الأزهر في مواجهة المفاهيم المغلوطة
/ الأبواب: Main_Category

الأزهر في مواجهة المفاهيم المغلوطة

«من أعمال مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب المنعقد في القاهرة

بتاريخ 11-12صفر 1436هـ الموافق 3،4 ديسمبر 2014م»

تقديم

أحمد الطيب

شيخ الأزهر

رئيس مجلس حكماء المسلمين

 

 

 

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للهِ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وصَحبِه.

وبعدُ، فقد صَدَرَ الجزءُ الأوَّلُ مِن أبحاثِ «مؤتمرُ الأزهرِ العالَميُّ لمواجهةِ التَّطرُّفِ والإرهابِ» في طبعتينِ؛ ظهرَت أُولاهما سنةَ: 2015م، وظهرتِ الثَّانيةُ سنةَ: 2016م، وكان من المقرَّرِ أن يَصدُرَ هذا الجزءُ الثَّاني من أبحاثِ المؤتمرِ منذُ عامٍ تقريبًا، وخاصَّةً بعد أن نَفِدَت نُسَخُ الجزءِ الأوَّلِ في وقتٍ قصيرٍ.

وأظنُّ أنَّ الوقتَ لا يزالُ مُناسِبًا لصُدورِ هذا الجزءِ المتبقِّي مِن أبحاثِ المؤتمرِ، فلا تزالُ السَّاحةُ تَهتزُّ أرجاؤُها بأحداثِ الإرهابِ والقتلِ والتَّفجيرِ والتَّدميرِ، ولا زالت مَنطِقَتُنا غارقةً -إلى آذانها- في لجُجَِ اللَّامعقولِ واللَّاإنسانيِّ، وقد دَفَعَت -ولا تزالُ تَدفَعُ- مِن جرَّاءِ ذلك ثمنًا فادحًا مِن الأرواحِ والأموالِ والدِّماءِ والأشلاءِ ما أظنُّ أنها دَفَعَت مِثلَه مِن قبلُ في تاريخِها الحاضرِ والغابرِ.

وسوفَ يُسجِّلُ التَّاريخُ يومًا أنَّ العربَ والمسلمين في قَرنِ التَّحضُّرِ وحقوقِ الإنسانِ لم يكونوا جَدِيرينَ بوِراثةِ هذا الدِّينِ الَّذي اشتُقَّ اسمُه مِن معنى «السَّلامِ»، وبُعِثَ رسولُه لِيكونَ رحمةً للعالَمِينَ، وأنَّهم لم يَقِفُوا مرَّةً واحدةً لِيَستوعِبُوا ما يَتلُونه ليلَ نهارَ مِنَ الذِّكرِ الحكيمِ: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:46] حتَّى صارتِ الحروبُ بينهم على المذهبِ والتَّمذهُبِ.

ولم يَعُدِ الإسلامُ عندَ المسلمين -اليومَ- مِثلَما كان عندَ أجدادِهم مِن قبلُ: مَصدرَ وَحدةٍ وقوَّةٍ، ومَبعَثَ عزَّةٍ ومَنَعةٍ، بل صارَ على أيدي عصابةٍ جاهلةٍ مغرورةٍ مَثارَ فتنةٍ عمياءَ، ومحنةٍ سوداءَ، اشتَبهَ أمرُها، ثمَّ ما لَبِثَت أنِ انبَهَمَت قَوادِمُها وخَوافيها على عُقلائهم وحُكمائهم قبلَ عامَّتِهم وبُسطائِهم.

انظُر إلى حضارةِ العراقِ كيف دمَّرَها العراقيُّون بأيديهم وبأسلحتِهم، وانظُر إلى الدِّماءِ العراقيَّةِ كيف سُفِكَت بأيدي أبناءِ دِينٍ واحدٍ ووطنٍ واحدٍ، وأروقةٍ واحدةٍ!! ولو أن هذه الدِّماءَ العربيَّةَ سُفِكَت بأيدٍ أجنبيَّةٍ لقد كان يَهُونُ الخَطبُ، ويُعرَفُ السَّببُ الذي يَبطُلُ معه العَجَبُ.

