الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

في الندوة الرابعة عشرة الموجهة للمرأة.. د. لمياء متولي: حسن اختيار الزوجة من أهم مقومات التنشئة الأسرية الناجحة
Sameh Eledwy

في الندوة الرابعة عشرة الموجهة للمرأة.. د. لمياء متولي: حسن اختيار الزوجة من أهم مقومات التنشئة الأسرية الناجحة

د. سهيلة عبد البديع: من أنماط الانسجام بين الزوجين توحيد الأهداف والتوافق الديني

د. حياة العيسوي: الشريعة الإسلامية تحث على حسن العشرة حتى تتحقق الغاية من الزواج

عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الندوة الرابعة عشرة ضمن برامجه الموجهة للمرأة، بعنوان "أنماط الانسجام العاطفي بين الزوجين"، وحاضر فيها كلٌّ من: الدكتورة/ لمياء متولي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، والدكتورة/ سهيلة عبد البديع سعيد شريف، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، والدكتورة/ حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وخلال اللقاء، قالت الدكتورة/ لمياء متولي، إن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة والرجل لإعمار الكون وليكون كل منهما سكنًا لصاحبه، فلابد من وجود الألفة والمودة بينهما، والتي من مظاهرها تواجد الرجل في مهنة أهله، وإظهار الود بينهما، وهو ما يعرف بالانسجام العاطفي بين الزوجين.

وأضافت “متولي” إن من أهم مقومات الاختيار الحسن للزوج وللزوجة، هو التنشئة الأسرية الناجحة للزوجين، وذلك يتمثل في وجود التوافق الديني والنفسي والعمري والمالي والاجتماعي، فإذا ضعفت هذه المقومات فُقدت المودة والرحمة، وضعف السكن والاستقرار في الحياة الزوجية، وهذا الضعف ينبغي معرفة سببه ليتيسر علاجه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل معه دواءً، جهله من جهله، وعلمه من علمه»، فعندئذ على الزوجين أن يقفا وقفةً متأملة ويجتهدان في النظر إلى مسار حياتهما ليعرفا سبب العلة والداء، ومن ثم يتطلعان إلى معرفة الشفاء والدواء، والعودة إلى حال الصحة والعافية، وهي الحال الأصيلة.

من جانبها ذكرت الدكتورة/ سهيلة عبد البديع، إن من أهم أنماط الانسجام بين الزوجين؛ الانسجام غير المشروط بينهما، ويكون أساسه الود والرحمة والألفة وتبادل المشاعر الطيبة بينهما دون أغراض أو مصالح ذاتية، وهذا هو أساس الاستقرار والسعادة بين الزوجين والاستمرار بنجاح دون صعوبات أو أزمات.

وأوضحت أن هذا النمط يتمثل في الانسجام العاطفي والمشاركة الوجدانية، ويكون بمشاركة كل طرف للآخر؛ في أفراحه ومواساته، في مواقف الشدة والحزن، ومنه أيضًا احترام خصوصية الطرف الآخر.

وذكرت “عبد البديع“ أن الانسجام بين الزوجين يتمثل في التوافق في الأهداف والآراء، فينبغي على الزوجين التشارك في أسس تربية الأبناء، ومعرفة كل طرف لأهداف الآخر وآماله وطموحاته، ومناقشة الرأي وعدم استحواذ أي منهما بالرأي واتخاذ القرار منفردًا مما يحيل من إعطاء الطرف الآخر فرصة في الحوار، مضيفة إن من أهم هذه الأنماط هو الانسجام الديني والخلقي؛ فالتشابه بين الزوجين في الأخلاق والقيم والمواظبة على العبادة والصلاة هو سر السعادة الزوجية واستقرار الأسرة، وانعدام هذا الجانب في كلا الطرفين أو أحدهما وراء تعاسة الزوجين.

وتابعت: وكذلك الانسجام بين الزوجين في المظهر العام والشخصية، وفي الجانب المادي من حيث التفاهم حول القضايا المالية وسبل المعيشة، والقناعة والرضا بما يتوفر لديهما من مال، مع قيام الزوج بالنفقة على زوجته وأبنائه، وحرص الزوجة على الترشيد، مع وجود قدر من التفاهم على أولويات الإنفاق.

وأكدت مدرس الصحة النفسية أيضًا أن الانسجام لا بد أن يكون في الجانب الاجتماعي والثقافي، ويتمثل في تكيف الزوجين مع الخلفية الثقافية لكل منهما واحترام عادات وتقاليد وأعراف الآخر، والتسامح في الأمور المختلف عليها نتيجة لاختلاف التنشئة الاجتماعية لكل منهما، إلى جانب التوافق النفسي، بمعنى توافق الزوجين في الصفات النفسية وسمات الشخصية، وتقبل كل منهما للآخر والتسامح معه، مع وجود قدر من التبادل العاطفي بين الزوجين، والتواصل الفعال مع الآخر لحل مشكلاته ومساندته، والتعرف على الاحتياجات النفسية والعاطفية.

من جهتها أشارت الدكتورة/ حياة العيسوي، إلى أنه غالبًا ما ينظر الفتى والفتاة إلى شيء واحد مثل المظهر فقط من جمال وغيره أو المال، مهملين الأساسيات التي أوصانا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الفوز بذات الدين، فالشريعة الإسلامية تريد أن تكون العِشرة بين الزوجين تغمرها السعادة والاطمئنان والسكينة والمودة والرحمة، ليحظى الأبناء بعد ذلك بالرعاية السليمة، فيجد الزوج في زوجته ما يسره من تعاملها مع ابنه وأبيه وأمه، وتعاملها مع مشاكل الحياة اليومية، وتدبير أمور بيتها في حال حله وترحاله.

وتابعت “العيسوي”: وفي هذا أوصى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ؛ لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" ، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".

وأوضحت أنه سيظل أجمل ما قيل في الحب، كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن أمنا خديجة رضي الله عنها: "آمَنَت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس".

جدير بالذكر أن البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر، تُعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

الموضوع السابق في ندوته الرابعة عشرة.. ملتقى المرأة يناقش “أنماط الانسجام العاطفي بين الزوجين” بالجامع الأزهر
الموضوع التالي خلال جولته التفقدية برواق بورسعيد.. مدير الجامع الأزهر يناقش سبل تطوير وتنمية الأروقة
طباعة
399 Rate this article:
لا يوجد تقييم