كلمة فضيلة الإمام خلال افتتاح الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب بأبو ظبى.
/ الأبواب: Main_Category

كلمة فضيلة الإمام خلال افتتاح الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب بأبو ظبى.

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة افتتاح الجولة الرابعة

من الحوار بين حكماء الشرق والغرب بأبو ظبي ([1])

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.. وبعد

غبطة رئيس الأساقفة/ جستون ويلبي.

معالي الدكتورة/ أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات.

السادة الحكماء من الغرب والشرق.

السيدات والسادة.

الحضور الكريم:

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.

ولعلَّ اجتماعَنا اليوم هو أوَّلُ اجتماعٍ من نوعهِ ينعقدُ في الشَّرقِ العربيِّ، وتحديدًا في دولةِ الإمارات، تِلكُم الدَّولَة التي صارت بفضلِ قيادتها الرَّشيدة، وحِكمةِ القائمينَ على أمورِها، أنموذجًا يُقتدى به في الانفتاح المتوازن والتطوُّر المحسوب بدقَّةٍ، والجمع بين القديم والجديد، والأصالةِ والمعاصرة، والتُّراثِ والحداثة، في انسجامٍ دقيقٍ، وتناغُمٍ يَقِلُّ نظيرُه في نماذجِ الدُّوَل التي تحاولُ أنْ تأخذ طريقها نحو الرُّقي والنُّهوض.

وما أظنُّ أنَّ تاريخَنا العربي المُعاصِر سبق أن سجَّل لقاءً بين حُكَمَاءِ المسلمين وحكماءِ المسيحيين من أتباعِ الكنيسة الإنجيليَّة، وفي ظِلِّ اجتماعٍ مُحَدَّدِ الأهدافِ والغاياتِ، كاجتماعِ اليوم الذي نعوِّلُ عليه كثيرًا –بعد الله تعالى – في اتخاذِ خُطوةٍ جديدةٍ على طريقِ بناءِ عالَمٍ متكامِلٍ ومتفاهِمٍ، للعملِ من أجلِ تخفيفِ ما يُعانيه الناسُ –اليوم- من رُعبٍ وألمٍ ودماءٍ وحروب.

..                ..              ..

وأظنكم أيُّها السادة الحكماء تَتَّفِقُونَ معي في أنَّ أكثرَ المآسي التي باتت تُعاني منها البشريةُ اليوم إنَّما مرَدُّها إلى شيوعِ الفكرِ المادي، وفلسفات الإلحاد، والسياسات الجائرة، التي أدارت ظهرَها للأديان، وسَخِرَت منها ومن تعاليمها، ثم أخْفقَت إخفاقًا كبيرًا في توفيرِ بدائل أخرى غير الدِّين، تُحقِّق للإنسان قَدْرًا من السعادة، أو أملًا في حياةٍ ذات مغزى وهدف، أو تضمَن له حقوقًا كالتي تضْمنُها له الأديان الإلهيَّة، وفي مقدمتها: حقُّ العدلِ والمُسَاواةِ، وحقُّ الحُريَّة وحقُّ الاختلافِ والإحسان، ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى﴾{النحل: 90}.

وإنِّي لا أرتاب –أيُّهَـا الســيِّداتُ والسَادَة -في أنَّ البشريةَ باتت تتطلَّـعُ اليومَ -وبشغفٍ شديدٍ-إلى العودةِ لجوهرِ الأديانِ الإلهيَّةِ، وتعاليمِهَا الإنسانيَّةِ والخُلُقيَّة، بعد أن جرَّبت الكثيرَ والكثيرَ مِمَّا كادَ يُشْرِفُ بها على هلاكٍ مُحقَّقٍ ودمارٍ شاملٍ، وبعد أن استبدَّت هذه التجارب بمصائر الشعوب والفُقَرَاء وحقوقهم ومُقدَّرَاتهم، ورهنتْها بسياسةِ القُوَّةِ والغطرسة وفلسفة التوسُّع، وشهوة التسلُّط، وجموح الفَرْدِيَّةِ والأنانية.