وانظُر مِثلَ ذلك في الكوارثِ والنَّكَباتِ التي نَكَبَتِ الملايينَ من أبناءِ سوريا واليمنِ وليبيا.. ممن قُتِلوا وهُجِّروا وهامُوا بنسائِهم وأطفالِهم في الفَيافي والقَفَارِ، في حربٍ شديدةِ البأسِ، لم يكُن لهم فيها رأيٌ، ولا ناقةٌ ولا جملٌ.

وإذا رُحتَ تسألُ عن العلَّةِ المباشرةِ -أوِ السَّببِ القريبِ- الَّذي أَشعَلَ هذه النِّيرانَ في بلادِ العربِ بهذه الصُّورةِ الهمَجيَّةِ فإنَّك لا تَعدُو الصَّوابَ لو قُلتَ: إنها حربٌ ذاتُ عَلاقةٍ بالدِّينِ، أو حربٌ لُبِّسَت قميصَ الدِّينِ، وإن تكُن في أسبابِها البعيدةِ ليست ممَّا يمُتُّ إلى الدِّينِ بأدنى صلةٍ أو سببٍ، فقدِ ارتبطَت -هناك- أشدَّ الارتباطِ بفَلَكِ المطامعِ الإقليميَّةِ، والتَّوسُّعاتِ الَّتي تَخدُمُ الأجندةَ الطائفيَّةَ، وتَأتمِرُ بأمرِ سياساتِ الهيمنةِ، ورسمِ الخرائطِ الجديدةِ، وتغييرِ الحدودِ، ومُخطَّطِ تفتيتِ الكِياناتِ العربيَّةِ الكبرى، وتشتيتِ جهودِها، وضعفِ قوَّتِها الاقتصاديَّةِ والعسكريَّةِ، ممَّا يَضمَنُ عَيشًا آمنًا مستقرًا -أبديًّا- لهذا الكِيانِ الاستعماريِّ الدَّائمِ الَّذي نَفَذَ إلى قلبِ العروبةِ واستقرَّ فيه.

وظنَّ القائمون على هذا الكِيانِ أنَّ إضعافَ مَن حولَه مِن الجيرانِ سيكونُ مَصدَرَ قوَّتِه وأَمنِه وسلامِه، ونَسُوا -أو تَناسَوا- أنَّ حقائقَ التَّاريخِ والجغرافيا وطبائعَ الأمورِ تَأبى تَصوُّرَ سفينةٍ آمنةٍ مِن الغَرَقِ والمَوجُ مِن حَولها عاتٍ ومُصْطَفِقٌ، وتَقضي بأنَّ السَّلامَ الَّذي يُحرَمُ منه الجيرانُ يُحرَمُ منه هذا الكِيانُ، طالَ الأمدُ أو قَصُرَ.

أمَّا السَّببُ المباشرُ الَّذي أَشعَلَ هذه الحربَ القاسيةَ -الَّتي عَرَفنا بدايتَها ولا ندري عَلامَ تَنطوي نهايتُها- فهو بَعثُ الخلافِ المذهبيِّ بين المسلمين أَنفُسِهم، وقد وَجَدَ النَّافخون على النَّارِ؛ مِن سماسرةِ الحروبِ وتُجَّارِ الأسلحةِ، في بَعثِ الخلافيَّاتِ بين السُّنَّةِ والشِّيعةِ مَسرَحًا جاهزًا لإطلاقِ الطَّائراتِ والصَّواريخِ على ثلاثِ دُوَلٍ تختزنُ فيما تَختزِنُه أَعرَقَ الحضاراتِ الإنسانيَّةِ والإسلاميَّةِ، والمتأمِّلُ في هُوِيَّةِ السَّلاحِ المُستخدَمِ في قتلِ أبناءِ هذه الدُّوَلِ ونسائِها وأطفالِها يَعرِفُ أنَّ الأطرافَ الَّتي تُديرُ هذه الحربَ وتُمسِكُ بخُيوطِ اللُّعبةِ تَقبَعُ وراءَ البحارِ، وأنَّ هذه الحربَ هي حربٌ بالوَكالةِ كما يُقالُ.

