخُّ الغِذَاءَ، ويَهَبُ الحَيَاةَ، ولا مَفرَّ مع هذه الآفة التي يبعثُها الغُرور ويُثيرُها النَّـزَقُ، من أن تضطربَ القِيَمُ، وتهتزَّ المَعاييرُ، وتنْبَهِمَ معالمُ الحَقَّ، وتَهبِطَ قيمةُ الضَّميرِ الإنسانيِّ إلى الحضيضِ..

وما أصدقَ ما قالَه عملاقُ الأدب العربي الأستاذ/ عباس محمود العقاد، وهو يُقَدِّمُ للنبيِّ ﷺ في مُفتَتَحِ عَبْقَريَّة مُحَمَّد.. وما أوضحه من أنَّ الإنسان الذي لا يرى عظمة العظيم، هو إنسان لا يساوي شيئًا، وأنَّ المجتمعَ الذي يضيعُ فيه الكبير يضيعُ فيه الصغير قبله لا محالة. يقول رحمه الله: «ماذا يُسَاوِي إِنْسَانٌ لَا يَزِنُ الإِنْسَانُ العظيمُ عنده شيئًا؟ وإذا ضاعَ العظيمُ بين النَّاس فكيف لا يضيع بينهم الصَّغيرُ!» ([2]) ولله درُّ أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يَمتَدِحُ فيه الأزهرَ الشَّريفَ ويشكُرُ له حراسته التُّراثَ الإسلاميِّ، الذي هو تراث إنساني، لا تزال تنهَلُ من حياضِه عظائمُ العقولِ في الشَّرقِ والغربِ حتى يومِ النَّاسِ هذا، ثم يُحَذِّرُنا مِمَّا يُسَمِّيهِ «عِصَابَةً مَفتُونَةً» تتنكَّرُ لكلِّ ما هو قديم، حتى كادوا يُنكِرُونَ آباءهم وأجدادَهُم لأنهم قُدَمَاء.. وأن هذه العصابة المفتونة مُغرَمة بهدم القديم، وليس في أيدِيهِم جديدٌ يُقدِّمونَه، وإذا أتوا بجديدٍ فإنما هو الرثاثةُ والضحالةُ والثرثرةُ، يقول شوقي رحمه الله:

لا تَحذُ حَذوَ عِصــــابَةٍ مَفتـــــــونَةٍ  ***   يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَــرا

وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا  ***  مَن مـاتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّــــرا

مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِــــهِ  ***  وَإِذا تَقَــــدَّمَ لِلبِنـــايَـةِ قَـصَّـــــرا

وَأَتى الحَضــارَةَ بِالصِنـاعَةِ رَثَّــــةً ***      وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيــانِ مُثَـــــرْثَـرا

الحفل الكــريم!

إنَّ احتفالَنا اليوم بتكريم سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ هو احتفالٌ بتكريمِ العَظَمَةِ الإنسانيَّةِ في أعلى ذُراها وذُؤاباتِها، فقد كان ﷺ عظيمًا في مَوْلِدِه، عظيمًا في حياتِه، وسياستِه وإدارتِه، وحديثِه وبلاغتِه، عظيمًا في رئاستِه وفي قيادتِه، عظيمًا وهو أبٌ وزوجٌ وسيِّدٌ ورَجُلٌ، ثم هو عظيمٌ بالغُ العَظَمةِ في التَّاريخِ.. وقليلٌ عليه ﷺ وعلى أمثاله من عُظَمَاء الإنسانيَّة أن تُفْرَدَ المُجلَّدات الطِّوالُ لتاريخِهم وسيرهِم، وأنْ يُنْفِقَ مئات المؤرخين أعمارهم في تسجيل سيرهم، والاحتفال بذكرى مولدهم..

وتبقى كلمة توجبها أمانة النصيحة لعامة المسلمين وخاصتهم، وهي أن هذا النبي الذي «وهب حياتَه الشريفة لنُصرةِ الحَقِّ، وصَبَر على الإيذاء يوما بعد يوم سنينَ عَدَدا»([3]) لَمْ يَعُد للأسفِ البالغِ هو مصدرَ التَّلقِّي والتوجيه لحياة المسلمين اليوم ومعاركِهِم الكبرى مع الفقر والجهل والمرض.. والتخلُّف العلمي والثقافي، وقد جَنَتْ هذه الأُمَّة من التنكُّب لهَدْي نبيِّها ﷺ ثمراتٍ مُرَّة، وهوانًا يصعب احتماله والصبر عليه، وكان المأمول أن تكون ذكرى مولد نبيهم تجديدًا لخيرية هذه الأمة التي خاطبها القرآن الكريم بقوله:﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ {3/110}.