وقد اعتقدَ الناسُ في القرنين الماضيين أنَّ التقدُّم العلمي، والتطوُّر التِّقَنِي والفلسفي، قد أنهى دور الأديان في الحياة، وأحالَها إلى مُتحَف التاريخ، وأنَّ التطوُّرَ في كل هذه الميادين أصبح هو الأجدر بقيادةِ الإنسانيَّة، وتولَّى مسؤولية تهذيبها وترقيةِ شعورِها، وكَبْحِ نوازعِ الشَّرِّ في أبنائها. غيرَ أنَّ الواقعَ كان يُكذِّبُ هذا الحُلُمَ الجديدَ أوَّلًا بأوَّل، ويُحْبِطُ ما تعلَّق به من أوهامٍ، وَهْمًا تِلْوَ الآخَرِ، وقرأنا في كُتبِ الكثيرين منهم أن «القرن التاسع عشر –مثلًا- إذا كان قرنَ المباحثِ العِلميَّة وفلسفات التطوُّرِ، فقد كان أيضًا قرن التوسُّع في الاستعمار، وتوظيفِ العِلْم والالتواءِ به لتحقيقِ مصالح المُستَعْمِرينَ وأطماعهِم السياسيَّةِ، حتى زعم عُلَمَاءَ هذا القرن ومُفَكِّرِوه أنَّ الأجناسَ البشريَّة، لا ترجِعُ إلى أصلٍ إنسانيٍّ واحد كما تُقرِّر الأديان المُقدَّسة، بل إلى أُصُولٍ عِدَّةٍ مختلفةٍ، راحوا يلتمسُونَها في القِرَدَة العُليا وغيرها من الحيوانات.. ثُمَّ بنَوا على هذه المزاعم نظرياتٍ أخرى تُفرِّقُ بين الناس، وتُصَنِّفهُم على أساسٍ من اللَّونِ والعُنصرِ، وظهرت نظريةُ الجِنْسِ الآري التي تؤكد على امتِيَازِه على سائرِ الأجناسِ الأخرى، وأنَّه وَحْدَهُ صاحب الفضل في كل الفتوحات العلميَّة والثقافيَّة والحضاريَّة» ([2]). إلى آخرِ ما تعلمونه حضراتُكم من تاريخ هذه النظريات المنسوبة إلى لعلم، والتي كانت تُصنع صُنْعًا، ثم تُطرحُ لتبريرِ سياسات الاستِعمار والتسلُّط والاسْتِقواء على الآخرين، ضاربةً عرضَ الحائِط بما اتَّفقَت عليه الأديانُ الإلهيَّة في قضيةِ خلق الإنسانِ خلقًا مستقِلًّا، وبما تقرره في نصوصها المُقدَّسة من أن قضية بدء الخلق ستظل –مهما تقدَّم العلم وتطوَّر- قضيةً (ميتافيزيقيةً) لا ينالُها العلم ولا التجربة ولا المعاملُ ولا المختبرات، وصدق الله العظيم في قوله: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} صدق الله العظيم (الكهف:51). 

ولم يكن القرن العشرون بأسعد حالًا من سابقه، فقد وقعت فيه حربان عالميتان راح ضحيَّتَهُما أكثرُ من سبعين مليونًا من القتلى، ولم يكن للدِّينِ بهما صِلَةٌ ولا سَبَبٌ، بل كانت نزعات العِرق والتفوق العنصري في أوروبا من أهم أسبابهما.. وبعد هاتين الحربين سُرعان ما ظهر سلاحُ الرَّدع النَّووي كرعبٍ عالميٍّ يتهدَّدُ البشريَّةَ صباحَ مساءَ([3]).

ثُمَّ أطَلَّ القرن الواحدُ والعشرون بسياسةٍ استعماريةٍ جديدةٍ، شديدةِ العُنفِ والقَسْوةِ، أصابكُم منها في الغرب ما أصابكم، غير أنَّا –نَحْنُ العَربَ والمسلمين-نعيشُها هنا في الشرق واقِعًا حيًّا مَمْزُوجًا –كل لحظةٍ-بالترابِ والدَّمِ والدُّموعِ والخرابِ، ولَمْ يَعْدِم هذا الاستعمارُ الجديدُ من يُفلْسِفُ له النَّظَريَّات الَّتِي تُبَرِّرُ سياساتِه، كنظريَّةِ صِراع الحضارات ونهاية التاريخ والفوضى الخلَّاقة ونظرية المركز والأطراف.