ومن الإنصافِ لأَنفُسِنا وللآخَرِينَ أيضًا أن نعترفَ بأنَّنا -نحن العربَ والمسلمين- هم أوَّلُ مَن يَتحمَّلُ المسئوليَّةَ الدِّينيَّةَ والخُلُقيَّةَ عن هذه الحربِ الفوضويَّةِ والعَبَثيَّةِ، أمامَ اللهِ وأمامَ التَّاريخِ؛ فقدِ ابتَلَعنا الطُّعمَ المسمومَ، ولم نَتنبَّه للفخِّ الَّذي تَردَّت فيه الأمَّةُ، وعَلِقَت به أقدامُها، وبَقِيَت تُجاذِبُه وتُحاوِلُ الفِكاكَ منه دُونَ جَدوى.

ولا يَدري أحدٌ متى يُحسَمُ أمرُ هذه الحربِ، وإلى أين تَتَّجِهُ بالمنطقةِ، بعد التَّدميرِ الذي أَتى على كلِّ عامرٍ في شمالِها ووَسَطِها وجنوبِها وغربِها، دَع عنك تكاليفَ إعادةِ الإعمارِ، وما يَعْقُبُ هذه التَّكاليفَ مِن شللٍ للاقتصادِ العربيِّ، ونقصٍ فادحٍ مِن مواردِ الخزائنِ العربيَّةِ ومُقوِّماتِها.

نعم، لم نَتنبَّه -نحن العربَ والمسلمين- إلى آفتَينِ قاتلتَينِ تُمسِكُ إحداهما بتَلابيبِ الأخرى، وتترتَّبُ عليها ترتيبًا منطقيًّا:

الأُولى: ما أشرتُ إليه؛ مِن قابليَّةِ التَّشرذُمِ والاختلافِ والانغلاقِ على المصالحِ القُطريَّةِ الجزئيَّةِ، وعدمِ الجِديَّةِ في التعامُلِ مع حُرمةِ الأوطانِ، وما تستوجبُه أهدافُها العُليا من بُعدِ نظرٍ، ومن تحمُّلٍ للمسئوليَّةِ، ومن يَقَظةٍ واستشعارٍ «سابقٍ ومدروسٍ» للمخاطرِ الَّتي تَحيقُ بالجميعِ حينَ تُباحُ حُرُماتُ الأوطانِ؛ والأدهى مِن ذلك والأمرُّ: اصطحابُ التَّشرذُمِ والصِّراعِ حتَّى في الموطنِ الَّذي تُعَدُّ فيه الفُرقةُ ضَربًا من الاستهانةِ بالمسئوليَّةِ التَّاريخيَّةِ عن هذه الأوطانِ، إن لم نَقُل: ضَربًا مِن «الخيانةِ» لأبنائِنا وأحفادِنا وأجيالِنا القادمةِ، وأَعني بهذا الموطنِ مَوطِنَ ضرورةِ الاصطفافِ وحتميَّةِ التَّوحُّدِ لمجابهةِ الموقفِ، والتَّوافُقِ على خُطَّةٍ واحدةٍ لملاقاةِ العدوِّ الذي دَخَلَ البلادَ وعاثَ فيها فَسادًا.

