ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة
د. خضرة سالم: انشغال الزوجين بمواقع التواصل الاجتماعي يؤدى إلى الجفاء العاطفي
د. رحاب الزناتي: الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل أصبح أقصر الطرق إلى الطلاق وتشتت الأسر
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، الندوة التاسعة عشرة من البرامج الموجهة للمرأة، حول "أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة"، وحاضر فيها كلٌّ من د. خضرة سالم، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، ود.رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
وخلال الملتقى، أوضحت د. خضرة سالم، الإيجابيات الكثيرة لمواقع التواصل، كتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة خاصة الذين يعيشون في بلدان مختلفة، واكتساب معلومات وثقافات جديدة وخبرات مختلفة، والتسويق وغير ذلك، كما بينت أيضًا مجموعة من السلبيات لهذه الوسائل، كإهمال الجانب الديني والانشغال عن ذكر الله.
وأكدت أمين سر اللجنة الدينية، أن كثرة استخدام مواقع التواصل بين الزوجين يؤدي الى الجفاء العاطفي، وانشغال الزوجة عن واجبات زوجها وبيتها وأولادها وإفشاء الأسرار الزوجية، وضعف الرقابة على الأبناء، واستنزاف الوقت الذي يجب أن نستغله فيما هو مفيد، ومنها الخيانات الزوجية وزيادة الكسل والخمول، وزيادة الأمراض الجسدية والنفسية، وانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، إضافة إلى زيادة الجرائم والاحتيال والنصب، وانتشار التنمر بين الناس، والعزلة الاجتماعية.
وأوصت د. خضرة باتباع بعض الإرشادات للحد من هذه السلبيات؛ منها حظر المواقع الإباحية، والتوعية المستمرة، واستشعار مراقبة الله، فضلًا عن تقدير نعمة الوقت.
من جانبها، قالت د. رحاب الزناتي: إن هناك آثارًا سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة، ومنها ضياع الحقوق وازدراء النعمة والتخبيب، مستشهدة بحديث رسول الله ﷺ: "ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها” فقد أصبَحت هذه الوسائل من أقصرَ الطرقِ إلى الطلاقِ والانفصالِ بين الزوجين وتشتتِ الأسر.
وأوصت د. رحاب بتجنب الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي موضحة آداب التعامل معها؛ كغض البصر، وكف الأذى، مؤكدة على أهمية تنمية الرقابةِ الذاتيةِ والخوفِ من اللهِ تعالى داخلَ النفسِ، والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء والذكر للتخلص من إدمان هذه الوسائل.
من جهتها ، قالت د. سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر: إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت ثورة في حياة الناس، وكما انفتح بها أبواب للخير لا تحصى، فإنها كذلك انفتح بها من أبواب الشر والفساد في ظل غياب الدين والانضباط الأخلاقي.
وبينت الباحثة بالجامع الأزهر، أن وسائل التواصل على الرغم ممَّا تتمتع به من مزايا وإيجابيَّات، فإنها للأسف سهلت الطريق إلى الخيانة الزوجية، فلم يعد كلا الزوجين أو أحدهما يهتم بالآخر ولا يأنس به، وهو مايؤدي إلى تدمير الأسرة وتشتت أفرادها.
يذكر أن البرامج الموجهة للمرأة، تعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.