في إطار التعاون القائم بين مشيخة الأزهر ووزارة الشباب والرياضة لتنفيذ البرنامج التوعوي: "نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب" لطلاب الجامعات المصرية، نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف برنامجًا توعويًّا تضمن محاضرات وورش عمل لمجموعة من طلبة جامعة بنها اليوم الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر، ضمن جهوده التوعوية الموجهة للشباب وطلبة المدارس لتحصينهم من الأفكار المتطرفة والشاذة التي تخالف القيم الإسلامية والمجتمعية، وتدفع بجزء أصيل من المجتمع إلى الهاوية.
وحاضر دكتور أحمد إبراهيم عبد المنعم، دكتوراه الإدارة الإستراتيجية واستشاري إعداد القادة والتنمية الذاتية والاقتصاد الرقمي ومستشار مركز الدراسات الإستراتيجية، والدكتور حمادة شعبان، المشرف بالمرصد، حول إستراتيجيات التنظيمات المتطرفة في تجنيد الشباب وأهم وسائلهم في التنفيذ، حيث تشترك تلك التنظيمات في صفة رئيسية هي الحرص على استقطاب الشباب وخداعهم بخطاب ضال ومضلل؛ لأن انتقال الفكر الهدام إلى عقول الشباب هو الضامن لبقاء هذا الفكر وانتقاله عبر الأجيال.
كما قدما شرحًا وافيًا لأسباب التطرف ومن بينها الأمية الدينية التي تزداد خطورتها بل وتتضاعف إن كان من يتصف بها لديه حماس لقضية الدين وفي الوقت ذاته يجهل مبادئه وقيمه وتعاليمه، وهو ما يبرز حاجة الشباب إلى اللجوء إلى علماء الدين الثقات عند الرغبة في التعرف بعمق على تعاليم الدين؛ لا سيما مع ما تحتويه الكثير من مواقع الإنترنت على معلومات دينية مغلوطة ومحرفة تقود إلى التشدد والتطرف، بخلاف منصات التواصل الاجتماعي التي تشهد وجودًا مكثفًا للتنظيمات المتطرفة لرصد الشباب واستقطابهم في صفوفها، وإعادة توجيه أفكارهم ضمن ما يعرف بعملية "غسل الدماغ" لتحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، ودفعه لتبني قيم جديدة تفرض عليه من قبلها من أجل تنفيذ ما يصدر من أوامر تصل إلى ارتكاب عمليات انتحارية ضد الأبرياء.
وعقب المحاضرتين، تعرف الطلبة على آلية عمل وحدات المرصد البالغة (13) لغة وأبرز الإصدارات المقروءة والمرئية في العديد من القضايا في مقدمتها مكافحة التطرف والإرهاب، ومتابعة القضية الفلسطينية… وغيرها.
جدير بالذكر أن برنامج "نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب" يواصل أهدافه التوعوية للعام الثالث على التوالي، حيث استقبل المرصد على مدار الأعوام الماضية مجموعات متنوعة من شباب الجامعات ضمن جهوده الحثيثة لتحصين الشباب ورفع الوعي حيال الهوية والقيم الإنسانية.