وما أُريدُ أن أخْلُصَ إليه باختصارٍ، خوفَ الإطالةِ والإملالِ، هو أن التقدُّم العلمي المذهل –ولسوء الحظ-لم يواكبه تقدم مــوازٍ في الأخـلاقِ، وأنَّ التطــوُّرَ التِّقنــــي –وبخاصةٍ في مجالِ صِناعة الأسلحة الفتَّاكةِ- جاءَ خَالِيَ الوِفَاض من كل القيم التي تضبط خُطواته في الاتِّجَاه الإنساني الصَّحيح، ولُوحِظَ أنَّ الحروبَ يَزدادُ سَعيرَها وتشتدُّ وطأتُهَا كُلَّمَا ترقَّى العلم في سلم التطور، حتى صار التقدُّم العلمي واندلاع الحروب كأنهما حلقتان مترابطتان، يدعم كل منهما الآخر ويقويه.. وقل مثل ذلك فيما يتعلَّق بالتقدم والتطور الذي حدث في ميادين الفلسفة والأدب والاجتماع والفنون، فقد تطوَّرت هي الأخرى بعيدًا عن فلسفة الدِّين، وفي غَيْبَةٍ من قواعدِ الأخلاقِ، وفي استخفافٍ ساخرٍ من الأنظارِ العقليَّة المُجرَّدة، ومن الميتافيزيقا وفي تقاطُع مُتعَمَّد مع التُّراث الإنساني وكنوزِه الدِّينيَّة والفلسفيَّة، فجاءت هذه النظريات الحديثة وإثمها أكبر من نفعها.

أيُّها الإِخوة الأعزَّاء!

ما أشبهَ الليلةَ بالبارحةِ! وما أشبهَ مؤتمرَنا هذا بمؤتمرٍ عالميٍّ للأديان عُقد في لندن عام 1936م، وأسهم فيه شيخُ الأزهرِ حينذاك «الشيخ/ محمد مصطفى المراغي» برسالة بعث بها إلى المؤتمر بعنوان: «الإخاءِ الإنساني والزَّمــالةِ العالميَّةِ»([4])، وقـد هالني هـذا التَّشـابُه –أوَّلًا- بين القلق الذي كانت تعيشه أوروبا في ذلكم الوقت، والقَلَق الذي يعيشه عالمنا الآن، وثانيًا: هذا التشابُه في عناوينِ الرسائل بين الأمسِ البعيدِ واليوم الحاضر، فرسالةُ الشيخ كانت تبحثُ عن الإخاء الإنساني والسَّلام العالَمي، وهو المضمونُ نَفْسُه الذي  تبحث عنه رسالتنا اليوم،  وهي تتطلَّع إلى عالَمٍ مُتكامِلٍ متفاهم.. وأكبرُ الظَّنِّ عندي أنَّ ما انتهت إليه رسالة الأزهر في مؤتمر لندن سوف يضيء لنا الطريق فيما سينتهي إليه لقاء أبو ظبي اليوم.