والآفةُ الثَّانيةُ: هي أنَّ هذه «الفُرقةَ» القُطْريَّةَ -إن صحَّ هذا الوصفُ- تقتضي بالضَّرورةِ تأصيلًا شرعيًّا أو «فقهًا» -استثنائيًّا- تَستجلِبُه كلُّ فِرقةٍ من تُراثِنا؛ ليكونَ سَنَدًا يُبرِّرُ هذا التَّوجُّهَ أو ذاكَ، وأمرٌ طبيعيٌّ أن يُستدعى مِن تُراثِنا البعيدِ -والقريبِ أيضًا- هذا النَّوعُ مِن فقهِ الجهادِ الاستثنائيِّ الَّذي ظَهَرَ في بيئةٍ مُعيَّنةٍ، لمعالجةِ ظروفٍ خاصَّةٍ، كان المسلمون فيها يُواجِهون عدوًّا مُستعمِرًا، وَطِئَت خَيلُه بلادَ الإسلامِ بالفعلِ، وأصبحَت مواجهتُه ودَحرُه وردُّه على أعقابِه فرضَ عينٍ على كلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ.

ففي مِثلِ هذه الظُّروفِ يُصبِحُ مِن الطَّبيعيِّ والمنطقيِّ أن تَنشَأَ أحكامٌ وفَتاوَى في بابِ الجهادِ والقتالِ، تتصدَّى لهذه الظُّروفِ الخاصَّةِ، وترتبطُ بها وُجودًا وعَدَمًا، ولا تتعدَّى عَصرَها الَّذي استَوجَبَها واقتضاها إلى عصورٍ أخرى مُختلِفةٍ تَتَّسِمُ بالسِّلمِ والاستقرارِ، ومُعاهَداتُ السَّلامِ الدَّوليَّةِ تتطلَّبُ فقهَ الأمنِ، وتقضي بمُسالَمةِ الآخَرِ، وتطبيقِ القوانينِ الدَّوليَّةِ.

وليس من شريعةِ الإسلامِ -في كثيرٍ أو قليلٍ- ولا مِن العقلِ الَّذي احتفى به القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ المطهَّرةُ احتفاءً قلَّ نظيرُه في أيِّ كتابٍ سماويٍّ أو غيرِ سماويٍّ -أن يَستورِدَ العربُ والمسلمون الآنَ لحَلِّ خلافاتِهم ونِزاعاتِهمُ البينيَّةِ فقهَ جهادِ المغولِ والتتارِ والصَّليبيِّين في القديمِ، أو فقهَ مُقاومةِ الاستعمارِ الإنجليزيِّ في الهندِ وما جاوَرَها في العصرِ الحديثِ؛ فمِثلُ هذا الفقهِ لا مَحَلَّ له الآنَ، وإذا ذهَبَ المَحَلُّ ذَهَبَ الفقهُ المرتبطُ به، وإلَّا تَحوَّلَتِ المجتمعاتُ الإسلاميَّةُ إلى فوضى واضطرابٍ كما هو حادثٌ الآنَ.

والقاعدةُ الفقهيَّةُ الَّتي تَعلَّمناها في الأزهرِ تُقرِّرُ ارتباطَ الحُكمِ بمَحَلِّهِ وُجودًا وعدمًا، فإذا ذَهَبَ المَحَلُّ ذَهَبَ معَه الحُكمُ ولا خلافَ، والمَحَلُّ الَّذي ذَهَبَ ولم يَعُد له وجودٌ الآنَ هو: مُواجهةُ عدوٍّ كافرٍ في العصورِ السَّابقةِ، جاء ليُبيدَ الإسلامَ والمسلمين، والحُكمُ الَّذي يجبُ أن يَذهَبَ معَه هو القتالُ مِن أجلِ الدِّفاعِ عنِ العقيدةِ وعنِ الأرضِ والأوطانِ.

وهذه الأزمةُ في الفَهمِ، أو الخطأُ في المُقايَسةِ والتَّنظيرِ هي «الكارثةُ» المسئولةُ عن الدِّماءِ «المسلمةِ» التي تُسفَكُ بالجملةِ وبالعشَراتِ والمئاتِ كلَّ يومٍ، ورأسُ الدَّاءِ في هذه الكارثةِ: البحثُ عن غطاءٍ دِينيٍّ يُبرِّرُ تكفيرَ المُخالِفِ تمهيدًا لقتلِه بعدَ ذلك.

..                 ..                 ..

