الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

خلال احتفالية الجامع الأزهر بذكرى الإسراء والمعراج.. د/ سلامة داود: الإسراء والمعراج تكريمًا لنبينا ﷺ وللأمة الإسلامية.. من خلال ما بقي منها من أثر عظيم وهو الصلاة
Sameh Eledwy

خلال احتفالية الجامع الأزهر بذكرى الإسراء والمعراج.. د/ سلامة داود: الإسراء والمعراج تكريمًا لنبينا ﷺ وللأمة الإسلامية.. من خلال ما بقي منها من أثر عظيم وهو الصلاة

     قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر: إن الله سبحانه وتعالى كرَّم نبينا محمدًا ﷺ بما لم يُكَرِّم به بشرًا قبله ولا بعده، فلو نظرنا إلى طلب سيدنا موسى -عليه وعلى نبينا السلام- عندما قال {رب اشرح لي صدري}، يقابله قول الحق سبحانه وتعالى لنبينا ﷺ {ألم نشرح لك صدرك}، وعندما طلب سيدنا موسى رؤية الحق سبحانه وتعالى {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ}، قال الحق سبحانه وتعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ}، ولكن في حق سيدنا محمد ﷺ قال الحق جلا وعلا: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ}، ومن يتفقد القرآن الكريم يجد أن هناك سورًا كثيرة بدأت بتسبيح الله سبحانه وتعالى، بصيغ الماضي، والمضارع، والأمر، ولكن ليس هناك سورة بدأت بـ"سبحان" إلا سورة الإسراء؛ ولذلك من أسماء سورة الإسراء سورة "سبحان"؛ لأن الحق تعالى يعلم أن هناك من سيعترض ويحاول إنكار هذه الرحلة العظيمة؛ فبادر سبحانه وتعالى بقوله: "سبحان" للتنزيه والتعظيم.

وأضاف الدكتور/ سلامة داود ، خلال احتفالية الجامع الأزهر بذكرى الإسراء والمعراج، أن رحلة الإسراء والمعراج حدثت تكريمًا لنبينا ﷺ، كما أنها تحمل تكريمًا خاصًّا للأمة الإسلامية، من خلال ما بقي منها من أثر عظيم، وهو الصلاة، تلك الهدية التي فرضت في حضرة الذات الإلهية {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ}، وهذه الصيغة دليل على أن الشيء الموحى به إنما هو شيء عظيم، وأراد الله سبحانه وتعالى بالصلاة أن يكون لكل مسلم نصيب من رحلة الإسراء والمعراج؛ لأن العبد وهو في الصلاة يكون في معراج لله سبحانه وتعالى؛ لأنه في سكينه وطمأنينة لا تكون إلا في حضرة الله سبحانه وتعالى. كما أن في رحلة الإسراء والمعراج رسالة عميقة: أن من أقبل على الله لا يضيره من الدنيا شيء، وهو ما حدث مع النبي ﷺ عندما أقبل على الله سبحانه وتعالى، أغناه الله عن الدنيا وما فيها بالقرب منه سبحانه وتعالى.

وبيَّن رئيس جامعة الأزهر، أن النصر والفرج يأتي من عند الله؛ فعندما لجأ النبي ﷺ إلى ربه بالدعاء وطلب العون "اللَّهُمَّ إنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْف قُوَّتي، وَقِلَّة حِيلَتي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاس، يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رُبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي إِلَى مَنْ تَكِلُنِي إِلَى بِعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَه أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُن بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتكَ هِي أوْسَع لِي، أَعُوذُ بِنُور وَجْهكَ الَّذِي أَشْرَقَت بِهِ الظُّلُمَات وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ يَحِلَّ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ؛ لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ"، نصره الله وأكرمه برحلة الإسراء والمعراج؛ لذا فإن ذكرى الإسراء والمعراج هي احتفال بذكرى نصر النبي ﷺ، الذي هو نصر لكل مكروب وكل مهموم، وفي هذه المناسبة المباركة التي هي رمز للنصر، نسأل الله سبحانه وتعالى النصر لفلسطين الأبية الشامخة.

ونظَّمت إدارة الجامع الأزهر، اليوم الإثنين، احتفالية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج بالظلة العثمانية؛ بهدف تعميق الوعي الديني لدى المسلمين، وذلك بحضور فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأ.د/ محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، وأ.د/ جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين، ود/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
 

الموضوع السابق خلال احتفالية الجامع الأزهر بذكرى الإسراء والمعراج.. د/ عبد المنعم فؤاد: المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حينما يحتفلون بذكرى الإسراء والمعراج.. إنما يحتفلون بذكرى تكريم نبيهم ﷺ
الموضوع التالي ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يوضح العِبَر من الإسراء والمعراج
طباعة
511 Rate this article:
لا يوجد تقييم