ويُحْسَبُ لهذه الرسالة أنها في الوقت الذي كان فيه الناس في الغرب يتشاءمون إذا بدأ صباحهم برؤية رَجُل الدِّين، أَعْلنَت هذه الرسالة في قلب أوروبا كلها ألَّا مخرج للعالَم مِمَّا هو فيه إلَّا بالتديُّن والاعتصام بالدِّين.. وأن علة السقوط الحضاري في عصر ازدهار العلم ليس هو الدين كما استقرَّ في أذهان الناس، وإنما هو الإلحاد والاتجاهات الفلسفيَّةُ الماديَّة، وهذا النظر النقدي لم يكن أمرًا يَجْرُؤ على التفوه به كثيرون من قادة الفكر والإصلاح، بل كان من أصعب الصعب –في ذلكم الوقت -توجيهُ نقدٍ عميقٍ لأخلاقية العلم في عصر ازدهاره وقِمَّة توهُّجِه، كما لم يكن من السهل أن تُنتقد الفلسفات الوضعية، ويُحذَّر من افتتانِ العقول بها، ومن سيطرتِها على النظريَّات السياسيَّةِ والاجتماعيَّةِ، بل على التفكير الديني نفسِه؛ حتى اضْطُرَّ بعضٌ من رجالِ الدِّين المسيحي، والعُلَمَاء المسلمين، إلى اللُّجوء لمحاولات التوفيق أو التلفيق بين النصوص الدينية المُقدَّسة، وبين ما يعارضها من أنظار العلماء والفلاسفة، حتى لو كانت هذه الأنظار مُجرَّدَ احتمالات لم تصل -بَعْدُ-لمرتبة القانون العلمي وتتمتع بما يتمتع به من يقينٍ وثبوت. وكثيرًا ما جاءت هذه الفلسفة التلفيقية على حساب النصوص المقدسة ودلالتها الواضحة، وبدا لكثيرين آنذاك أن الدين يلفظ أنفاسه الأخيرة أو يكاد..

ولم يتردَّد الشيخُ في أن يُعْلِنَ في رسالته أنه لا دواء لهذا السقوط إلَّا في «التديُّن والشعور الدِّيني»، الذي يصفه بأنه غريزة ثابتة في فِطْرةِ الإنسان، وأنَّه أقوى تأثيرًا في قيادةِ الإنسانيةِ نَحْوَ السَّلامِ والعَدْلِ والمُسَاواةِ، من كلِّ نوازعِ الإلحادِ الدَّافعة إلى فساد المجتمع الإنساني.. ويتوقَّع الشيخُ اعتراضًا من الملحدين ومن على شاكلتهم من السَّاخرينَ بالأديان مؤدَّاهُ: أنَّ التاريخَ حافلٌ بمآسٍ وكوارثَ إنسانيَّة «كان فيه الشعور الدِّيني قُوَّةً طائشةً دفعت إلى عنفٍ، وتدميرٍ مُرَوِّعٍ»، وهذا الواقع المحزن صحيح -فيما يرى الشيخ- لكنه يبين أنَّ هذه الذكريات المُرَوِّعة ليس سببها الدين، فليس في طبيعة أي دين من الأديان الإلهية ما يؤدِّي إلى أيَّة مأساةٍ من هذه المآسي التي تُحْسَبُ عليه، وأنَّ السَّبَب الحقيقي من وراء هذه المآسي هو استغلال الشعور الديني، وتوظيفُه في واقعٍ منحرفٍ، وتحقيق أغراض يرفضها الدين نفسه، بل ينكرها أشد الإنكار..

من هُنا–أيُّها الإخوةُ والأخوات! - يَبْرُزُ الدَّور الخطير المُلقى على عاتقنا نَحْنُ -عُلَمَاءَ الدِّين ورجالَه - قبلَ غيرنا، لتدارك هذه الأزمة التي يَختَنِقُ بها العالَم اليوم، وطريقُ ذلك: أن الأخوَّة العالميَّة التي راودَت أحلامَ الأزهرِ في ثلاثينيات القرن الماضي، ولازالت تُراودُه حتى هذه اللحظة، تبدأ من الأخوَّة بين رجالِ الدِّين أوَّلًا، أو كما يقول اللاهوتي الكبير/هانز كينج: «لا سَلام للعالَم بدونِ سلامٍ ديني»([5])، وعليه فإن علماء الأديان –اليوم- إذا كانوا ينتوون القيام بدورهم في التبشير بالسلام العالَمي، وإحلال التفاهم محل الصراع، وتحقيقِ آمال الناس في عالَم مُتكامِلٍ متفاهم - فعليهم أن يحققوا السلام والتفاهم بينهم أوَّلًا، حتى يُمكنَهم دعوة الناس إليه.. وهذا ما حَرَصَ الأزهرُ أن يتحرَّكَ في إطارِه، حين بدأ أولى الخطوات العمليَّة على هذا الطريق الطويل بزيارةٍ رسميةٍ لكنيستكم الموقَّرة: كنيسة كنتربري، وسعدنا كثيرًا –غبطة الآرش بيشوب !- باستضافتكم الكريمة لوفدِ الأزهر في قصر لامبث العامر خلال الفترة من 9-12يونيو 2015م. ثم جاءت خطوةُ الأزهر الثانية باتجاه حاضِرة الفاتيكان وزيارة البابا فرنسيس، في 23 مايو 2016م، ثم كانت الرحلة الأزهرية الثالثة باتجاهِ مجلس الكنائس العالمي بجنيف، خلال الفترة من 30 ســبتمبر إلى 2 أكتــوبر 2016م، وأتوقَّع –بمشيئة الله تعالى- أن تسهم هذه الزيارات كثيرًا في تخفيف آلام الفقراء والبائسين والمحترقين بنيران الحروب العبثية، والسياساتِ المنحرفةِ عن جادَّةِ الدين والخلق والضمير.

