إن فن إدارة الأزمات، معناه التعامل مع الأزمة على نحو يقلل أضرارها، ويحول المحنة إلى منحة، والبلاء إلى عطاء. له شواهده الوفيرة في السيرة النبوية، وهذا الفن مرتبط بفقه السياسة الشرعية ووضع التدابير لمواجهة المستجدات والأزمات، ورغم المخاطر التي نراها في الأزمة فإنها تحمل في داخلها عددا من الإيجابيات؛ منها التغيير للأفضل وظهور قادة عظماء يتغلبون على الأزمات، وكذا الحال مع المؤسسات حين تتمكن من اجتياز الأزمة تعود بقدرة تنافسية أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة وفي القرآن الكريم توجيه لهذا المعنى كما في قوله جل ذكره:
"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" (البقرة: 216)