وهذه الأبحاثُ الَّتي أُقدِّمُ لها بهذه الكلماتِ، هي ذاتُ صلةٍ متينةٍ راسخةٍ بموضوعِ «الإرهابِ»، الَّذي هو آفةُ العصرِ ووَباؤُه، وسَرَطانُه المتمدِّدُ شرقًا وغربًا، وهي تتعاملُ مع مفاهيمِه المغلوطةِ ومُفترَياتِه، الَّتي زيَّفَها المتطرِّفون والتَّكفيريُّون، ولطَّخُوا بها وجهَ الإسلامِ وتاريخَ المسلمين.

والأزهرُ إذ يَضَعُ هذا الخطرَ الَّذي التَصَقَ بالإسلامِ والمسلمينَ زُورًا وبُهتانًا على رأسِ أولويَّاتِه واهتماماتِه، سواءٌ بعقدِ المؤتمراتِ، أو بالزِّياراتِ المتكرِّرةِ لكُبرياتِ المؤسَّساتِ الدِّينيَّةِ في أوروبَّا وغيرِها، أو بتعريفِ طلَّابِه في مرحلةِ ما قبلَ الجامعةِ بمقُولاتِ الجماعاتِ المسلَّحةِ الَّتي تَقتُلُ النَّاسَ باسمِ الإسلامِ، أو بالمرصدِ الإلكترونيِّ الَّذي يَتعقَّبُ الفكرَ الإرهابيَّ بالرَّصدِ والتَّحليلِ والرَّدِّ، بلُغاتٍ تِسعٍ مِنَ لُغاتِ العالَمِ، أو بقوافلِ السَّلامِ الَّتي يَشترِكُ الأزهرُ في تَسييرِها مع مجلسِ حُكماءِ المسلمين، أقولُ: إنَّ الأزهرَ الَّذي يَبذُلُ أَقصى ما يستطيعُ مِن أجلِ القيامِ بواجبِه في تفكيكِ الفكرِ الإرهابيِّ وكشفِ أَضاليلِه وأغاليطِه لا يرى أنَّ الانحرافَ الفكريَّ هو السَّببُ الأَوحَدُ، ولا الأوَّلُ في نشأةِ هذه الجماعاتِ المسلَّحةِ، أو تطوُّرِها المفاجئِ، أو المفارقةِ اللَّامعقولةِ بين إمكاناتِ هذه الجماعةِ، وبين ما وَصَلَت إليه في لَمحِ البصرِ مِن قُدُراتٍ عسكريَّةٍ وماليَّةٍ وقتاليَّةٍ هائلةٍ، مكَّنَتها مِن بَسطِ نُفوذِها على مساحاتٍ شاسعةٍ مِن بلادِ الرَّافدَينِ ومِن بلادِ الشَّامِ، وسوف تَظَلُّ هذه المُفارَقاتُ الغريبةُ لُغزًا ربَّما تَبُوحُ الأيَّامُ القريبةُ القادمةُ بِسِرِّهِ ومعرفةِ وَجهِه الخارجيِّ والدَّاخليِّ أيضًا.

..             ..                 ..

القارئُ العزيزُ!

أَترُكُكَ مع أساتذةٍ مُتخصِّصينَ، ودراساتٍ بالغةِ العُمقِ والدِّقَّةِ؛ لِتُدرِكَ في النِّهايةِ تَهافُتَ الفِكرِ الإرهابيِّ وزَيفَ مَقُولاتِه، وكَذِبَ شُبُهاتِه، ولِتَكونَ على يقينٍ مِن أنَّ هذا الفِكرَ الدَّمَويَّ لا يَعرِفُه الإسلامُ، ويُنكِرُه المسلمون أشدَّ الإنكارِ.

تحريرًا في مشيخةِ الأزهرِ:

25 من ربيعٍ الآخَرِ سنةَ: 1438ﻫ

23 من يناير سنةَ: 2017م.

أحمد الطَّيِّب

                                                                                                                              شيخ الأزهر الشَّريف

رئيس مجلس حكماء المسلمين

 

 

طباعة
5644 Rate this article:
4.0