وها نحن نجتمع اليوم في مدينة أبو ظبي اجتماعَ الحكمة والأخوة والمودَّة، نستلهم العون من اللهِ تعالى، ونتأسَّى بالأنبياء والمرسلين في اعتمادهم على الله، وتَحَمُّلِهم ما لا تَحْتَمِله الجبال الراسيات من أجل إنقاذ المجتمع الإنساني من الضلال، ووضعه على طريق السعادة في الدُّنيا والآخرة.

أيُّهَا الضيوف الأَعِزَّاء!

إذا كان لي من أملٍ في لقائنا هذا فهو الرجاءُ في أن ننسى الماضي وما يبعثُهُ هذا الماضي من كراهية وضغائن، وأن ننظرَ إلى الأمام، وأن نتيقن أننا لسنا مسئولين أمام الله تعالى عمَّا مضى، بل –وبكل تأكيد-سوف يسألُنا عن زمننا هذا الذي نعيش فيه وعن واجبنا تجاهه، وعن أمانَتِنَا التي اؤتُمِنَّا عليها نحو خَلْقِ الله وعِيَالِه. وكلي يقين أن كلًا مِنَّا يحمل بين جنباته عزيمة صُلبة ويقينًا ثابتًا، وأملًا لا محدودًا في أن جهودنا المشتركة سوفَ تؤتي ثمارها يانعةً في المستقبل القريب بإذن الله في التصدِِّي للتطرُّف الذي يبعث الإرهاب ويُطيل أَمَدِه.

وأختم كلمتي إليكم بأن الإسلام الذي أَعْتَنِقُه دينًا –أيُّهَا السَّادة-يُرَحِّبُ أوسَع الترحيب بأيِّ جَهْدٍ يُبذَل من أجلِ إسعاد إنسان، أو رحمةٍ بحيوان، أو حمايةٍ لنباتٍ أو جمادٍ.

شُكْرًا لحسن استماعكم.

والسَّلامُ عليكُم ورَحمـــة الله وبركاته؛

                                    1 من صفر سـنة 1438ﻫ                                                                                             أحـمـد الطــيب

         المــــــوافـق: 2 من   نوفمبر ســـنة 2016 م                                                                         شـــيخ الأزهـــر

 

 

[1]- أصلُ الكلمةِ: محاضرةٌ أُلقيت خلال افتتاح الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب بأبو ظبي في: 1 من صفر سنة 1438هـ/ الموافق: 2 من نوفمبر سنة 2016م.

[2]- انظر في ذلك، العقاد: بلال بن رباح، داعي السماء ومؤذن الرسول ص 428، «ضمن موسوعة العقاد الإسلامية، المجلد الثالث، دار الكتاب العربي، بيروت» (بتصرف). 

[3]- من كلمة ألقيتها في مؤتمر سانت اجيديو في روما عن: أهمية الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط 21/2/2009م. 

[4]- رسالة الإخاء الإنساني للأستاذ الإمام المراغي شيخ الأزهر، التي بعث بها إلى المؤتمر العالمي للأديان في لندن، مجلة الأزهر 7، 1936م، ص 301-311. 

[5]- في كتابه: مشروع أخلاقي عالمي، دور الديانات في السلام العالمي، الترجمة العربية ص 14، المكتبة البولسية، بيروت 1998م. 

طباعة
5017 Rate this article:
لا يوجد تقييم