وإذا كان المسلمون يخوضون اليومَ معاركَ جديدةً ومتنوعةً من أجل التنمية والتقدُّم العلمي والتِّقَني والحضاري، بعد أن سُحب البساط من تحت أقدامهم لصالح حضاراتٍ أخرى، وأصبح ميزانُ العِلْمِ والقُوَّة في أيدي غيرهم، فأحرى بهم أن يتوقَّفُوا طويلًا عند ذكرى ميلاده ﷺ، يتأمَّلون ويقتبسون من مِشْكَاتِه مشاعل على طريق النهوض، والعزيمة ومواصلة التحدِّي والصَّبرِ على الأزماتِ، فقد ترك لنا صاحبُ الذَّكرى العَطِرَة ثروةً هائلة من تعاليمه ووصاياه، ونماذجَ لا مثيلَ لها من أفعالِه ومواقِفِه وسُلوكِه، وكان الظَّنُّ أن نفيد من هذا الكنز الخُلقي، والعَقَدِيِّ، في معركتنا اليوم ضِدَّ العَجْز والتَّخلُّف، والتَّبَعِيَّة والهَوَان، حتى أصبحَ الباحثُ المـتأمِّلُ الذي يقارِنُ بين الميراثِ النَّبوِيّ، وبين حالِ المسلمينَ الآن يَنتابُه ما يُشبِه دُوارَ الرَّأسِ من هذا الانفصام بين ما تَملِكُه هذه الأمَّة من مصادِرِ القوَّة وأسبابِ التحضُّر والانطِلاق، والواقع المتواضع، بل الشديد التواضُع والذي طالَ عليه الأمدَ وأصبحَ من أهمِّ ملامحِ هذه الأُمَّة وأبرز قَسَمَاتها..

ولسنا –علم الله- من هُواة تثبيط الهِمَم والبكاء على الأطلال، ولكنه الواقعُ الذي يصعب تجاهلُه أو غض الطرف عنه، وإلَّا فإنَّنِي –والحمد لله- مَمْلُوءٌ أملًا وثقة لا حدود لهما - في هذه الأمة، وأنها وإن أصابها الوَهْنُ والمرض، فإنها –بإذنه تعالى- لن تموتَ ولن تفنى، ولن تذوب في غيرها، وستظلُّ حاملةً لشُعلة الحَقِّ والخَيْرِ وستبقى «خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» كما وصفها القرآن الكريم..

والأملُ – بعد اللهِ تعالى –معقودٌ على شباب أمتنا وشاباتها، مِمَّن نقرأُ في عيونهم بشائرَ الأملِ ومخايِلَ العَزْمِ على الخُروجِ بهذه الأُمَّةِ من حالة السُّكونِ والرُّكُودِ، والتصميمَ على الانطلاقِ بها في سباقِ الحضاراتِ والرُّقيِّ والتقدُّم، مستضئينَ بالوحي المعصُوم وبَهْديِ صاحبِ هذه الذكرى صلواتُ الله وسلامه عليه وعلى إخوته من الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين.

ســـيادة الرئيــس!

إنِّي إذ أُقَدِّر لسيادتكم الاهتمام الخاص بشبابِ مصر، فإنِّي أوصي نفسي أولًا، وأوصي جميع المسؤولين بأن يضعوا هذا الشَّباب نُصْبَ أعينهم، فهم ثروة مصرَ وكنزُها الدَّفين، وباعثُ نهضة هذا الوطن المُثقل بالهموم والآلام، لكنه المفعمُ بالآمال والثقة في الله تعالى..

وأختم كلمتي بتهنئتي لكم –سيادة الرئيس!- وللشعب المصري وشعوب الأمتين: العربية والإسلامية، بذكرى المولد النبوي الشريف، سائلًا المولى سبحانه أن يوفقكم لما فيه خير البلاد والعباد. وكل عام وأنتم جميعًا بخير.

شــكرًا لحســن استماعكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

تحريرًا في:  9 من ربيع أول ســنـة 1438ﻫ         

 المــــــوافـــق: 8 من ديســمبر ســنـة 2016 م

أحمد الطيب

            شـيخ الأزهـر

 

 

 

[1] - سبل الهدى والرشاد 1/6 ط. وزارة الأوقاف المصرية 1973م.

[2]- عبقرية محمد، ضمن موسوعة العقاد الإسلامية، المجلد الثاني ص 24، دار الكتاب العربي، بيروت 1971م، (بتصرف يسير).

[3]- ماركُس دودز، في كتابه: «محمد وبوذا والمسيح»، نقلًا عن المصدر السابق ص 162.

Print
7211 Rate this article:
No rating

Please login or register to post comments.

أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصًا لديني ولمصر وللأزهر الشريف, وأن أراقب الله في أداء مهمتى بالمركز, مسخرًا علمي وخبرتى لنشر الدعوة الإسلامية, وأن أكون ملازمًا لوسطية الأزهر الشريف, ومحافظًا على قيمه وتقاليده, وأن أؤدي عملي بالأمانة والإخلاص, وأن ألتزم بما ورد في ميثاق العمل بالمركز, والله على ما أقول شهيد.